العدد 4642 - السبت 23 مايو 2015م الموافق 05 شعبان 1436هـ

وسائل التواصل الاجتماعي مسئولية مجتمعية

العنصرية والألفاظ النابية لا علاقة لها بالحرية

هناك فرق واضح بين حرية التعبير وبين التعبير المريض عن مكنون بعض النفوس من خلال ألفاظ عنصرية أو طائفية أو ألفاظ نابية ليست لها علاقة لا بالحرية ولا بالتفكير الإنساني السوي.

سابقا كان الكثير لا يجرؤ على التلفظ ببعض الألفاظ الخادشة للحياء والخارجة عن الذوق العام في التجمعات العلنية ومجالس النقاش، إلا أن اليوم ومع تطور قطاع الاتصالات وظهور وسائل التواصل الاجتماعي مثل الانستغرام و«تويتر» وما توفره من خصوصية وعدم كشف لهوية المستخدم فإن الكثير من التعبيرات المنحطة وغير السوية بدأت في الظهور إلى العلن وتتحين كل فرصة سانحة أو حدث من أجل إظهارها بشكل علني قوي.

المباريات النهائية لدوري زين البحرين لكرة السلة كانت مسرحاً جميلاً للتنافس الرياضي داخل الملعب ومتعة الرياضة هي في شدة التنافس وكذلك في تبادل الانتصارات ما يشجع الجماهير على الحضور المكثف والمؤازرة من داخل الملعب.

شاهد جميعنا أن الحضور الجماهيري في المباريات النهائية الأولى كان أقل من المتوقع من قبل الفريقين المنامة والأهلي لأن جماهير المنامة كانت تعتقد أن البطولة ستكون بمتناولها بسهولة وبالتالي لا حاجة لحضورها وجماهير الأهلي كانت تعتقد أن فريقها سيخسر، فلم الحضور؟!

لكن مع توالي المباريات وقوة المنافسة وجدنا أن الحضور الجماهيري بدأ بالازدياد بل إن الصالة في النهائي الرابع اكتظت عن آخرها بأكثر مما تستوعب بكثير.

هذا ما يبرهن أن شدة المنافسة هي متعة الرياضة وهي ما تحفز الجماهير على الحضور المكثف بما تحدثه من إثارة شرط أن تبقى في إطارها الرياضي فقط ولا تخرج عن هذا الإطار بأي حال من الأحوال، إذ لا مجال للعنصرية أو الطائفية أو الألفاظ النابية في مجال اتسم بالأساس بروحه الرياضية وبتقدم الأخلاق على الفوز والخسارة، فالانجرار وراء مثل هذه الألفاظ سيحول الرياضة إلى أداة خلاف بدل أن تكون أداة تقارب.

وسائل التواصل الاجتماعي وما تتيحه من حرية يجب أن تستغل بمسئولية اجتماعية وبحرص من جميع المستخدمين على انتقاء الألفاظ بعناية لأن الله سبحانه وتعالى يقول: «مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ»، أي أن كل قول نلفظ به نطقاً أو كتابة سنكون مسئولين عنه وسنحاسب عليه ووسائل التواصل الاجتماعي ليست استثناء ليبث فيها كل مريض ما تختلج به نفسه من عقد ومن أخلاق سيئة.

الأهم ألا ينجر العقلاء إلى ما يقوله الجهلاء بل يجب تطويق كل كلام عنصري أو طائفي وعدم الرد عليه أو إعطائه الاهتمام الكافي، فالناس خلقوا سواسية كأسنان المشط وليس لأحد دخل في تحديد أبويه وجنسه وعرقه ولا فضل في ذلك لأحد على أحد وإنما التفاضل بحسن الخلق وحسن الكلام.

العدد 4642 - السبت 23 مايو 2015م الموافق 05 شعبان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً