العدد 4645 - الثلثاء 26 مايو 2015م الموافق 08 شعبان 1436هـ

جمعية نهضة فتاة البحرين... تاريخ مشرف على مدى 60 عاماً

منصور محمد سرحان comments [at] alwasatnews.com

تعد جمعية نهضة فتاة البحرين أول جمعية نسائية يتم إشهارها في البحرين في العام 1955، بل هي أول جمعية نسائية يتم إشهارها في الخليج والجزيرة العربية. وكان للدور الذي لعبته عائشة يتيم أثره الفعال في تأسيس الجمعية، حيث عقد أول لقاء لتأسيس الجمعية في منزلها في شهر أكتوبر/ تشرين الأول من العام 1955 والذي يعد البداية الأولى لتأسيس الجمعية.

وتم إشهار الجمعية عن طريق إرسال رسالة إلى مستشار حكومة البحرين السيد تشارلز بلجريف في العام 1955، وتمت الموافقة على الإشهار، وبهذا كتبت البحرين بأحرف من نور بروز مؤسسة نسائية اجتماعية تقدم خدماتها لأبناء المجتمع المحلي. وتشكل أول مجلس إدارة الجمعية من: عائشة يتيم رئيسة، فائقة المؤيد سكرتيرة، لولوة الزياني أمينة الصندوق، زليخة شمس عضواً إدارياً، بلقيس الساعي عضواً إدارياً.

تمسكت عضوات الجمعية بالسيدة عائشة يتيم رئيسة للجمعية على مدى عشرين عاما، أي من العام 1955 حتى العام 1974، وخلفتها السيدة فائقة المؤيد التي بقيت في منصب السكرتارية على مدى ثمانية عشر عاماً، وأصبحت رئيسة للجمعية في الفترة من العام 1974 إلى العام 1979. وانضمت مجموعة نسائية نشطة إلى الجمعية بعد تأسيسها وبلغ عددهن في العام 1958 خمسين عضوة.

عملت الجمعية على تقديم خدمات ثقافية واجتماعية، ومساعدة المحتاجين، وتشجيع المرأة على مواصلة التعلم، وكانت الاجتماعات تقام في منزل السيدة عائشة يتيم رئيسة الجمعية منذ العام 1955. وفي العام 1960 أدركت عضوات الجمعية أن الحاجة باتت ضرورية لإيجاد مقر دائم للجمعية تمارس فيه العضوات أنشطتها. وناشدت الجمعية جميع الوجهاء وتجار البلد وبقية الأفراد أن يهبوا لمساندة الجمعية بالمال لتتمكن من بناء مقر دائم لها.

وفي العام 1962 حققت الجمعية مبتغاها فتم تشييد مبنى الجمعية وافتتاحه من قبل صاحبة السمو الشيخة حصة آل خليفة حرم سمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة حاكم البلاد آنذاك، ما أدى إلى توسع أنشطة الجمعية، وفتح فصول دراسية لمحو الأمية عند النساء.

زاد عدد العضوات وتنوعت الأنشطة التي تنظمها الجمعية، والخدمات الاجتماعية التي تقدمها، وأصبح المبنى لا يفي بما كان متوقعاً منه، ما أدى إلى تبني فكرة تشييد مبنى جديد للجمعية يتماشى والتطورات التي حدثت للجمعية وتنامي الأنشطة التي تقوم بها.

جمعت الجمعية تبرعات من التجار والأفراد من الرجال والنساء، وتمكنت من تشييد مبنى جديد تم افتتاحه في 24 فبراير/ شباط العام 1987، وهو المبنى الحالي للجمعية، وكان مهيأ بقاعاته وأقسامه لبذل المزيد من النشاط وتنظيم الندوات والمحاضرات، وممارسة بعض الأنشطة الأخرى داخل المبنى.

إن تاريخ الجمعية حافل بالعطاء فيما يتعلق بحقوق المرأة والطفل. وبإلقاء نظرة على الجهود التي بذلتها الجمعية عبر العقود الماضية، يجد المرء تطورا في عمل الجمعية وتنوعا في مجال ما تقدمه للمرأة. ففي خمسينيات القرن الماضي اتجهت الجمعية إلى تبني وتنفيذ البرامج التنموية التقليدية ذات العلاقة بالأسرة، ومن أبرزها تنظيم دروس في الطهي، وفنون الخياطة، والتطريز، والرعاية الصحية للأطفال.

وفي عقد الستينيات، ركزت برامجها على محو الأمية، وتبنت البرامج الطموحة الهادفة إلى محو أمية النساء البحرينيات، ونفذته بافتتاح فصول دراسية في مقرها من اجل تلك الغاية.

في بداية السبعينيات وقبل إعلان استقلال البحرين في 14 أغسطس/ آب 1971، شاركت عضوات الجمعية في التأكيد على عروبة البحرين، من خلال مقابلة بعض عضواتها السيد ونسبير المبعوث الشخصي للامين العام للأمم المتحدة في مارس/ آذار العام 1970.

أما بعد الاستقلال فقد عبرت الجمعية مع بعض الجمعيات النسائية الأخرى عن مطالبتها بمنح المرأة البحرينية الحق في الترشح والانتخاب، حيث أن أحكام القانون الانتخابي لم يمنحها ذلك في تلك الفترة. ودافعت الجمعية عن قضايا المرأة والطفل في البحرين، ومنها تخصيص ساعة رضاعة مدة سنتين، والدفاع عن المرأة العاملة. ونفذت الجمعية مع جمعية أوال النسائية ندوة عن المشكلات الراهنة للمرأة العاملة في 7 يناير/ كانون الثاني 1987.

كان للجمعية مساهماتها المعروفة في المشاريع التنموية مثل مشروع قرية المالكية، ومشروع رأس رمان، وكان الهدف من ذلك رعاية المرأة وتقديم البرامج المناسبة للمرأة في تلك المنطقتين. وعرفت جمعية نهضة فتاة البحرين بالعمل المشترك مع المؤسسات الأهلية للارتقاء بالعمل الاجتماعي وتطوير المرأة البحرينية، وكان من ابرز هذا التعاون تشكيل لجنة الأحوال الشخصية.

وفي العام 1975 تم تشكيل اللجنة الثقافية المشتركة للجمعيات النسائية وذلك خلال فترة الاحتفال بالسنة الدولية للمرأة، وضمت في عضويتها ممثلات عن جمعيات نسائية أربع هي: جمعية نهضة فتاة البحرين، جمعية رعاية الطفل والأمومة، جمعية أوال النسائية، وجمعية الرفاع الثقافية الخيرية.

إقرأ أيضا لـ "منصور محمد سرحان"

العدد 4645 - الثلثاء 26 مايو 2015م الموافق 08 شعبان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً