العدد 10 - الأحد 15 سبتمبر 2002م الموافق 08 رجب 1423هـ

تزوير الشهادات الجامعية والمستندات الأخرى

تجارة رائجة في الصين:

على طرفي الجادة التي تمر أمام مبنى مدينة الكتب في شنجن يقف 12 رجلا يوزعون على المارة بطاقات شخصية صغيرة وردية اللون.

ويسبق شاب نحيل وقصير القامة يبدو في عشرينات عمره خصومه ويقترب من احد زوار مدينة الكتب ويقول الشاب مبتسما «وهو يقدم بطاقة تحمل اسم لي هوا من شركة South Asia Evidence ltd: «اسمح لي أن اساعدك. عن اي مستندات تبحث؟» وبعد قليل من المساومة يوافق لي على تقديم سلعته - شهادة من احدى ارقى الجامعات الصينية - مقابل 250 يوانا أو ما يوازي 32 دولارا.

الرجل الذي يسمى «لي» هذا هو احد ألوف «البائعين» الذين يرابطون أمام المكتبات وباحات الجامعات في مختلف أنحاء الصين بحثا عن زبائن يرغبون في تزيين سجلاتهم العلمية بشهادات ومستندات أخرى مزورة.

لقد حوّل التنافس على الوظائف المحرزة التزوير إلى تجارة مربحة - وإلى صراع بالنسبة إلى الحكومة والجامعات - وتواصل هذه التجارة ازدهارها على رغم حملة المكافحة التي تقودها الحكومة.

وقد اثار تفشي استعمال الشهادات والوثائق التعليمية المزورة شكوكا في الاوساط الاكاديمية ومقدمي طلبات التوظيف، كما سبب احراجا للجامعات الصينية التي تسعى لاحتلال مراتب عالمية.

وقد ذكرت الوسائط الإعلامية الصينية الحكومية أن الاحصاء الوطني الذي أجري في العام 2000 سجل ما لا يقل عن 600 ألف متخرج من الجامعات والكليات اكثر من العدد الحقيقي للدرجات العلمية والشهادات التي منحت.

وأقامت الحكومة المركزية ستة مراكز في مختلف انحاء البلاد في شهر مايو/ أيار سنة 2001 للتأكد من صحة الشهادات. ويقول مركز مقاطعة غواندونغ الجنوبية إنه اكتشف 800 شهادة مزورة من اصل 3,500 شهادة تم التحقيق فيها حتى شهر مارس/ آذار الماضي.

ومن ابرز الحالات المعروفة مزارع شاب من مقاطعة انهوي الشرقية مارس تعليم الفلسفة - بشكل سيئ لمدة ستة اشهر في جامعة نانجينغ قبل اكتشاف انه لا يحمل درجة «ماسترز».

ونشرت وسائط الإعلام الصينية مقالات فضحت عددا من مسئولي الحزب الشيوعي استخدموا شهادات مزورة بغية التقدم في مناصبهم. وأحد هؤلاء هو نائب الحاكم السابق لمقاطعة جيانغكزي «تشانكينغ» الذي أعدم بتهمة تلقي الرشاوى. وكان تشانكينغ قد زعم انه حاصل على «شهادتين - احداهما دبلوم في القانون - من جامعة بكين المحترمة، ولكنه في الحقيقة اشترى الدبلومين من الباعة قرب الحرم الجامعي.

وفي احدى عمليات المداهمة في العاصمة بيجينغ، عرض التلفزيون الحكومي اكواما من الطوابع الحمراء واجهزة الكمبيوتر المستعملة لصنع ألوف من البطاقات وجوازات السفر والشهادات المزورة. وقال ضابط شرطة لاحدى صحف بيجينغ: «إن كل المستندات التي يحتاج إليها المرء من الولادة إلى الوفاة موجودة هنا».

وآلت احدى المحاولات الهادفة إلى القضاء على بيع الشهادات المزورة إلى الفشل. فقد تم تأسيس موقع كمبيوتري لتسجيل الشهادات الجامعية الشرعية، إلا ان المزورين اخترقوا الموقع وسرقوا المعلومات التفصيلية عن المتخرجين لاستعمالها على شهادات مزورة بصورة جديدة.

«هذا الامر ليس موجودا في الصين فقط. انه موجود في الهند، وفي كل البلدان الاخرى»

العدد 10 - الأحد 15 سبتمبر 2002م الموافق 08 رجب 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً