العدد 4585 - الجمعة 27 مارس 2015م الموافق 06 جمادى الآخرة 1436هـ

كتّاب عرب: النقد المسرحي آخر اهتمامات قرّاء الصحف

خلال مسامرة على هامش «أيام الشارقة المسرحية»

قال الكاتب اللبناني عبده وازن، إن النقد المسرحي يأتي في آخر سلم اهتمامات قراء الصحف الورقية والالكترونية عامة، وذلك بناء على احصائية قدمتها جريدة الحياة، لدراسة واقع النقد وذلك من خلال معرفة علاقة القارئ بما يتم نشره من كتابات نقدية. وأشار وازن إلى أنه من الضروري التمييز بين ما ينشر في بعض المجلات الأكاديمية من قبل نقاد متخصصين في المسرح، وما ينشر في الصحافة اليومية أو الأسبوعية أو الشهرية.

لكن استاذ الدراما في المعهد العالي للفنون المسرحية بدولة الكويت الدكتور فيصل محسن القحطاني، أكد أن الأعمال المسرحية في قطعت أشواطا متقدمة، ولذا فإن هناك ضرورة لوجود نقد مواز للعمل المسرحي ولجمهور المسرح المتميز.

جاء ذلك خلال مسامرة نظمت في ساحة فندق الهوليداي إن في الشارقة على هامش الدورة الخامسة والعشرين من «أيام الشارقة المسرحية» التي نظمت في الفترة (17-25 مارس/ آذار 2015)، تحت عنوان «المسرح العربي وتحديات الراهن».

نظمت المسامرة تحت عنوان «نقد المسرح في الصحافة العربية: واقعه وآفاقه» وشارك فيها كل من الكاتب عبدة وازن، ونواف يونس، الكاتب في مجلة دبي، والدكتور فيصل محسن القحطاني استاذ الدراما في المعهد العالي للفنون المسرحية بدولة الكويت، وأدارها المخرج والباحث الجزائر عبدالناصر خلاف، وحضرها جمهور نخبوي لافت من النقاد والكتاب والفنانين والإعلاميين.

عبده وازن: النقد ذاكرة المسرح

بداية بيّن وازن أن النقد المسرحي الصحفي منذ بداياته حافظ على الذاكرة المسرحية من النسيان، وعد خازنا لها، حيث استطاع أن يواكب المسرح، إلا أنه بعد هذه المرحلة اتسعت الرؤية النقدية وثقافة الجمهور. ورأى أن النقد المسرحي لا يمكن أن يزدهر إلا بازدهار الحركة المسرحية، فالنقد يواكب ويحلل العمل المسرحي، ويكون أشبه بالجسر بين الصالة والجمهور.

وقال وازن «قد تتم الاستعانة ببعض النقاد الأكاديميين للكتابة في مجال النقد المسرحي في الصحافة اليومية، وهو ما تفعله جريدة اللوموند الفرنسية، على سبيل المثال، غير أن مثل هذا الناقد يضطر لعدم استخدام معجمه النقدي في هذه الحالة، لأن هناك قارئاً يومياً، ويجب أن يصل ما يكتب من نقد إليه».

وتحدث وازن عن تجربة النقد المسرحي الصحفي في لبنان مشيرا إلى أنه ازدهر بشكل كبير لأن بيروت كانت أشبه بالمختبر المسرحي العربي العالمي، قدمت فيها أعمال تجريبية، وتم البحث عن لغة مسرحية جديدة، بيد أنه بعد الحرب اللبنانية تبدل كل شيء فغاب النقد المسرحي وصار الناقد اللبناني يكتب عن مسرح بلدان أخرى يزورها عربياً أو أوروبيا، وتوقف عند أهم المهرجانات المسرحية التي تابعها مثل: مهرجان دمشق المسرحي، مهرجان قرطاج، مهرجان بغداد، إلى جانب بعض المهرجانات المسرحية في أوربا.

