العدد 4623 - الإثنين 04 مايو 2015م الموافق 15 رجب 1436هـ

«أمن الخليج» و«عاصفة الحـزم» وإيران في ردهات «كامب ديفيد»

ماذا يريد أن يقول أوباما للخليج... وما الذي يريده الخليــــــــــــــــج من أوبـاما؟

أعلن البيت الأبيض في وقت سابق من الشهر الجاري أن الرئيس الأميركي سيلتقي مع زعماء دول مجلس التعاون الخليجي يوم 13 مايو/ أيار الجاري (2015) في مقره بالبيت الأبيض وفي اليوم التالي في كامب ديفيد بولاية ماريلاند.

ويستقبل الرئيس الأميركي باراك أوباما قادة دول مجلس التعاون الخليجي الستة في منتصف مايو الجاري؛ لبحث الملف النووي الإيراني، إضافة إلى النزاعات في اليمن والعراق وسورية. وأوضح مجلس الأمن القومي الأميركي أن هذه الاجتماعات التي ستعقد يومي 13 مايو في البيت الأبيض و14 منه في كامب ديفيد، ستكون فرصة لبحث سبل «تعزيز التعاون على الصعيد الأمني». وكان أوباما أعلن هذا اللقاء في بداية أبريل/ نيسان الماضي؛ انطلاقاً من حرصه على طمأنة دول الخليج بعد التوصل إلى اتفاق إطار مع إيران بشأن برنامجها النووي.

ولم يدلِ البيت الأبيض بأي تفاصيل إضافية عن مجريات هذه الاجتماعات التي ستستمر يومين مع قادة السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة والكويت وقطر وسلطنة عُمان.

ومن المقرر أن تستضيف الرياض قمة خليجية تشاورية اليوم (الثلثاء).

ملفات ساخنة على طاولة «كامب ديفيد»

ومن المرجح أن يكون الملف النووي الإيراني الملف الأبرز بجانب الأزمة اليمنية، حيث توصلت إيران والدول الست الكبرى الست إلى «اتفاق إطاري» لحل الخلافات بشأن برنامج طهران النووي. بعد مفاوضات شاقة في مدينة لوزان السويسرية. ومن المستهدف الانتهاء من الاتفاق النهائي الشامل بحلول 30 يونيو/ حزيران.

فيما وصف الرئيس الأميركي باراك أوباما الاتفاق بأنه «تفاهم تاريخي». وقال إن الاتفاق مع إيران، إذا تم بحلول نهاية يونيو، سيجعل الولايات المتحدة وحلفاءها والعالم بأثره أكثر أمناً. لكنه أشار إلى أن الاتفاق وحده لن ينهي الشعور بعدم الثقة تجاه طهران.

وقالت مسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني إن «قدرات التخصيب ومخزون إيران سيكون محدودا».

ماذا قال وزراء الخليج عن «قمة كامب ديفيد»؟

وأعرب وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عن ترحيب قادة دول المجلس بالدعوة المقدمة من الرئيس الأميركي باراك أوباما لاجتماع قمة في كامب ديفيد لتعزيز التشاور والتنسيق بين دول المجلس والولايات المتحدة الأميركية في مواجهة التحديات بالمنطقة بما في ذلك التدخلات الأجنبية. جاء ذلك بحسب بيان للأمانة العامة للمجلس، وذلك عقب المباحثات الهاتفية (كونفرنس كول) التي جرت بين وزراء خارجية التعاون الخليجي يوم الجمعة الماضي ووزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي أحاط من خلاله الوزراء عن آخر مستجدات المباحثات بين مجموعة دول 5+1 وإيران حيال برنامج إيران النووي.

والسؤال الذي يطرح نفسه: ما الذي سيقوله باراك أوباما للخليج، وما الذي سيقوله الخليج لأوباما؟

 


 

 

العلاقات الأميركية الخليجية في الربع الأخير من ولاية أوباما

 

كثيرة هي الملفات المشتركة في العلاقات الأميركية الخليجية التي سيكون على إدارة الرئيس باراك أوباما مواجهتها في الربع الأخير من ولاية الرئيس الديمقراطي، التي تبدأ من اليمن حيث «عاصفة الحزم» والانقسام الداخلي، مروراً بالملف النووي الإيراني والهواجس الخليجية من الاتفاق النهائي المحتمل بين مجموعة 5+1 وطهران، بجانب الأزمة السورية. وانتشار رقعة «داعش» والتنظيمات المتشددة والواقع في مصر والعراق وليبيا.

لا تبدو القمة كفيلة بمعالجة جميع الملفات الساخنة، لكنها ستسعى إلى ذلك خصوصاً مع الزخم الجديد للمتغيرات المتسارعة في المنطقة.

 


 

الأزمة اليمنية تتصدر القمـة بين «عاصفة الحزم وإحياء الأمل»

سيكون الملف اليمني المشتعل صاحب نصيب الأسد في القمة المشتركة بين أوباما وقادة دول الخليج، فبعد شهر من بدء عملية «عاصفة الحزم» ضد الحوثيين في اليمن وحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح لاتزال الأزمة اليمنية تراوح مكانها دون أفق رغم قرار مجلس الأمن وإعلان وقف العاصفة وبدء عملية «إعادة الأمل» وتشارك واشنطن بالإسناد والدعم، لكنها لم تشارك عسكرياً ضمن الضربات الجوية للتحالف. ومن المنتظر أن تركز القمة على الوضع العسكري والسياسي في اليمن وجمع الفرقاء اليمنيين على مائدة واحدة، علاوة على الجانب الإنساني المأساوي.

 


 

هل تعالج «كامب ديفيد» مخاوف الخليج من الصفقة النووية مع طهران

 

بينما تنعقد قمة كامب ديفيد يواصل المفاوضون الغربيون والإيرانيون، جهود صياغة الاتفاق النووي النهائي والشامل بين مجموعة 5+1 وطهران، ولاتزال دول المنطقة تنظر بعين من التخوف تجاه النسخة النهائية من الاتفاق التي قد تشكل علامة فارقة في مستقبل المنطقة، ليس على الصعيد النووي فحسب، بل في العديد من الملفات، ومنها العلاقات الأميركية الإيرانية من جهة، والإيرانية الخليجية من جهة أخرى.

ويسعى أوباما في كامب ديفيد بكل ما أوتي من قوة لتبديد مخاوف دول الخليج من هذا الاتفاق، عبر رسائل تطمين عن البعد الاستراتيجي للعلاقات الأميركية الخليجية، ورفع منسوب الأسلحة والتنسيق الأمني المشترك والتعهد بإستمرار الدور الأميركي في أمن الخليج.

وتوصلت إيران والدول الست الكبرى الست إلى «اتفاق إطاري» لحل الخلافات بشأن برنامج طهران النووي.

ومن المستهدف الانتهاء من الاتفاق النهائي الشامل بحلول 30 يونيو/ حزيران المقبل.

 


 

تحركات مكوكية تسبق «كامب ديفيد»

 

تشهد منطقة الخليج تحركات مكوكية مكثفة استعداداً للقمة الأميركية الخليجية التي ستعقد في أواسط الشهر الجاري، ويتبادل قادة الإدارة الأميركية ودول مجلس التعاون الزيارات والاجتماعات التمهيدية وستبلغ الاستعداد ذروتها في التئام قادة الخليج في قمة تشاورية في الرياض ستكون المحطة الأهم قبل قمة كامب ديفيد. وفي ما يأتي أبرز محطات الاستعدادات للقمة:

- اتصالات الرئيس الأميركي باراك أوباما بقادة دول الخليج ودعوتهم للقمة.

- اتصال وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع وزراء الخارجية الخليجيين عبر الدائرة التلفزيونية.

- الاجتماع بين الرئيس الأميركي باراك أوباما في البيت الأبيض مع ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حيث أعرب الطرفان عن تطلعهما لمزيد من الشراكة الأمنية الخليجية الأميركية في كامب ديفيد.

وأعرب الشيخ محمد بن زايد عن بالغ تقديره للرئيس باراك أوباما رئيس الولايات المتحدة الأميركية، لقيادته الشخصية جهود منع انتشار الأسلحة النووية في منطقة الخليج العربي، وتعهده المستمر بتحقيق هذا الهدف. وأضاف «آمل أن يتم التوصل لاتفاق نهائي يأخذ بعين الاعتبار مصادر قلق دولة الإمارات ودول الخليج العربية الأخرى والمجتمع الدولي».

- القمة الخليجية التشاورية

- زيارة جون كيري للخليج، إذ سيزور الرياض الأربعاء والخميس للاجتماع مع كبار القادة السعوديين لمناقشة قضايا أمنية إقليمية.

- اجتماع جون كيري مع وزراء الخارجية الخليجيين في باريس، فبعد الرياض يتوجه كيري إلى باريس للاجتماع مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي لمناقشة الأمن وغيره من القضايا الإقليمية.

 


 

الحرب على «داعش» بين مطالب بغداد وهواجس المحيط

 

رغم النجاحات المتحققة في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، والتي تمثلت بتراجع التنظيم عن مساحات مهمة في العراق خصوصاً، إلا أن الواقع العراقي لايزال مضطرباً ولم تحسم فيه المعركة بالكامل. وتقود واشنطن تحالفاً دولياً بمشاركة ملحوظة من دول الخليج للحد من قدرات التنظيم عبر القصف الجوي وساعد في ذلك الترحيب الذي حظيت به الحكومة العراقية الجديدة من محيطها الإقليمي غير أن العديد من الاستحقاقات لاتزال ماثلة، إذ يطلب العراق دعماً عسكرياً على نطاق أوسع، في حين تبدي واشنطن ودول الخليج توجساً إزاء تحدي مخاوف المكون السني في العراق و«الدور الإيراني».

 


 

الأزمة السورية... تدخل عامهـا الخامس بلا أفق

لن يغيب الملف السوري عن قمة كامب ديفيد، وفي حين دخلت الأزمة السورية المتصاعدة عسكرياً وإنسانياً عامها الخامس دون بارقة أمل يبدأ المبعوث الأممي للأزمة لسورية، ستافان دي ميستورا، محادثاته مع أطراف الأزمة السورية، لاستئناف المفاوضات لحل الأزمة التي تنتظر توافقات بين لاعبيها الرئيسيين.

ورغم التباين في ردة الفعل بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون في مواجهة الأزمة السورية المستفحلة، إلا أن الطرفين متفقان على عدم وجود أفق للخيار العسكري لحل الأزمة.

ويسعى المجتمع الدولي لإعادة نظام الرئيس بشار الأسد إلى طاولة مفاوضات عبر (جنيف - 3)، لإيجاد مخرج سياسي يرتكز أساساً على مقررات (جنيف - 1)، التي تنص على حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات.

ويلتقي دي ميستورا في جنيف حالياً مع عشرات الشخصيات والأحزاب والهيئات السورية، من السلطة والمعارضة، والهيئات المدنية والعسكرية والسياسية، اعتباراً من أمس (الإثنين) ولمدة 6 أسابيع، وسط مؤشرات استباقية لا تشجع على التفاؤل أو الخروج برؤية «لحل سياسي»، بسبب تضارب مصالح الدول المعنية بالأزمة السورية من جهة، إقليمياً ودولياً، واعتقاد كل من طرفي الصراع، السلطة و المعارضة، من جهة أخرى، أن كلاً منهما سيتمكن من حسم الأمور عسكرياً، وإلغاء الآخر.

 


 

تغييرات استراتيجية كبرى في هرم السلطة السعودي تسبق القمة

 

أجرى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود تغييرات استراتيجية كبرى في هرم السلطة في المملكة.

وقادت هذه التغييرات إلى نقل هرم القيادة إلى الجيل الشاب من احفاد الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود.

وتمثلت هذه التغيرات في اختيار الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولياً للعهد وتعيينه نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للداخلية رئيساً لمجلس الشؤون السياسية والأمنية، واختيار الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولياً لولي العهد وتعيينه نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للدفاع ورئيساً لمجلس الشئون الاقتصادية والتنمية».

كما جرى تعيين سفير السعودية في الولايات المتحدة عادل الجبير وزيراً جديداً للخارجية السعودية، خلفاً للأمير المخضرم سعود الفيصل.

ومن المؤمل أن تنعكس هذه التغييرات على أجواء القمة المرتقبة في كامب ديفيد، إذ ستكون السياسة الخارجية السعودية من الملفات الساخنة في المنطقة مدار نقاش بين واشنطن والرياض.

 


 

أوباما يستبق حوار كامب ديفيد بتصريحات غير مألوفة عن الإصلاح الداخلي في الخليج

 

في تصريحات غير مألوفة دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما قادة دول الخليج العربى إلى مواجهة التهديدات الداخلية عبر التعامل مع السخط داخل بلادهم - بحسب تعبيره - معتبراً أنه يمثل خطرا أكبر من التهديد الإيرانى.

وقال أوباما إنه يتعين على القادة الخليجيين التعامل مع سخط الشبان الغاضبين والعاطلين، والإحساس بعدم وجود مخرج سياسى لـ«مظالمهم»، مضيفا أنه ينبغى على الولايات المتحدة أن تتساءل «كيف يمكننا تعزيز الحياة السياسية في هذه البلاد حتى يشعر الشبان، أن لديهم شيئا آخر يختارونه غير (تنظيم داعش)».

واعترف أوباما - خلال حوار صحفي مع الكاتب توماس فريدمان - بأنه سيجرى حوارا صعبا مع القادة الخليجيين ، ولكنه اعتبر أن مثل هذا الحوار «ينبغي المضي فيه» في إشارة للاجتماع المرتقب بين الرئيس الأميركي وقادة الخليج في كامب ديفيد خلال الأسابيع المقبلة.

وقال أوباما : «أعتقد أنه عند التفكير فيما يحدث في سورية على سبيل المثال، فهناك رغبة كبيرة لتدخل الولايات المتحدة هناك والقيام بشيء»، لكن السؤال - بحسب الرئيس الأميركي - هو «لماذا لا نرى عربا يحاربون الانتهاكات الفظيعة التي ترتكب ضد حقوق الإنسان، أو يقاتلون ضد ما يفعله (الرئيس السوري بشار) الأسد»؟

وأضاف الرئيس الأميركي أنه سيتعهد لقادة دول الخليج بتقديم الولايات المتحدة دعما قويا لحلفائها ضد الأعداء الخارجيين، وكيفية بناء قدرات دفاعية أكثر كفاءة، وطمأنتهم على دعم الولايات المتحدة لهم في مواجهة أي هجوم من الخارج، مشيرا إلى أن «هذا ربما يخفف بعضا من مخاوفهم ويسمح لهم بإجراء حوار مثمر مع الإيرانيين».

وركز أوباما - في حواره الذى نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية - على الرد على المخاوف الخليجية والإسرائيلية من الاتفاق الإطاري مع إيران، وقال إن أي إضعاف لإسرائيل خلال عهده أو بسببه سيشكل «فشلا جذريا لرئاسته»، مجددا تضامن الولايات المتحدة مع إسرائيل على الرغم من الخلافات بين الحليفين حول الاتفاق المرحلى بشأن البرنامج النووي الإيراني.

وفي حوار «نيويورك تايمز» أيضا، وصف الرئيس الأميركي الاتفاق الإطاري بشأن البرنامج النووي الإيراني بأنه «فرصة العُمر» التي تسمح بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي وتحقيق استقرار طويل المدى في منطقة الشرق الأوسط، ولكنه استدرج القول بأن جميع الخيارات لا تزال مطروحة على الطاولة في حالة انتهاك طهران بنود الاتفاق.

وشدد أوباما على أنه كان واضحا بأنه لن يسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي، مشيرا إلى أنه على الإيرانيين تفهُم أنه يعني ذلك.

وأعرب الرئيس الأميركي عن أمله أن يقود الاتفاق الإطارى إلى عهد جديد في العلاقات الأميركية الإيرانية، و عهد جديد في علاقات إيران مع جيرانها.

كما أكد كيري التزام بلاده بأمن دول مجلس التعاون الخليجي وحرص الإدارة الأميركية على تعزيز وتكثيف التشاور والتنسيق بينها وبين دوله بما فيها أمن المنطقة.

وأشار كيري أكد أن أي اتفاق تصل إليه مجموعة دول 5+1 مع إيران سيمنعها من الحصول على سلاح نووي ويقطع كل الطرق أمامها لذلك، وسيقلص أعمال الأبحاث الإيرانية في هذا المجال ويجعلها تخضع لآلية تفتيش دقيقة ومستمرة وغير مسبوقة، وأعرب الوزراء عن ترحيبهم لهذه التطمينات.

العدد 4623 - الإثنين 04 مايو 2015م الموافق 15 رجب 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً