العدد 4460 - السبت 22 نوفمبر 2014م الموافق 29 محرم 1436هـ

مرحلة جديدة بتحديات قائمة

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

ربما كان متوقعاً تمديد العمل لساعتين مساء أمس في مراكز الاقتراع للانتخابات النيابية والبلدية، وذلك لأن المشهد الانتخابي كان مختلفاً بين منطقة وأخرى، وسط إقبال حثيث في مناطق، ومقاطعة واضحة في مناطق أخرى، ما يعني ازدياد الحاجة للمراكز العامة.

من الواضح أيضاً أن التصريحات من مختلف الأطراف متناقضة تقريباً في كل شيء، ولكنها متفقة حول أسلوب التخندق على الذات، إذ ترى أن كل طرف متيقن جداً من نظرته نحو الوضع وأهدافه ودوافعه، وما ينبغي فعله وعدم فعله، مع ترديد لنظريات تبدو وكأنها يقينية وأبدية، رغم أنها قد تقوم على افتراضات واجتهادات منقوصة.

من المفارقات أيضاً أن تسمع عن ارتياح كل طرف لما حدث، وكيف أن ذلك يثبت صحة موقفه، وصحة تنبؤاته، وقراءاته للمشهد السياسي وتعقيداته.

ومن المصادفات، أن اليوم تحل الذكرى الثالثة لإصدار توصيات اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق (تقرير بسيوني)، وهذه التوصيات كانت خريطة طريق واضحة المعالم للخروج من أزمة 2011 عبر تصحيح الملف الحقوقي، والبدء بمصالحة سياسية بعيدة المدى. لقد حققنا عدداً من التوصيات التي ذكرها التقرير، ولكننا لم نتابع جميع التوصيات كما ينبغي، بل وكانت هناك إجراءات مناقضة نفذتها الجهات الرسمية وألغت بصورة عملية ما طالب به تقرير بسيوني.

لقد أنتجت لنا السنوات الماضية شعوراً دفع مختلف الأطراف للانغلاق على الذات، والسير في نهج ما وكأن الآخر غير موجود، وهذا أدى إلى الاختلاف في تحديد المشكلات، بل وفي نفي وجودها من الأساس، وبالتالي فإن الحديث عن حوارات وتوافقات وآليات وتسويات ليس لها محل من الإعراب.

إن إمكانية التعامل مع الوضع بصورة أفضل سيتطلب نهجاً مختلفاً عن ما سبق، إذ من الواضح أن مختلف الأطراف المتناقضة في الموقف السياسي تحلل الوضع بطريقة مماثلة، وذلك عبر تأكيد موقفها وانتصارها على الآخر في كل محطة نمُرُّ بها. هذا النمط من التعامل يستخدم الحماس العاطفي والتحشيد ضد الآخر من أجل تعزيز النظرات الذاتية وعدم إفساح المجال للتوصل إلى تفاهم قائم على التشاركية في الحياة العامة. إننا نبدأ مرحلة جديدة، بمجلس نيابي جديد... ولكن السؤال الأكبر سيبقى فيما إذا كانت هذه المرحلة ستسجل نجاحاً أمام تحديات قائمة، هي ذاتها لم تتغير، وعلى رأسها كيفية معالجة شرخ مجتمعي عميق، وانقسامات سياسية واضحة، وملفات أمنية تزيد الوضع تعقيداً.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4460 - السبت 22 نوفمبر 2014م الموافق 29 محرم 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 13 | 9:20 ص

      sunnybahrain

      السلام عليكم ،،دكتور ممكن بعد اذنك اخرج عن نطاق الموضوع ،،اقول لك في نائب من الجنسيات الاسيويه ،،وعد ،،باغراق السوق ب العماله المدربه ،،عندما يفوز ب كرسي في البرلمان ،،وحنا بدورنا انقول له {البحرين ليست حقل تجارب لك ولامثالك } انصرف ف ربما بلدك ب حاجة لك ،،اكثر من حاجتنا لك ،،قال عماله مدربه ،،هو البحريني ،،لاقي ياكل ،،سلط الله على بليس الرجيم ،،السلام عليكم .

    • زائر 11 | 2:35 ص

      الانفتاح

      كيف يتم الانفتاح من قبل المعارضة مع سلطة تمارس التميييز بشدة وبصورة شفافة ضدها وتمارس سياسة الاستبداد والرأي الواحد ف معظم القرارات الخاصة بالمواطنين فكل الابواب موصدة ومغلقة تجاه المعارضة فكيف لها الانفتاح والحوار مع السلطة.

    • زائر 10 | 2:29 ص

      ديكور ديمقراطي لا اكثر !

      واضح من الوجوه الجديد ان أكثرها ليس له خبرة دستورية ولا برلمانية وسيكون برلمان هش لمناقشة الأمور الخدمية والمناطقيه وقلة في الشؤون الاقتصادية والمؤشرات من خلال من كتبه بعضهم من مقالات سطحية او من خلال برامجهم الانتخابية الهزيلة الاستعراضية

    • زائر 6 | 1:21 ص

      تشابه الموقف و اختلاف الاسباب

      اتفق معك دكتور بأن النخب السياسية في حالة تخندق ، و لكن بالنسبة للعامة و الجزء المقاطع منها فله أسباب متعددة الجزء الأكبر منهم لا يؤمن بالمجلس النيابي لأنه عجز عن تحقيق حاجاتهم المعيشية ، و جزء آخر مقاطع تعاطفاً مع ضحايا الأحداث ، و جزء آخر ليس عنده ثقة في تصريحات الطرف الآخر .. و تتعدد الأسباب و النتيجة هي ما رأيناه بالأمس.

    • زائر 5 | 1:16 ص

      الحمد لله نجحت الانتخابات

      الحمد لله نجحت الانتخابات و صوت اكثر من نصف الشعب و هذا هو المطلوب

    • زائر 9 زائر 5 | 2:20 ص

      ليس من شيم العرب ولا من عاداتهم ارهاب الضعيف !

      استخدام الترهيب المبطن و إطلاق الأقلام المسعورة الطائفية في تهديد البسطاء ومن دون اي مستند قانوني بقطع معونة الغلاء وحرمانهم من الخدمات الصحية والاسكانية حتى رأينا بعض الحالات من كبار السن منهم من يبكي ولا يعرف من ينتخب وأخرى فوق سرير المرض والبعض على الكراسي المتحركة وصمت رسمي عن نفي هذة التفاهات حتى انتهاء الانتخابات ليلة البارحة ثم تم النفي في المؤتمر الصحفي وهذا الامر لم ينطلي على المثقفين والعارفين بالشؤون القانونية

    • زائر 4 | 9:58 م

      العدل أساس الحكم المستقر

      و إمعان الظلم المركز بطريقة عنصرية طائفية في الخدمات و التعليم و التوظيف سيؤدي الى الإنفجار مره اخرى حيث يتساوى الموت و الحياة

    • زائر 3 | 9:57 م

      السؤال

      كيف نريد للمعارضة أن تنفتح على السلطة إذا كانت خيارات الاستبداد والاستفراد هي المفروضة قسراً؟
      السلطة تضع المعارضة في الزاوية لتعلن استسلامها فماذا على المعارضة أن تفعل؟ كيف نريدها أن تنفتح؟ تتنازل عن مطالب بديهية في الإنسانية والعدالة؟

    • زائر 2 | 9:42 م

      انه الغرور الرسمي

      انه استخدام امكانية الدولة ضد فئة تطالب بأبسط حقوقها انها التجاوزات الحقوقية التي فاقت الوصف بأوامر فردية تنفد من قبل اشخاص لا يسئلون أنفسهم أن كانت صحيحة أو لا ونقول هي ازمة وفضحت ما بداخلها وابانت أشياء كثيرة ومنها حجم الكره التي في نفوسهم ضد شريحة كبيرة من المواطنين ونقول الخير فيما وقع وسنغيز حالنا للأفضل وأن طال الزمن العبودية ليست في قاموسنا فمدام حساب الله لنا جميعا واحد سنناظل ليكون حسابنا في الدنيا ايضا واحد

اقرأ ايضاً