العدد 4436 - الأربعاء 29 أكتوبر 2014م الموافق 05 محرم 1436هـ

مستحضرات التجميل صـــــــــــــــــــــــــناعة مفخخة ..خارج الرقابة

نستخدم منها 15 منتجاً في اليوم الواحد

تعتبر صناعة مستحضرات التجميل من الصناعات المربحة؛ وذلك للطلب المتزايد عليها. وتقدر مبيعاتها بنحو 170 مليار دولار سنوياً، وهي واحدة من الصناعات التي يصعب العيش يمن دون منتجاتها، حيث يدخل في مستحضرات التجميل الماكياج ومستحضرات العناية الشخصية من شامبو وصابون ومزيل عرق، إضافة إلى الزيوت والعطور. والحقيقة أنها الصناعة الأقل سلامة في السوق.

لا أحد يطالبها بكشف مكوناتها

يحتوي المنتج الواحد من مستحضرات التجميل على 50 مكوناً على الأقل، وعادة ما يستغرق إنتاجه نحو 4 إلى 10 ساعات. وللأسف فإن معظم مستحضرات التجميل تحتوي على كيماويات خطيرة وأغلبها مواد مسرطنة، في مقابل عدم وجود رقابة حقيقة على هذه الصناعة، فإدارة الغذاء والدواء الأمريكية (USFDA) لا تلزم الشركات بوضع جميع المكونات الداخلة في مستحضر التجميل على العبوة، وليس عليها قيود تتعلق باختبارات السلامة. كما أن «USFDA» لم تقم منذ العام 1938 إلا بحظر 8 مواد من أصل 12 ألف مادة مستخدمة في صناعة مواد التجميل.

وتقول حملة «من أجل مستحضرات تجميل آمنة» التي بدأت نشاطاتها في بريطانيا منذ العام 2004، إن غياب الرقابة على صناعة مواد التجميل دعا شركات التجميل إلى فتح لجنة خاصة لمراقبة منتجاتها، وبطبيعة الحال فهذه اللجنة تنتقي ما تريد ليكون مسموحاً وتحظر ما تراه خياراً مناسباً لمصالحها.

ستكون آمنة إن استخدمت مرة في السنة

ربما تستطيع شركات التجميل أن تدافع عن نفسها بقولها إن هذا المنتج آمن إنْ استخدم لمرة واحدة طوال السنة، ولكنها تدرك تماماً أن مستحضرات التجميل تستخدم بشكل يومي، والأدهى أن الإنسان العادي يستخدم مجموعة من المستحضرات في آن واحد في اليوم الواحد.

وفي دراسة بريطانية تبين أن أكثر من ربع النساء وواحداً من كل 100 رجل يستعملون يومياً 15 منتجاً على الأقل. فلك أن تتخيل الأم التي تضع الماكياج وتستعمل مستحضرات العناية الشخصية ثم تقوم بملامسة مستحضرات العناية الخاصة بطفلها وربما زوجها، وكل تلك المستحضرات مفخخة.

وبالحديث عن مستحضرات الأطفال، فقد صدرت في وقت سابق تحذيرات طبية من رش مسحوق الطلق (talcumpowder) الذي يباع تحت مسمى «بودرة الأطفال» على الأعضاء التناسليـة لمنع الروائح؛ لأنه يحوي مادة معدنية هي سيليكات المغنيسيوم، وقد يؤدي إلى الإصابة بسرطان المبيض. وتدخل في بعض المستحضرات خلاصات مستخرجة من مشيمة البقر لتنعيم الجلد والشعر. لكنها قد تحفز نمو الثديين لدى الأطفال وفق دراسة حديثة.

إن جلدنا نفّاذ، تبلغ سماكته نحو مليمترين، وهو غشاء مسامي حساس كثيراً للمواد الكيميائية السامة. وما نضعه على جلدنا يؤثر في صحتنا مثل تأثير ما نضعه في فمنا، وأحياناً أكثر.

صناعة التبغ أكثر صراحة منها

حذر السيناتور الأميركي الراحل إدوارد كينيدي، في العام 1997، خلال مناقشات مجلس الشيوخ لمشروع قانون إصلاح مديرية الغذاء والدواء (FDA)، من أن «صناعة مستحضرات التجميل استعارت صفحة من كتاب صناعة التبغ بتقديم الأرباح على الصحة العامة». لكن منتجات التبغ تحمل تحذيرات واضحة من مخاطر التسبب بأمراض سرطانية يتعرض لها مراهقون وبالغون، في حين لا توجد أي تحذيرات على مستحضرات التجميل ومنتجات العناية الشخصية، مع أن مكوناتها تسبب لجميع شرائح الناس مخاطر طوال الحياة، بما في ذلك الأجنّة؛ إذ تستعملها الأم ويتم امتصاصها عبر الجلد إلى دم الأم والجنين.

هذه المواد المفخخة... احذرها

والموقع الإلكتروني www.safecosmetics.org لحملة «من أجل مستحضرات تجميل آمنة» ترفق لك أبرز المكونات الضارة التي يتوجب عليك الابتعاد عن استخدام المنتج حالما تتأكد من تواجدها فيه:

1. مادة الزئبق أو كما تسمى ثيميروسال (thimerosal) على العبوات، وهي توجد في بعض قطرات العيون، المراهم ومزيلات العرق.

2. كذلك ابتعد عن استخدام المنتجات المحتوية على خلات الرصاص الثنائي (lead acetate)، وهي موجودة في بعض صبغات الشعر والمطهرات.

3. الفورمالديهايد والتولوين (formaldehyde and toluene) من المواد الضارة وستجدها في المنتجات الخاصة بالأظافر.

4. مادة البتروكيماويات (petrochemicals) الموجودة في بعض مرخيات الشعر (hair relaxers)، الشامبو، الماسكارا، العطور، كريمات الأساس، أحمر الشفاه ومرطب الشفاه.

5. قطران الفحم (coal tar) الموجود في شامبوهات القشرة والكريمات المضادة للحكة وصبغات الشعر.

6. مادة «placenta»، التي وجدت في بعض مرخيات الشعر، المرطبات، وغسول البشرة.

7. والفثالات (phthalates)، ووجد في بعض طلاء الأظافر والعطور ورذاذ الشعر (hair spray).

لا تصدق كلمة «طبيعي» أو «عضوي»

ويؤسفنا أن نخبرك بـنك لن تكون ذكياُ حين تنتقي المستحضرات التي كُتب عليها مستحضرات طبيعية؛ لأنه ببساطة لا يمكنك تصديق كل ما تقرأه. كذلك لا تصدق عبارة «هذا المستحضر عضوي»؛ لأنه لن يكون ذا جدوى إنْ لم يوضع شعار وزارة الزراعة العضوية الفعلي على منتجات العناية الشخصية، فشعاره يدل على أنه خضع للمعايير العضوية الصارمة.

على الجانب الآخر من المفرح أن كثيراً من شركات مستحضرات التجميل الجادة بدأت بالفعل بطرح منتجات آمنة في الأسواق، والمتخصصون في الكيمياء الخضراء قاموا بتطوير مواد آمنة وغير سامة، كما فرضت الحكومات الأوروبية إزالة كثير من المواد السامة من المستحضرات، لكن في المقابل اكتشفت الشركات ثغرات وتمكنت من التكيّف مع القوانين الجديدة.

ثقف نفسك

نحن أمام صناعة ملعونة تجتاح أجسادنا رجالاً ونساءً وأطفالاً، ويتم التخلص منها بصرفها في دورات المياه لتنتقل إلى البحار والأنهار لتلحق لعنتها على الأسماك والكائنات الأخرى، ولك أن تتخيل ما أكدته دراسة سابقة ربطت بين التأثير الهرموني لمكونات مستحضرات العناية الشخصية وتخنث الأسماك!

إن كنت تريد العيش بأمان وتحمي نفسك وعائلتك من المواد المسرطنة والمسببة للعيوب الخلقية والأضرار الصحية، عليك أن تقرأ أكثر عن تلك المستحضرات وتنشر الوعي بذلك داخل مجتمعك وتبحث وراء مكوناتها الموجودة على العبوه - إنْ وجدت. ربما يصعب أن تغير العالم وسياسات الدول «الأباطرة»، ولكن يمكنك أن تثقف نفسك أكثر وتنشر الوعي بين محيطك.

العدد 4436 - الأربعاء 29 أكتوبر 2014م الموافق 05 محرم 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً