العدد 2491 - الأربعاء 01 يوليو 2009م الموافق 08 رجب 1430هـ

«أطباء» يعملون بمطاعم الوجبات السريعة بدلا من المستشفيات!

اختاروا البحث عن عمل مؤقت بانتظار توظيفهم أطباء في مجمع السلمانية الطبي بعدما اجتازوا الامتحانات وأنهوا جميع المتطلبات ظلوا ينتظرون أشهرا بانتظار توظيهم..

فعمد بعضهم إلى العمل كمحضري أطعمة في بعض مطاعم الوجبات السريعة، وعمل أحدهم حارس أمن بأحد المجمعات التجارية، فيما عمل طبيب آخر منهم مندوب مبيعات في إحدى الشركات ومنهم من عمل في مستشفيات خاصة برواتب مجحفة لا تتجاوز 200 دينار شهريا لستة أيام عمل أسبوعيا بنظام النوبات، وآخرين قدموا امتحانات للعمل في الولايات المتحدة الأميركية إلا أنهم ينتظرون توظيفهم في «السلمانية» فلا يعرفون هل يكملوا مشوارهم ليصبحوا طيورا مهاجرة أم يبقوا في العش الخالي؟ وخاصة أن تأخير توظيفهم سيؤخر دخولهم برنامج البورد العربي عاما ليتأخر بذلك ترقيهم وتدرجهم الوظيفي.

وبعد إعلان «الصحة» عن وظائفها استقال هؤلاء من وظائفهم ليحققوا حلمهم ويتوجوا جهود سنين بالعمل أطباء لخدمة وطنهم إلا أنهم ما زالوا ينتظرون - من دون ميعاد - ما حدا ببعضهم محاولة العودة إلى الوظائف المؤقتة، فهل تحتضن الأم أبنائها؟

وذكر عدد من الأطباء الجدد الذين ينتظرون توظيفهم «للوسط» أن هناك 27 طبيبا ينتظرون توظيفهم لمختلف أقسام مجمع السلمانية الطبي، ولفتوا إلى أن 3 منهم لقسم العظام و1 لقسم التخدير وثلاثة لقسم الجراحة واثنين لقسم الأنف والأذن والحنجرة و10 لقسم الأمراض الباطنية وخمسة للأطفال وأربعة للأشعة وثلاثة للسرطان، إلا أن بعض هؤلاء سيتم توظيفهم ولكن سيكونون غير ثابتين في وظائفهم، أي أنهم لن يتمكنوا من الدخول في البرنامج التدريبي بما يعني أنهم سيضطرون بعد التوظيف إلى التقدم في العام المقبل للأقسام المختلفة بعد إعلان شواغرها على الرغم من أن استشاريي مختلف الأقسام وخاصة الجراحة والأشعة والأطفال تحدثوا عن احتياج أقسامهم للأطباء.

وقال الأطباء الجدد: «يوم الإثنين الماضي بعثنا رسالة إلى وزير الصحة فيصل الحمر، والتقينا في اليوم نفسه وكيل الوزارة عبدالعزيز حمزة للتباحث معه بشأن تأخر توظيفنا فأخبرنا بأنه ليست لديه أية مستجدات، ولفت إلى أنه اجتمع الأحد الماضي مع ديوان الخدمة المدنية بشأن توظيف الأطباء ووعدوه بأن يردوا عليه في غضون يومين، كما اتصل حمزة بالموارد البشرية في الصحة أمامنا ليطلب منهم أن يأخذوا له موعدا مع ديوان الخدمة ليلتقيهم مرة أخرى في حال لم يكن الرد إيجابيا، وحاليا لا نعرف ما حدث فديوان الخدمة لم يرد إلى أمس الأول (الثلثاء)».

وواصل الأطباء «المشكلة عائمة، لا نعرف أية جهة التي تسببت في تأخير توظيفنا، وعندما التقينا وكيل الوزارة أول لقاء في منتصف يونيو/ حزيران الماضي، قال: إنه لا توجد شواغر لأن الأطباء المقيمين في السلمانية لا ينجحون فلا تُصبح هناك شواغر للأطباء الجدد، أي أن أعداد من ينجحون من المقيمين لا تتناسب مع أعداد من الجدد الذين ينتظرون التوظيف، ونتيجة لذلك تضطر الوزارة إلى أن تطلب من ديوان الخدمة المدنية شواغر جديدة وبحسب الوكيل فإن الديوان لم يقبل فتح شواغر».

وأضافوا «وعندما تحدثنا مع ديوان الخدمة قالوا إنهم ينتظرون أن تطلب منهم وزارة الصحة فتح شواغر؛ لأنهم لا يتحكمون في الشواغر التخصصية، فما كان منا إلا أن نسأل الوزارة مرة أخرى ليطلعنا قسم الموارد البشرية على أن الوزارة لا تتمكن من طلب شواغر، لأنه ليست لديها موازنة».

واستدركوا «وكان الوكيل المساعد لشئون المستشفيات عبدالحي العوضي قد استمع لشكوانا عن تأخر التوظيف، وقال: إن الموازنة موجودة لتوظيفنا، فاحترنا هل هناك موازنة لتوظيفنا أم لا؟».

وقال الأطباء «لقد انتهينا من مقابلات التوظيف في الوزارة في الثاني عشر من أبريل/ نيسان من العام الجاري، وفي الثاني والعشرين من الشهر نفسه تم الإعلان عن الوظائف لمختلف الأقسام، واستغرق التوقيع عليها من قبل مكتب التعليم الطبي في السلمانية قرابة الشهر كما انتهى في يونيو/ حزيران الماضي الفحص الطبي والبصمات وبعد ذلك يُفترض أن تكون ملفاتنا جاهزة في ديوان الخدمة لنوقع ونبدأ العمل، وعلمنا بأنه تم الانتهاء من ملفات مجموعة منا، وسألنا الوزارة لنفاجأ بأنه حتى لو انتهى الديوان من ملفاتنا فإنهم لن يوظفونا مُباشرة».

وأضافوا «انتظرنا إحدى عشر شهرا إلى الآن منذ أن أنهينا الامتياز، وقد استغرقت الدفعة التي سبقتنا 13 شهرا حتى تم توظيفها، ويتم سنويا تخرج دفعتين من الأطباء في أغسطس/ آب ومارس/ آذار».

وبيّن الأطباء «سمعنا من بعض المصادر الأكيدة أن لدى وزارة الصحة 13 شاغرا فقط، وذلك يعني أنه ربما لا يتم توظيف جميعنا لأن عددنا 27 طبيبا، وسمعنا من مصادر أخرى أن وزارة الصحة إما ستوظفنا جميعا أو ترجئنا جميعا، نحن حائرون فيما نفعل وتوظيفنا متعطل بسبب تسعة شواغر على الرغم من أن خريجي أطباء العائلة تم توظيفهم في فبراير/ شباط الماضي».

وذكر الأطباء «مشكلة أخرى نواجهها هي أن التسجيل للبورد العربي سيكون في سبتمبر/ أيلول المقبل وليسجل له الطبيب يجب أن يكون قد توظف قبل ذلك وتأخر توظيفنا سيفوت علينا فرصة التسجيل للبورد العربي، ما يعني تأثر مستقبلنا الوظيفي وتأخيرنا عاما كاملا مما سيؤثر بلا شك على مستقبلنا لأعوام وذلك يُقلق الأطباء».

وأضافوا «لكم أن تتخيلوا ما يمكن أن يحدث عندما لا يمارس الطبيب مهنته لمدة عام، سيبدأ في نسيان ما درسه وتعلمه، ناهيك عن الآثار المعنوية والنفسية والاجتماعية، نحن أوائل دفعاتنا في مختلف المراحل الدراسية، وجميع ما نطمح لعمله متوقف حاليا بانتظار توظيفنا، تحدثنا مع رئيس جمعية الأطباء البحرينية أحمد جمال ورئيس لجنة شئون المهنة والأعضاء نبيل العشيري اللذين أكدا دعم الجمعية للأطباء ودفعهم باتجاه الإسراع في توظيفهم».

العدد 2491 - الأربعاء 01 يوليو 2009م الموافق 08 رجب 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً