العدد 4440 - الأحد 02 نوفمبر 2014م الموافق 09 محرم 1436هـ

حاجتنا إلى مضائف خدمات

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

في أيام العشر الأوائل من شهر محرم الحرام، تكثر المضائف التي تقوم بتوزيع الأطعمة والمشروبات، وتكثر معها المنازل والحسينيات التي تقدّم الوجبات الكاملة لأهالي مناطقها ومن أراد التزوّد بها من المناطق الأخرى، لدرجة أن بعض البيوت تفيض ثلاجاتها بالأطعمة في كل يوم، فضلاً عمّا يتم إتلافه لزيادته عن الحاجة.

تشكل هذه الظاهرة واقعاً قديماً منذ سنوات طوال، يراها البعض كرماً في حب الإمام الحسين (ع)، فيما يراها آخرون نوعاً من التبذير المؤسف الذي يمكن تفاديه واستغلال المبالغ الطائلة التي تصرف عليه في أمور أخرى ستكون أكثر جدوى، وستفيد شريحةً من المجتمع هي بحاجةٍ ماسةٍ للمساعدة.

لا يعني هذا الكلام أن كل مظاهر تقديم الأطعمة والمشروبات غير ذات جدوى بالطبع، فهناك بعض شرائح المجتمع تعتبر هذه الفترة إلى جانب كونها مناسبة دينية لها مكانتها في الوجدان والقلوب، هي فترة ذهبية تمثل لها مصدراً رئيساً يجعلها تأكل من هذه الموائد المتنوعة مثل بعض شرائح المجتمع من الفقراء ممن لا يجدون تنوعاً يذكر على موائدهم طوال العام، وبعضهم اعتاد على تفويت وجبة في اليوم أو أكثر في الظروف العادية له، فضلاً عن بعض الآسيويين المقيمين في البحرين من الطبقات العاملة والفقيرة.

نحن بحاجة للتنسيق فيما بين هذه البيوت والحسينيات والمضائف لمعرفة حاجة كل منطقة منها، ليتم تحويل ما يفيض عن الحاجة إلى مضائف من نوع آخر تقدّم خدمات للمجتمع هو في أمس الحاجة إليها، والأمثلة على هذا كثيرة، سأذكر منه ما كتبته منى حبيل على سبيل المثال قبل أيام عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حين ذكرت أمنية كنت أشاطرها في جزء كبير منها ولكن بطريقة مختلفة.

كتبت حبيل: «لدي فكرة علّها تتحقق يوماً أو تلتقطها أذن واعية تتبناها: أن يتحوّل المضيف إلى مضيف باسم الإمام زين العابدين، يقدّم أدوية للمرضى العاجزين عن الشراء، أو يوفّر خدمة الجلسة الطبية والعلاجية بالتعاون مع أطباء واختصاصيي علاج طبيعي، أو مضيف آخر باسم علي الأكبر يقدّم دوراتٍ تدريبيةٍ مجانيةٍ يأخذ بيد الشباب الضائع أو من لديه تجارب سلبية، أو مضيف باسم السيدة رقية يتكفل بتدريس الأيتام المتعثرين دراسياً، أو تقديم مبلغ لمبتعث يتيم بالخارج، أو مضيف آخر باسم السيدة زينب يزور النساء اللاتي لم يتزوجن ولم يكن لديهن كفيل أو الأرامل أو المطلقات ويقدم لهن أية خدمة، لنتكافل باسم الحسين».

الفكرة ليست مستحيلة ولا مستهجنة، بل هي في صلب مبادئ ثورة الإمام الحسين، وتحمل أخلاق أهل البيت عليهم السلام، كما أن بعضها تم تحقيقه في بعض مناطق الشرقية بالشقيقة المملكة العربية السعودية، وهي ستكون كفيلةً بأن توفر المبالغ الطائلة التي ترمى في أكياس القمامة على شكل أطعمة زائدة عن الحاجة وتوجّهها لتصب في مواقع هي أولى بها.

الفكرة ليست مستحيلةً أبداً، لأن أفكاراً كثيرة كنا نظنّها مستحيلة قد تحققت وحققت نجاحاً باهراً كالمرسم الحسيني وحملات التبرع بالدم ومستوى الخطباء ومواضيعهم التي تتناول كل أمور الحياة والدين. فهل سنشهد خلال الفترة القصيرة القادمة تغييراً في توجهات بعض القائمين على المضائف خصوصاً أنهم يرون بأمه أعينهم حاويات المخلفات وهي تفيض بالأطعمة؟

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 4440 - الأحد 02 نوفمبر 2014م الموافق 09 محرم 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 8:44 ص

      في الايام العادية

      توزع اشياء لا تؤكل . في بعض المآتم النسائية اتخذت اتجاه آخر فهي توزع اشياء يستفاد منها لاحقاً مثل : رز غير مطبوخ، ملح ،سكر علب كلينكس وغيره

    • زائر 9 | 8:07 ص

      الواقع

      اختي الي ذجرتيه اكثر لآدم يكون طول السنه مووموسم عاشوراء فقط واعتقد المضايف صارت بفلوس الفقراء قبل الغني لان يتبرعون من مئة فلس واكثر لكن الاهتمام في الجانب الي ذجرتيه اعتقد واجب الحكومه تطبقه عل مدار السنه كونه اولويات الواجبات الحكوميه

    • زائر 8 | 8:05 ص

      اختي

      الكلام الي تقولينه صحيح بس الي يزور المضايف تر موجود بعص الي ذكرتيه بس ما يخص الأيتام يخص الناس كافه وثاني شي المضايف مو مجهود فردي المل يخلي او يتبرع بفلوس لكل مضيف اما بالنسبه عن التدريع اعتقد الي تتكلمين عنه لازم الحكومه توفره مو بس في موسم محرم ولكن طول السنه للأسر المتعففه مثل بعض الدول

    • زائر 7 | 7:02 ص

      صح السانك

      نرجو هذا مستقبلا ً وان شاء نكون أول المساهمين.

    • زائر 6 | 3:20 ص

      في ناس ثانية تبذر ايضا

      بطولات ومغنيين ومعارض واموال تصرف على أشياء لايستفيد منها احد!!!

    • زائر 5 | 2:40 ص

      رائعة

      فكرة مهمة جداً وإيجابياتها كثيرة نتمنى أن تأخذ الأخت منى حبيل على عاتقها تطبيق الفكرة ولو بالشيء البسيط فالمبادرة بالعمل هي المطلوبة وسترى كيف ستنتشر الفكرة ويكون لها الفضل بهذا الفكر النير

    • زائر 4 | 1:39 ص

      ونعم الفكرة

      أتفق مع الكاتبة في كل ما رمت إليه ، إلا أنني أرى أن تحقيق جل ماذكرت هو من واجبات إدارة الأوقاف الجعفرية بأموالها الطائلة ، فالكل يعلم بعظم مدخولها ؛ ولكن ما من علم لأحد عن أوجه الصرف .. فعلب المحارم والكوؤس الورقية التي وزعت قبل يومين لا تغني ولا تسمن من جوع .. فهل تبادر إدارة الأوقاف إلى تبني أفكار بنت حبيل !!!

    • زائر 3 | 12:52 ص

      فكره جميله

      وانت بصراحه قبل جم يوم كنت افكر في فكره مشابهه لفكرتج ..
      اتوقع في كل بيت في ادويه وبعضها نحتاجها تكون موجوده وبعضها نستعملها جم يوم لبعض الاعراض ونتركها لين تنتهي مدتها ونقطها في الزباله اكرمكم الله اتوقع لو يصير مضيف خاص نتبرع فيه بالادويه ويكون متواجد فيه واحد صيدلاني ودكتور يقسمون الادويه او يرجعونهم لوزاره الصحه نكون قدمنا شي طيب للمجتمع.

    • زائر 2 | 11:14 م

      افكار رائعة

      نتمنى ان نراها ونساهم فيها

    • زائر 1 | 9:53 م

      سلوك حضاري حقا!.

      رائع جدا أستاذة سوسن، الفكرة ليست صعبة إذا وجدت من يتبناها والأليق بنا جميعا تبنيها لأنها تشكل مظهرا إصلاحيا والإصلاح هو ما ثار من أجله الإمام الحسين، أرجو أن تتحقق الفكرة عاجلا، شكرا لكِ أستاذتنا الكريمة على طرحك الحضاري.ڈ

اقرأ ايضاً