وتساءل الكاتب في صحيفة الحياة عبده وازن «على ضوء كل هذا، من هو الناقد المسرحي؟ ومن أين يأتي هذا الناقد؟»

نواف يونس: شاهد على التأسيس

بعدها استعرض الإعلامي والكاتب المسرحي نواف يونس مرحلة تأسيس المسرح الإماراتي، وقال: «كانت هناك تحديات كثيرة، ولاسيما أنه كانت للمجتمع في تلك المرحلة طبيعته الخاصة، وكانت مشاركة المرأة في المسرح أحد تلك التحديات، وكان الفنانون يعشقون عالمهم المسرحي وهم من يمكن أن نسميهم بآباء المسرح الإماراتي ولايزالون يمارسون إبداعهم، وقد استطاعوا أن يشكلوا ملامح المسرح الإماراتي من خلال اشتغالهم في مجال المسرح».

وتحدث يونس عن تجربة العمل في القسم الثقافي بجريدة الخليج الإماراتية، وقال إنه مع بدايات تأسيس المسرح الإماراتي كان يعمل في القسم الثقافي بصحيفة الخليج الإماراتية مع خيرة المختصين في المسرح من أمثال: محمد الماغوط، ويوسف عيدابي، مشيراً إلى أنه «لا تزال الأقسام الثقافية في الصحف الإماراتية تحتضن أدباء ونقاد معروفين لهم ثقلهم ووزنهم الثقافي».

أما علاقته بالمسرح فجاءت كما أشار، لكونه كاتبا مسرحيا، وأضاف «خلال ثلاثة عقود من عملي في الجريدة، توطت بيني وبين العاملين في الحراك المسرحي الإماراتي علاقة مميزة ووطيدة، فقد كنت أتابع تدريبات الفرق المسرحية، خارج أوقات عملي في الجريدة، حتى أعرف تفاصيل الحركة المسرحية الإماراتية، وأرصدها عبر متابعاتي الصحفية لها.

وأضاف يونس «الآن، يوجد في الإمارات كوكبة من الإعلاميين الذين يعملون بجدية في هذا المجال، والذين ساهموا في الحفاظ على الذاكرة المسرحية».

فيصل القحطاني:

النقد الشائع... استهلاكي

ناقش الدكتور فيصل محسن القحطاني، عنوان الجلسة، متسائلا «أي نقد مسرحي نعني؟، بل أي مسرح نعني، هل نقصد المسرح الخاص؟ أم نقصد المسرح العام؟».

وأوضح «ما سأتحدث به يخص المسرح الكويتي، وقال: إن جمهور المسرح في الكويت متميز، إلا أن التغطية الإعلامية له دون هذا المستوى الفني. ولا أرى أن النقد هو لمجرد حفظ وتوثيق المسرح بل لرفع الذائقة النقدية لدى الجمهور، وإن الإجابة عن سؤال «كيف أقرأ العرض المسرحي جمالياً؟» هو لدى الناقد، حيث لا بد من نقد مواز للعمل المسرحي الذي بات يقطع أشواطا متقدمة».

وأضاف «في العام 1973 التحقت عندنا في الكويت أول دفعة بالمعهد المسرحي، وتخرجت هذه الدفعة العام 1977، وكان الخريج يدرس النقد، ومع ذلك فإن قلة من الأسماء استطاعت أن تظهر الآن، وماهو شائع الآن من نقد إنما هو استهلاكي لا يمت للواقع بأية صلة».

يشار إلى أنه في نهاية المسامرة، قام نواف يونس بإهداء أول شهادة تقدير حصل عليها في أول دورة لأيام الشارقة المسرحية العام 1984، لإدارة المسرح بدائرة الثقافة بالشارقة، حيث تسلمها منه مدير إدارة المسرح بالدائرة ومدير المهرجان أحمد بورحيمة، لتحفظ كوثيقة ضمن وثائق بدايات المسرح الإماراتي.

العدد 4585 - الجمعة 27 مارس 2015م الموافق 06 جمادى الآخرة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً