العدد 103 - الثلثاء 17 ديسمبر 2002م الموافق 12 شوال 1423هـ

«حديقة حيوان مجمدة» بانتظار استنساخ فصائل مهددة بالانقراض

 ثمة «سفينة نوح» عصرية داخل غرفة منعزلة في مبنى تابع لحديقة الحيوان في سان دييغو وهي بمثابة مستشفى بيطري على قمة مرتفع. ويوجد داخل أربعة صهاريج للتجميد العميق في الغرفة المذكورة خليط عجيب لا يصدق لبعض أكثر الحيوانات ندرة على الكرة الأرضية ومن بينها دب الباندا ونسر الكوندور، بل حوت كاليفورنيا الرمادي. طبعاً، هذه الحيوانات ليست للعرض، فهي بشكل عينات نسيجية من كل منها محفوظة في قوارير بلاستيكية صغيرة مغمورة ومجمدة في النيتروجين السائل بحرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر. عندما أنشأ العلماء ما يسمى «حديقة الحيوان المجمدة» قبل 25 سنة لم تكن لديهم فكرة لماذا يفعلون ذلك، وكل ما في الأمر أن تجميد خلايا حية لفصائل مهددة بالانقراض بدا لهم خطوة صائبة، ولعلهم كانوا محقين فبعد نظرهم على وشك أن يؤتي ثماره. ويأمل، بل ويتفاءل علماء حديقة الحيوان في سان دييغو أن مع حلول شهر مارس/ آذار 2003 ستنبعث الحياة من مجموعتهم المجمدة التي هي أكبر مجموعة معروفة من نوعها. هناك في أحد مراعي ولاية أيوا 11 بقرة حبلى بأجنة أبقار بانتينغ المهددة بالانقراض، والتي تتعرض للصيد بسبب قرونها الرفيعة المعقوفة والتي تتميز «بجواربها» البيضاء. وتعرف هذه الأبقار الوحشية أيضاً باسم «أبقار بالي» ولا يزيد عددها في البراري عن 8,000 رأس موزعة في قطعان صغيرة في جزيرة جاوا. وقد اشتهر علماء شركة Advance Cell Technology عندما أحدثوا ضجة كبيرة في السنة الماضية عندما حاولوا استنساخ اجنة بشرية. ولاحقاً حقن هؤلاء العلماء حمضاً نووياً (DNA) من انسجة البانتينغ في «حديقة الحيوان المتجمدة» في 30 بويضة بقرية وقصفوها بشحنات كهربائية لحفزها على التطور على أمل ولادة عجول بانتينغ جديدة. وجاءت نتائج الاختبار الذي اجري في الصيف أفضل مما كان متوقعاً ما حدا بالعلماء إلى التكهن بولادة ست أبقار بانتينغ مستنسخة. ويقول الدكتور روبرت لانزا الذي يعمل في شركة «أدفانسد سل تكنولوجي»: «سيصبح لدينا قطيع صغير». ويأمل كثيرون من العلماء أن يصبح اختبار الاستنساخ التهجيني (Cross-Species) بين الفصائل يوما ما أداة روتينية قوية في مجال المحافظة على الفصائل المهددة - وربما أيضاً احياء حيوانات منقرضة. ويقول رئيس برنامج «حديقة الحيوان المتجمدة» أوليفر رايدر: هذه ليست حيلة. إنها مضمار جديد ونحن نضطلع بمسئولية أن نرى أي فوائد ستأتي من هذه التكنولوجيا». يقول رايدر وزملاؤة من دعاة المحافظة إن الاستنساخ ليس الحل، بل إن الأولوية ينبغي أن تعطى للمحافظة على المرتع وأماكن العيش وتحريم الصيد واتخاذ تدابير المحافظة الأخرى. ومع ذلك فإن التكنولوجيا قد تكون اداة مفيدة، خصوصاً على صعيد التنوع الجيني. والمشكلة التي تعترض سبل اعادة الحيوانات المنقرضة إلى الحياة هي عدم توافر الـ DNA. فالعلماء يحتاجون إلى كميات كبيرة نسبياً من الأنسجة الحية لانجاح عملية الاستنساخ. وحتى لو توافرت الأنسجة تبقى هناك عقبات تقنية وأخلاقية ينبغي تخطيها. وينتقد نشطاء الدفاع عن حقوق الحيوانات تدني نسب نجاح عمليات الاستنساخ ويعتبر ونها وحشية. ويخشى المحافظون من رجال الدين والناشطون ضد التكنولوجيا الاحيائية والجماعات النسائية أن تستعمل تقنية الاستنساخ ففي ايجاد البشريين.

العدد 103 - الثلثاء 17 ديسمبر 2002م الموافق 12 شوال 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً