التوحد هو من خلل وظيفي يصيب المخ ويصنف من الإعاقات التطورية التي تصيب الطفل. ويؤدي التوحد لقصور في التواصل اللفظي والاجتماعي، كما يترافق بأنماط سلوكية متكررة، ويظاهر بالعزلة الاجتماعية وصعوبة اندماج الطفل مع الآخرين. ويظهر التوحد عادة في السنوات الثلاث من عمر الطفل، ولا يزال سبب الإصابة به قيد الدراسة والإثبات.

و وصول طفل التوحد لمرحلة المراهقة و البلوغ يجعل الوالدين والطبيب في مرحلة حرجة نوعا ما في التعامل مع المصاب، فطفل التوحد لايكتسب التعليم بنفسه ولكن من خلال التلقين أو التكرار والتقليد، مما يتطلب من ذويه فهم المتغيرات التي يمر بها و معرفة كيفية التعامل معها.

السيطرة على غريزة الجنس

ومن أهم ما يظهر على التوحديين في مرحلة البلوغ: الاستقلالية، وزيادة الإدراك، غريزة الجنس. وخلال مرحلة البلوغ يبدأ الطفل في نمو سريع حيث تظهر تغيرات بدنية تتمثل في طول القامة وظهور السمات الجنسية الثانوية.

ومن الامور التي تقلق والدين طفل التوحد حين وصوله لمرحلة البلوغ حب طفل التوحد لتحسس أجساد الآخرين أو تحسس أجزاءه الخاصة سواء لوحده أو أمام الملأ بما يسمى بالإستمناء. فمن ضمن السلوكيات الجنسية التي تظهر لطفل التوحد كما الطفل العادي هو اللعب الجنسي بالعضو التناسلي لديه. و لأن طفل التوحد في الأساس لديه سلوك نمطي روتيني فان اللعب الجنسي لديه يصبح عادة نمطية روتينية ويصعب من الأمور أن هذه العادة مقترنة بلذة ولذلك يصبح من الصعب التخلص منها.

و من خلال البحث توصل إن المتوحدين الذين يقومون بالعادة السرية بإستمرار في مرحلة البلوغ يعانون من فراغ وعدم وجود أنشطة إجتماعية تشذ إنتباههم وتشغلهم عن ذواتهم، لذلك من المهم شغل المتوحد بأنشطة متتابعة تجعله لا يفكر في أي رغبة أخرى أو تصرف غير جيد. إلى جانب شغل الطفل في أشياء مفيدة لإخراج طاقته الداخلية في شيء مفيد يعود عليه بالفائدة وبخاصة في الأعمال المهنية.

ومن الأمور المجدية في نهي الطفل عن القيام بالعادة السريه هو نوم الطفل في سرير مستقل و عدم النوم في غرفة الوالدين، الحرص على الاحتشام من جميع أفراد الأسرة داخل المنزل، عدم ارتدائه الملابس الضيقة أو الملتصقة بجسمه، و مراقبة المواد التليفزيونية التي قد تقود للتقليد.

الإعتماد على النفس

لابد للمتعاملين مع الطفل الإلمام بهذه الأمور ويعد تعديل السلوك احد الجوانب الهامة التي لابد من التركيز عليها خاصة في وقت مبكر من عمر الطفل، ومن بينها تعليم المتوحد الإعتماد على النفس، كتعليمه إستخدام دورات المياه دون حاجة لمساعدة أحد، إرتداء ملابسه الداخلية والخارجية معتمداً على نفسه. ومن المفيد أن نطرق باب الحمام عليه من وقت لآخر لنشتت إنتباهه ومنعه من أداء حركات غير مرغوبة.

و تعليم الطفل في سن مبكرة الأسماء الدارجة لأعضاء الجسم، و تعويده على إن بعض أعضاء جسمه مناطق محرمة على الآخرين ولايحق لأحد غيره أن ينظر لها أو يلمسها، فعلينا تعويده على غلق باب الحمام عند الدخول وإغلاق باب غرفته عند تبديل الملابس، عدم فك أزرار البنطلون قبل أن يدخل إلى المرحاض ورفع بنطلونه قبل خروجه من الحمام .

النظافة الشخصية

أما بالنسبة للفتيات و الدورة الشهريه، فعلينا تهيئة الفتاة لكيفية التعامل مع أيام الدورة الشهرية من خلال التقليد وتكرار المحاولة مرات و مرات قبل مجيئ الدورة الشهريه كتعليمها وضع الفوط الصحية وتنظيف جسمها و ستره عن الآخرين. وتوعيتها بأمور الحمل والولادة.

أما بالنسبة للذكور فعلينا تعليمه وضع بودر في مناطق معينة في جسمه وإستخدام مزيل العرق بإستمرار والمحافظة على النظافة الشخصية له بالإعتماد على نفسه.

وعي المتعاملين مع الطفل.. يخرجنا من المأزق

ومن بين المواقف التي تظهر مدى أهمية وعي المتعاملين مع الطفل لخصوصية مرحلة المراهقة هي تجربة يسردها احد الباحثون فيقول «كنت في احد الموسسات المتعاملة مع أطفال التوحد وكان يعمل معي احد معلمي التربية البدنية وكان احد الأطفال التوحديين في بداية مرحلة المراهقة ويقوم معلم التربية البدنية بحمل الطفل بطريقة غريبة حيث يقوم الطفل بوضع يديه حول عنق المعلم من الخلف ويقوم المعلم بثني عموده الفقري إلى الأمام فيهدأ الطفل» ويقول الباحق إن المعلم كان يفخر بسيطرته على توتر الطفل الدائم، ولكن حين قام الباحث بفحص الطفل بعد هذه العملية تبين إن القضيب يكون في وضع الإنتصاب مما يفسر إن الطفل كان يشهر باللذة فيهدأ.

لذلك على القائمين على رعاية طفل التوحد أن تكون لديهم حساسية ووعي أمام هذه الحالات .وان لا يستمروا في احتضانه أو إعطائه قبلات ، حيث أن مثل هذا السلوك يجب أن يتوقف عند الوصول إلى بداية مرحلة المراهقة ، إلا فيما ندر من مواقف حياتية.