العدد 4575 - الثلثاء 17 مارس 2015م الموافق 26 جمادى الأولى 1436هـ

اعترافنا بمشكلاتنا هو مفتاح الحل

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

مازلنا نعاني الأمرّين بعد مرور 4 سنوات من أحداث 14 فبراير 2011، هل يستطيع أحدنا الإجابة على سبب معاناتنا الأمرّين؟ هل هو الإرهاب كما ذكر رئيس مجلس النوّاب أحمد الملاّ في حديثه لقناة «العربية»؟ أم هو غياب العدالة بمختلف صورها من وجهة نظر الناس البسطاء؟ أم أنّ الدنيا تسير وليس هناك من مشكلات ولا اعترافات ولا أزمات!

التاريخ يخبرنا بأنّ عدم اعترافنا بمشكلاتنا سيؤدّي بنا إلى تفاقم هذه المشكلات وتزايدها، وربّما نخسر الوطن كما يحلّله البعض وعلى رأسهم محمّد المسفر، إذ لا سبيل لنا إلا المصالحة الحقيقية وإعطاء الحقوق للجميع، من دون تمييز بين الآخرين على أساس إثني أو قبلي أو اجتماعي.

ماذا نريد أمام ما نواجهه من مشكلات وأخطار إقليمية ودولية؟ نريد تقوية الجبهة الداخلية المتنازعة هذه الأيام، حتى نواجه ما لا نستطيع مواجهته حالياً من طوفان التيّارات المتذبذبة، وكذلك الدول الطامعة في الخليج العربي.

لسنا في صومعة الرهبان لا نعي ما يحدث حولنا، ولكأنّنا في عالم آخر، أو كأنّ هذا النفط الذي حبانا الله به هو الذي سينقذنا من التوتّرات الخارجية قبل الداخلية. مُخطيء من يظنّ بأنّ القوة من دون قوّة الشعوب هي التي ستحمي الأوطان، بل ما سيحمي الأوطان هو الاستقرار بين مكوّنات المجتمع، ولنا في بعض الدول عبرة وأسوة.

أسهل وسيلة لتضعضع أوضاع الدول هو التكابر على المشكلات وعدم الاعتراف بوجودها، والاستماع إلى حفنة من النافخين في تدمير الأوطان من دون أن نشعر بضررهم علينا، وعدم الاستماع إلى صوت الحق والعدل ومن يريد الخير لوطنه، فهزيمة 1967 سببها استماع القائد العظيم جمال عبدالناصر لهذه الحفنة المدمّرة بأنّ الجيش المصري على استعداد تام وقوّة باسلة لمواجهة العدو الصهيوني، وكانت مكينة الإعلام على الرغم من الهزيمة الواضحة منذ البدايات، تطبّل عن انتصارات وهمية، أدّت إلى تدمير الجيش المصري العظيم وهزيمته، حتى سُمّي ذلك العام بعام النكسة!

وأصعب وسيلة لقوّة الأوطان هي المصالحة مع الشعوب، ونعلم مدى مرارتها في البداية، ولكننا نعلم بأنّها هي المصل الحقيقي لتجنّب الكوارث السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فنحن لا نقول كيف استطاع الحوثيون السيطرة على صنعاء، ولكننا نقول كيف تمّ تمهيد الطريق لهم للوصول إلى صنعاء، لا شكّ بأنّ هناك أموراً ذكرناها سابقاً أوصلتهم إلى السيطرة على صنعاء!

اعترافنا بمشكلاتنا هو مفتاح الحل الأمثل في هذه اللحظات العصيبة، لتقوية الجبهة الداخلية، ليس في مملكة البحرين فقط بل في كل منطقة الخليج العربي جمعاء، وتقوية جبهة الخليج العربي ككتلة واحدة قيادة وشعباً هي من أهم الضرورات التي يجب تسليط الضوء عليها، لأنّها ستجنّبنا المخاطر التي نتوجّسها ويتكلّم عنها المحلّلون.

وإننا اليوم ناصحون، لأن ليس لنا خيار في السنوات القادمة إن لم نتصالح مصالحة حقيقية، إلاّ الاستسلام للواقع المرير الذي يُحاك لنا في غياهب الظلام. اللهم هل بلّغت... اللهم فاشهد.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4575 - الثلثاء 17 مارس 2015م الموافق 26 جمادى الأولى 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 21 | 2:29 م

      قد اسمعت لو ناديت حيا

      يابنت الشروقي ...... تأذنين في جربه مقطوعه ...... وكفى

    • زائر 19 | 10:16 ص

      المشاكل معروفة تمام التمام والجميع يريد حلها 1420

      ولا أحد من الشعب مايريد حلها والجميع هذا طموحه وان آخذة بعض الوقت والمطالب العادلة والمساواة هدف الجميع ولاكن اتحاد المواطنين وإرجاع الثقة والابتعاد عن ما يفرقنا وعن التحارب الخارجي هو العاجل ومن يقف ضد الجمعيات المدنية لا يريد الحل الصحيح الدائم كبقية الدول العريقة

    • زائر 18 | 6:44 ص

      شوفى

      شوفى اخت مريم رئيس مجلس النواب يعرف انه يوجد ازمة فى البلد والكل يشهد حتى الموالوون والتجار والوزراء كلهم يعرفون هاده الشى وكل ما طلع الشعب بمسيرة اتهم بالارهاب الشعب يريد حقوقه ولاراح يتنازل عنهه لو انظل انطالب بحقنا طول الزمن لن نوقف وهادا عهد اخدناه حتى تحقيق المطالب خلاص كل 10 سنوات ....

    • زائر 20 زائر 18 | 10:40 ص

      نريد مسار يتسع لكل المواطنين 1730

      مساء الخير هذا المسار الذي يتسع للجميع هو الهدف اما المسارات لذي سارت عليه الأحزاب الدينية ومعروف نهايتها الكارثية وبصوت والصورة هو الذي يجب أبعاد الوطن عنه داخلين وخارجين

    • زائر 17 | 5:31 ص

      لا اعتراف

      لا وجود لاعتراف من قبل السلطة باي نوع من المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية فضلا عن المشاكل الاخرى فكيف يكون حلول اذا لم يعترف بوجود أي مشكلة بل الغرور الذي يفقد الصواب لدى الطرف الاقوى بانه يمتلك كل مقومات القوة المختلفة لذا لا تجد سوى أذن صماء من قبل السلطة.

    • زائر 16 | 4:19 ص

      لا يتعظون يا مريم

      لو اصاب البحرين مكروه لا سمح الله وانت كمسئول لم توجب الناس فهل تنتظر منهم فزعة ؟؟؟ سيعاملونك على اساس ( ليس حبا في المعتدي ولكن كرها فيك ) يا من لم توجبوا الناس وتستمعوا لهم والشواهد بيننا واضحة ولكن ما من متعظ . وكلام المحرضين لن ينفع ساعتها وسيرتفع عويلهم ونباحهم .

    • زائر 15 | 3:58 ص

      كيف من سبيل

      لن تكون هناك مصالحة مادام النظام ينظر الى البحرين ملك له وحده فاليبتعد عن هذا التفكير وينظر في ان الكل له فالبحرين ماله ويزيد من حصته بعمله وجهده لا بالسرقات والعطايه فهذا يجعل من الشعب عرضه لضيم وعدم المساواة . ..................

    • زائر 13 | 2:46 ص

      مشكلاتنا معروفة للجميع والمطالب من السلطة كذلك 0915

      العاجل حالين بناء الدولة المدنية الحديثة وهذا لا يلغي الاستمرار بالمطالب العادلة ومعوقات الدولة المدنية كذلك معروف للجميع وهو الذي فرق المواطنين لتكتلات مذهبية لايمكن أن تتعايش مع بعض ولبنان خير شاهد والباقي كذلك فلماذا لا نطالب بتحويلها إلى جمعيات مدنية ويشارك فيها الجميع من غير لون مذهبي

    • زائر 12 | 2:42 ص

      اعترافنا بمشكلاتنا هو مفتاح الحل الأمثل

      اعترافنا بمشكلاتنا هو مفتاح الحل الأمثل في هذه اللحظات العصيبة، لتقوية الجبهة الداخلية، ليس في مملكة البحرين فقط بل في كل منطقة الخليج العربي جمعاء، وتقوية جبهة الخليج العربي ككتلة واحدة قيادة وشعباً هي من أهم الضرورات التي يجب تسليط الضوء عليها، لأنّها ستجنّبنا المخاطر التي نتوجّسها ويتكلّم عنها المحلّلون.
      وإننا اليوم

    • زائر 11 | 1:35 ص

      لغة بائسة

      الحلول الوحيدة التي سمعنا بها وخبرناها على مدار اكثر من اربعين عاما تلخصها تلك الكلمات التي نسمعها بين الفينة والاخرى......يد من حديد, بكل حزم, بكل قوة, تغليظ العقوبات, ردع الارهابيين.....الخ!!!

    • زائر 9 | 1:21 ص

      أحسنت الاحداث المتسارعة تفرض بإصلاح الوضع الداخلي المتأزم ولكن من يعي ؟

      والا مايلين ينكسر اصلحوا حالكم مع شعبكم والا ضياع الجميع

    • زائر 8 | 12:40 ص

      المشكلة أصبحة من المسلمات يعيشها كل بيت

      كذلك أطراف المشكلة معروفين جيدا بس المعضلة الكبرى ماهو الواجب الأهم عليها لحلحلة المشكلة من جذورها السلطة باقية والمطلوب منها أصبح معروف للجميع بعضها يمكن تحقيقه بسرعة والباقي بالتدريج وكل الشعب يجب أن يشارك في هذا لاكن ماهو الواجب على الجمعيات لترسيخ الأمان وزيادة اللحمة والثقة ما غير اندماجها وتحويلها لمدينة هذا العاجل لبداية الحل الصحيح

    • زائر 14 زائر 8 | 3:22 ص

      نعم أصبح الوقوف من الأطراف كالمتاجرة في زيادة رصيد الوطنية 1000

      والحقيقة هذه الأطراف الثلاثة هي التي الوصلة الوطن لهذه المعضلة لايهم في هذا الوقت منهو أكثر المهم عليهم جميعاً واجبات يجب يقل لهم بالتساوي لتنفيذها ومصلحة الوطن ليس بدغدغة هذا الفريق أو ذاك

    • زائر 7 | 12:39 ص

      المشكلة أصبحة من المسلمات يعيشها كل بيت

      كذلك أطراف المشكلة معروفين جيدا بس المعضلة الكبرى ماهو الواجب الأهم عليها لحلحلة المشكلة من جذورها السلطة باقية والمطلوب منها أصبح معروف للجميع بعضها يمكن تحقيقه بسرعة والباقي بالتدريج وكل الشعب يجب أن يشارك في هذا لاكن ماهو الواجب على الجمعيات لترسيخ الأمان وزيادة اللحمة والثقة ما غير اندماجها وتحويلها لمدينة هذا العاجل لبداية الحل الصحيح

    • زائر 4 | 11:48 م

      شكرا والف شكرا

      عين صؤاب هي المصالحه ولكن المتصلحين هي اساس المشكله في هذا الوطن الغالي

    • زائر 3 | 10:51 م

      بارك الله في قلمك النظيف بنت الاجاويد

      كلام موزون ولكأن رئيس مجلس النواب لا يعلم الحقيقة لكنها التبعية العمياء ونقول يابنت الاجاويد وكما قال في نفس الجريدة ولد سيادي هذا اليوم بما معناه سيتدخل العالم في شأننا الداخلي والسبب هو العناد واكرر الا يوجد رجل رشيد

    • زائر 1 | 10:24 م

      الكاتبه الفاضله:

      ان مانصحت به سيقع ولا احد يستطيع ايقافه لأن من بيدهم العقد واربط ركبوا رؤوسهم وكأنهم نزلوا من السماء بقوة الله.وسيأت ذلك اليوم عاجلا او اجلا .

اقرأ ايضاً