العدد 2492 - الخميس 02 يوليو 2009م الموافق 09 رجب 1430هـ

«الصحة»... كيف تتعامل مع انفلونزا الخنازير؟

في إحدى الليالي كنت في قسم الطوارئ بمجمع السلمانية الطبي، لن نتحدث عن الحال العام لهذا القسم، لأن المنتمين إليه من أطباء وممرضات وممرضين وعمال نظافة هم أعلم من كل أحد بوضعه العام، ولهذا لن نعطي لأنفسنا مجال التحدث عن هذا الجانب، سنترك التحدث فيه لمن هم أولى منا في هذا الأمر، ولكن بإمكاننا التحدث عن تلك الليلة التي كنا متواجدين فيها في قسم الطوارئ، في تلك الليلة رأينا الأطباء والممرضين والممرضات وعمال النظافة يضعون على أنوفهم وأفواههم كمامات وقاية خوفا من احتمال العدوى في حال وجود أحد المرضى مصاب بانفلونزا الخنازير، على الرغم من أننا نعلم أن تلك الكمامات لا تغني ولا تسمن من جوع كما يقولون إذا ما أراد المرض غزو أبدانهم، ولكن نستطيع القول عنه إنه مظهر جيد يثبت مدى الخطورة الكبيرة في حال وجود مريض واحد مصاب بذلك المرض الذي ولد وترعرع في احضان المكسيك وأميركا والدول الغربية.

نتساءل هل تلك الكمامات التي صنعت من الورق الرقيق والقطن الخفيف ستقي الفريق الطبي والتمريضي وعمال النظافة من المرض الفتاك؟ بالتأكيد إنها لن تقيهم ولن تمنع المرض من الدخول إلى أبدانهم، نقول على الرغم من أننا نعلم أن وجود الكمامات الواقية وعدمها في حال وجود مصاب بالمرض سيان، إلا أننا نقول أيضا أليس من حق المرضى المراجعين للطوارئ وقايتهم من هذا المرض الفتاك الذي نزل في بلادنا بأضعف الإيمان؟ أم أن أولئك المرضى وقايتهم ذاتية لا يتأثرون بهذا المرض، ما وجدناه في تلك الليلة يثير الرعب في قلوب المرتادين على قسم الطوارئ سواء من المرضى أو من المرافقين لهم، هذا الإجراء غير الواقعي يوجد الكثير من علامات الاستفهام الصحية، أليس من أبجديات الوقاية أن تخصص وزارة الصحة عيادات خاصة لهذا الغرض حتى يمكنها محاصرة المرض في دائرة ضيقة وحتى لا تسمح له بالانتشار السريع في أوساط المجتمع ويزداد عدد المصابين بهذا المرض الملعون الذي نقرأ عنه في كل يوم في الصحافة المحلية؟ هذا التباين الشاسع في التعامل مع المرض لم نجد مبررا وضحا له لا صحيا ولا إنسانيا ولا وطنيا، ماذا عسى أن تقول وزارة الصحة عن هذه المسألة التي وصلت إلى أعلى درجة من الخطورة على صحة إنسان هذا البلد؟ بهذا التعامل المتباين ألم تجعل الناس في توجس دائم من عدم إمكان وزارة الصحة تخطي هذا الوضع بسلام ؟ ما أردنا قوله في هذا المجال، إننا بحاجة إلى خطة صحية وقائية واضحة لمواجهة هذا المرض ليتعرف أبناء هذا الوطن على الخطوات العملية الواجب عليهم التقيد بها في مثل هذه الحالات، نريد من الجهات المعنية بصحة المجتمع تثقيف الناس عن خطورة هذا المرض على حياتهم من جوانبه المختلفة، أن لا تبقي الناس في جهل دائم بخطورته ومساحة الدائرة التي ينتشر فيها، هل بإمكان وزارة الصحة القيام بهذا الدور الكبير في هذا الوضع الحساس؟ جميع دول العالم المتحضر أخذت كل الاحتياطات الوقائية بطرق متعددة من أجل القضاء أو التقليل من تفشيه في أوساط مجتمعاتها، بالتأكيد لم تلبس كمامات وقائية للأطباء والفريق التمريضي وعمال النظافة وتترك المرضى الذين هم أكثر عرضة للعدوى بهذا المرض في حال وجود مريض بينهم كما رأيناه في قسم طوارئ مجمع السلمانية الطبي؟، ما أردناه من كلامنا، توصيل رسالة واضحة إلى المعنيين في وزارة الصحة عن الحال الذي شاهدناه على الواقع ليس إلا، لأننا رأينا السكوت عن هذه الغفلة قد تسبب كارثة صحية كبرى لا يحمد عقباها والعياذ بالله، نسأل الله جلت عظمته أن يحمي أبناء وطننا الغالي من سوء هذا المرض وشره، وأن يمكن وزارة الصحة التعامل معه بحزم حتى تنهي وجوده في بلدنا، ومعنا الأحبة بصوت واحد.

سلمان سالم

العدد 2492 - الخميس 02 يوليو 2009م الموافق 09 رجب 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً