العدد 4591 - الخميس 02 أبريل 2015م الموافق 12 جمادى الآخرة 1436هـ

خلص المعاش

فاطمة النزر

أخصائية علاج نفسي

تتردد هذه العبارة لدى معظم الموظفين باختلاف درجاتهم الوظيفية، إذ سرعان ما يختفي الراتب أو المعاش قبل منتصف الشهر، فتجد الموظف يلتفت يميناً ويساراً باحثاً عن المدعو (الراتب) وهو يتساءل أين اختفى بين ليلة وضحاها.

قطعاً لن أتكلم في مقالي لهذا الأسبوع عن كيفية تدبير المصروفات والموازنة، ولكن ما أود طرحه كيف يمكننا مواجهة حالة (الإفلاس) الشهرية؟ وكيف نستطيع تخطي هذه الفترة بأقل الآثار والتبعات النفسية؟

تعتبر الضغوط المادية أحد أهم العوامل المؤثرة على حياتنا الأسرية والاجتماعية، فالضغط النفسي الذي يعانيه رب الأسر في ظل متطلبات الأبناء المعيشية والمدرسية والصحية... وعدم قدرته على المواءمة تلك الاحتياجات مع إمكاناته المادية المرهقة بالديون والإيجارات، يجعل هذا العائل يشعر باللاحيلة، ولعل عدم قدرته على ادخار ما يعين أبناءه على مصاعب وخفايا الغد أو تأمين مستقبلهم، أمر يعزز شعوره بالتوهان والعجز.

لذلك نلاحظ بأننا أصبحنا نشعر بصعوبة الحياة وقساوتها، ونجد الكثير من حالات التوتر والانفعال لدى الأفراد في مواقف إذا أمعنا التفكير بها سنجدها حتماً لا تستدعي ذلك الانفعال، كما أن حالات الاكتئاب سواء العرضية أو المرضية أخذت في الازدياد في مجتمعاتنا وبشكل ملحوظ، فكل ذلك نتيجة ضغوط الحياة عموماً والأعباء المادية على وجه الخصوص.

ومن هنا تأتي أهمية الدور الأسري، المتمثل في تكاتف أفراد الأسرة، وقبل الخوض في هذا الجانب لابد من التنويه بأن المرأة البحرينية خصوصاً تتحمل الأعباء الأسرية بصورة مقاربة للرجل (الزوج)، ولكن ما أود التأكيد عليه فيما قد تلعبه الأسرة من دور في تخفيف العبء المادي عن رب الأسرة، يرتكز على تربية الأبناء على القناعة وتحمل المسئولية، وتجنب الزوجة الإلحاح على بعض الاحتياجات التي يمكن تأجيلها، وكذلك تجنبها لبعض العبارات التي تشعر الزوج بعجزه المادي أو مقارنته بمن هم أقدر منه اقتصادياً.

رغم محاولتي بأن يكون هذا الموضوع بشكل مبسط أو مخفف، لكنني على يقين بأنه سيثير شجون الكثير من القراء الكرام، ولكن لابد من التعامل مع واقعنا بشيء من الحكمة وتفهم ما قد يؤثر سلباً أو إيجاباً على توافقنا النفسي والاجتماعي.

إقرأ أيضا لـ "فاطمة النزر"

العدد 4591 - الخميس 02 أبريل 2015م الموافق 12 جمادى الآخرة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 7:16 ص

      الله كريم

      الله تزيد رواتب بأذن الله

    • زائر 4 | 3:05 ص

      بو حمد

      ليش ما نصير مثل الامارات و قطر و الكويت احنا ترانا مو أقل منهم في مدخول البلد من كل النواحي

    • زائر 1 | 1:10 ص

      الكماليات الكماليات الكماليات

      للأسف أختي العزيزة الناس في هذا الزمن لا تفكر إلا بإشباع رغباتها بامتلاك الكماليات، هاتف ذكي، بعدها آيباد، وبعدها ما تتطلبه هذه الاجهزة وغيرها من اكسسوارات، وكل فرد في العائلة يحصل على رخصة القيادة اليوم غدا تكون سيارة من الوكالة عند عتبة البيت، أنا لا أتحدث عن أصحاب الرواتب الأقل من محدودة، أتكلم عن الطبقة المتوسطة التي ستختفي قريبا وتصبح فقيرة بسبب الركض وراء الكماليات وانعدام ثقافة الادخار والاستثمار ولو بالقليل

اقرأ ايضاً