العدد 4639 - الأربعاء 20 مايو 2015م الموافق 02 شعبان 1436هـ

السمكة الصغيرة وقطعة الخبز

يحكى أنه كان يعيش في قرية بعيدة صياد ماهر اسمه “سليم”... كان يقصد البحر كل صباح ليصطاد الأسماك ويبيعها ليعيش منها هو وعائلته.

“سليم” عرف عند أهله ومنطقته بأنه ما أن يرمي الشبك مرة واحدة في البحر حتى يأتي منها الخير الوفير... إلى أن جاء يوم كان فيه الصياد مرهقاً، ولم يكن قادراً على الصيد، ولكنه قرر أن يصطاد فأطفاله جياع... فرمى شبكة وظل ينتظر ساعة كاملة حتى قرر أن يرفعها ليرى ماذا اصطاد، إلا أنه صدم لوجود سمكة واحدة فقط وصغيرة، فالتقط السمكة ورماها مرة أخرى في البحر، وفي كل مرة يرمي الشبكة ويرفعها ولا يجد بها شيئاً سوى سمكة صغيرة.

كرر “سليم” المحاولة أكثر من مرة إلا أنه لم يفلح، حتى خشي أن يدركه الليل وهو في عرض البحر فعاد حاملاً هذه السمكة الصغيرة والتي قرر أن يضعها في كأس ويهديها إلى ابنه الصغير.

ما أن وصل الصياد للبيت حتى استقبله أطفاله على أمل أن يجدوا معه شيئاً يؤكل، إلا أنهم تفاجؤوا بأن والدهم لم يتمكن من صيد شيء اليوم، لذا قرروا أن يأكلوا الخبز ويناموا فلعل الغد يأتي بالخير الوفير.

سليم أعطى ابنه الصغير محمد السمكة كهدية، فأخذها الابن ووضعها بجانب سريره وأخذ يطعمها بقطع صغيرة من الخبز الذي يأكله، وعندما أحس بأن السمكة جائعة جداً، أعطاها الخبز كاملاً ولم يأكل هو شيئاً منه.

غالب النعاس الطفل وخلد إلى سريره، إلا أن الجوع بدأ يقرص بطنه، وأيقظه من نومه... أخذ يبكي من الجوع، فإذ به يسمع صوتاً يخاطبه ويقول: ما بك يا صديقي؟... رفع رأسه فإذا بها السمكة تخاطبه، استغرب لذلك، لكنه أجابها: أنا جائع جداً، ولا يوجد في بيتنا ما يؤكل... فطلبت السمكة من الصبي أن يغمض عينه لخمس ثوان فقط... فأغمض الطفل عينه وعندما فتحهما وجد أمامه طاولة مليئة بما لذ وطاب... فرح الصبي بهدية السمكة وأيقظ والديه وإخوته ليأكلوا... وقص عليهم ما حدث، فرح الجميع بالهدية وناموا بعد أن أكلوا الطعام وشبعوا.

وفي اليوم التالي قرر “محمد” أن يطلق السمكة في البحر عرفاناً بما قدمته لهم من هدية.

علي سمير عباس

14 عاماً

العدد 4639 - الأربعاء 20 مايو 2015م الموافق 02 شعبان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً