العدد 4585 - الجمعة 27 مارس 2015م الموافق 06 جمادى الآخرة 1436هـ

محللون: الضربات الجوية باليمن تكشف عن دور سعودي أكثر حزماً للدفاع عن مصالحها الإقليمية

قال مسئولون أميركيون إن السعودية أخفت عن واشنطن بعض التفاصيل الرئيسية لعمليتها العسكرية في اليمن حتى اللحظة الأخيرة في الوقت الذي تتخذ فيه المملكة دوراً إقليمياً أكثر حزماً لتعويض ما تعتبره تراجعاً في الدور الأميركي.

وأضاف المسئولون أن السعودية أبلغت الولايات المتحدة قبل أسابيع بأنها تدرس تحركاً في اليمن، لكنها لم تبلغ واشنطن بالتفاصيل المحددة إلا قبل بدء الضربات الجوية غير المسبوقة التي انطلقت فجر أمس الأول (الخميس) ضد المتمردين الحوثيين.

وتعتمد سياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما في الشرق الأوسط على البدائل بدلاً من التدخل العسكري الأميركي المباشر. وتقوم واشنطن بتدريب معارضين سوريين لمواجهة حكومة الرئيس بشار الأسد، وشنت هذا الأسبوع ضربات جوية لدعم القوات العراقية التي تحاول استعادة مدينة تكريت.

وبالنسبة لمنتقدي أوباما من الجمهوريين فإنه يتخلى عن دور الزعامة التقليدي للولايات المتحدة. وينفي البيت الأبيض أنه فك ارتباطه عن المنطقة، ويقول إنه كان على اتصال وثيق بالسعوديين فيما يتعلق بخططهم في الأيام الماضية.

وعلى رغم أن السعوديين تحدثوا مع كبار المسئولين الأميركيين أثناء التشاور بشأن هجوم جوي لدعم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، فإن المسئولين الأميركيين أقروا بوجود فجوات في معرفتهم بخطط المملكة للمعركة وأهدافها.

وعندما سئل قائد القيادة المركزية للجيش الأميركي، الجنرال ليود اوستين عن التوقيت الذي أبلغته فيه السعودية عزمها القيام بعمل عسكري في اليمن قال أمام جلسة لمجلس الشيوخ الخميس إنه تحدث مع وزير الدفاع السعودي «قبل تحركهم مباشرة». وأضاف أنه لا يستطيع تقييم احتمالات نجاح الحملة لأنه لا يعرف «أهدافها المحددة».

وقال سفير السعودية لدى الولايات المتحدة، عادل الجبير إن الرياض تشاورت عن كثب مع واشنطن بشأن اليمن، لكنها قررت في نهاية المطاف أن عليها التحرك سريعاً بعد أن تقدم المتمردون الحوثيون صوب آخر معقل لهادي في مدينة عدن الجنوبية.

وقال الجبير لمجموعة صغيرة من الصحافيين أمس الأول «كانت المخاوف في إنه إذا سقطت عدن فما الذي يمكن فعله؟... تمثلت المخاوف في أن الموقف خطير للدرجة التي يتعين معها التحرك». وتشير الضربات الجوية للسعودية إلى طموح للدفاع عن مصالحها الإقليمية مع عدم الاعتماد بشكل كبير على المظلة الأمنية الأميركية التي ظلت لفترة طويلة الاتجاه الرئيسي لعلاقات واشنطن مع المملكة.

وأصبحت الرياض أكثر حزماً منذ مطلع العام 2011 عندما أدى إحجام واشنطن عن دعم الرئيس المصري السابق حسني مبارك في مواجهة احتجاجات حاشدة إلى تشكك السعوديين في التزامها تجاه حلفائها العرب التقليديين.

وكان لقرار أوباما في صيف العام 2013 بعدم التدخل عسكرياً في سورية بعد استخدام الغاز السام هناك إضافة إلى إعلان واشنطن المفاجئ عن إجراء محادثات سرية مع إيران أثره في زيادة قلق السعوديين.

وقال المحلل الأمني العراقي المرتبط بوزارة الداخلية السعودية، مصطفى العاني إنه يعتقد أنه في حالة نجاح العملية في اليمن فسيحدث تحول كبير في السياسة الخارجية السعودية وإنها ستكون قاطعة وأكثر حزماً في التعامل مع التوسع الإيراني.

وتحجم إدارة أوباما عن المشاركة في عمل عسكري مباشر في صراع عربي آخر في الوقت الذي تواجه فيه بالفعل تحديات جسيمة في سورية والعراق.

وأرغم الصراع المتفاقم في اليمن واشنطن إلى إجلاء كل القوات الخاصة الأميركية من البلاد ما يقوض بشكل اكبر الهجمات التي تشنها أميركا بطائرات بلا طيار على جناح تنظيم «القاعدة» هناك.

والتدخل السعودي في اليمن يمثل أحدث جبهة في صراع إقليمي متنامٍ على السلطة مع إيران التي تلعب أيضاً دوراً في سورية اذ تدعم الرئيس السوري بشار الأسد وفي العراق اذ تدعم قوات «الحشد الشعبي» التي تؤدي دوراً كبيراً في القتال.

وفي حين هون المسئولون الأميركيون من نطاق العلاقة بين إيران والحوثيين في اليمن، قال الجبير إن أعضاء من الحرس الثوري الإيراني ومن حزب الله يقدمون النصح للحوثيين على الأرض.

ووصف مسئول أميركي كبير عملية الرياض بأنها «استجابة» للوضع الذي يتدهور سريعاً في اليمن، إذ يخشى السعوديون أن تمتد الاضطرابات عبر حدودها.

وأشار المسئول الذي طلب عدم نشر اسمه إلى أن الائتلاف الذي تقوده السعودية ويضم 10 دول تم تشكيله سريعاً. ويقول البيت الأبيض إنه لن يشارك بشكل مباشر في العمليات العسكرية في اليمن، لكنه شكل خلية لتنسيق الدعم العسكري والمخابراتي للعملية.

العدد 4585 - الجمعة 27 مارس 2015م الموافق 06 جمادى الآخرة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً