كثير من الفنانين والفنانات ظهروا على الشاشة فكان لهم حضور طاغ وتركوا بصمات قوية ومقدرة على التعبير. كنا نشاهدهم بالمصادفة، مرة واحدة، ثم غابوا ولم نعد نراهم من جديد، مثل عزة كمال وعبدالله محمود وناهد رشدي ونهلة سليمان. وهذا وقت بات أبناء وبنات الفنانين والفنانات آخر صيحة على الشاشة سواء عن جدارة لامتلاكهم الموهبة الفنية أو الوساطة. فما هو رأي الفنانين من ذوي المواهب الذين يجلسون في البيت بانتظار المصادفة التالية أو رنين الهاتف؟ يقول بعض هؤلاء:
نهلة سلامة: أعترف أنني مقلّة في أعمالي الفنية المختلفة سواء في السينما أو التلفزيون أو خشبة المسرح ولكن ذلك بإرادتي و«بمزاجي» وعن قصد لأنني اعتدت على مستوى معين من الأعمال الفنية بحيث أبحث عن العمل المتميز الذي أستطيع من خلاله أن أناقش قضية من قضايا الساعة في عمل فني كبير ودائما أقدم الأدوار التي أحبها حتى أحافظ على العلاقة الطيبة مع الجماهير وأظهر بالصورة التي تميزت بها، ومع ذلك فأنا انتهيت من أعمال كثيرة وأتمنى أن تعرض لأنها ستكون مفاجأة للجماهير منها مسلسل «النصاب والناس».
عماد رشاد: «لست بعيدا عن الوسط الفني فأنا موجود، ولكن المشكلة في توقيت عرض المسلسلات والدليل على ذلك أنني انتهيت من تصوير أعمال كثيرة في التلفزيون منذ عامين ولكنها حتى الآن لم تر النور حتى يشاهدها الجمهور ومع ذلك فعندي مشاريع فنية كثيرة في مرحلة القراءة وأخرى أقوم بتصويرها هذه الأيام ومنها مسلسل «الوحش وشركاه» والحمد لله بدأت اخرج من إطار الأدوار الرومانسية وأسندت لي حديثا أدوار الشرير وهناك تنوع في الأدوار».
عايدة عبدالعزيز: «أحب العمل في الصمت وهذا هو شعاري في الوسط الفني وإن كانت الجماهير ترى أني بعيدة عن الفن فأنا موجودة ولي أعمال كثيرة في العلب وأعمال أخرى أقوم بتصويرها حاليا مثل مسلسل «الرمال» ولكني أبحث دائما عن الدور الجيد والهادف الذي يخدم أفراد المجتمع المصري ولا أسعى وراء أي عمل إلا إذا أحسست أنه يفجر طاقاتي الفنية. ولكن معظم الأدوار وجدتها مكررة ومتشابهة من حيث فكرتها مما جعلني أرفضها حفاظا على علاقتي الطيبة بالجمهور وتاريخي الفني الطويل فالوسط الفني لا يسر عدوا ولا حبيبا».
سناء يونس: «ابتعادي عن الوسط الفني يرجع إلى عدة أسباب منها وفاة والدتي التي كانت تعاني من المرض في فترات طويلة بحيث فضلت أن أكون بجوارها على تقديم أي عمل فني لأنه لا يوجد في الدنيا شيء أهم من الأم. وأيضا لم أجد الأدوار التي تصلح لشخصيتي وتركيبتي فمعظمها لا يرتقي للأعمال السابقة التي قدمتها وعرفني الجمهور من خلالها فقررت الحصول على إجازة وأنا في انتظار عمل يحترم الجمهور ومع ذلك فقد تم تكريمي اخيرا في المركز الكاثوليكي في اليوبيل الذهبي».
عبدالله محمود: «أعترف بأنني مقلّ في أعمالي الفنية المختلفة فأنا هاوي تمثيل، وعلى استعداد لأن أجلس في منزلي ولو أربع سنوات من دون عمل لأنني لا أقدم أي دور إلا إذا اقتنعت به لأنني أعتبر الفن رسالة سامية وإحساسي بهذه الرسالة يجعلني أختار الأدوار بكل دقة وعناية حتى أحافظ على النجاح الذي حققته ومن ينسى «المصير» و«الطريق إلى إيلات» و«شمس الزناتي» و«عفاريت الإسفلت».
محمود عزمي: «المناخ لم يعد صالحا لأي عمل أغامر به وما يجري بالتلفزيون لا يسر فأصبحت معظم الأعمال يحتكرها فنانون معينون وهم معروفون بالعدد، 50 فنانا وفنانة نجدهم في كل عمل في المسرح والسينما وحتى التلفزيون وأين دور النقابة التي تعطي التصاريح لكل من هب ودب وتقف متفرجة لكل ما يحدث؟ لقد أصبح الفن مهنة من لا مهنة له وكل واحد يقدم مشهدا في عمل يعتقد أنه ممثل كبير ووصل إلى النجومية ووجدنا ظاهرة أبناء الفنانين في كل عمل سواء أكانوا خريجي معهد ودارسين أو غير ذلك ولم يعد هناك المخرج الذي لديه قدرة التخصص في إسناد الأدوار لكل فنان حسب إمكاناته وشخصيته».
محمد الصاوي: «أعترف بأن بداياتي كانت أقوى وما زالت أعمالي عالقة في أذهان الجماهير، ولكني فضلت الحصول على فترة راحة بعد أن وجدت تغييرات في السوق وأصبح الجيل الجديد، هو الذي يستأثر بالاشتراك في الأعمال الفنية المختلفة سواء في السينما أو في المسرح والتلفزيون. ووجدت الجو غير مناسب ولا أستطيع المغامرة أو المقامرة بأعمال مكررة أصابت الجماهير بالملل فأنا أحرص على كسر حالة الملل والحمد لله رجعت مرة ثانية لأمارس عملي على أكمل وجه وأشارك حاليا في أعمال كثيرة منها مسلسل «معارك زوجية» والسهرة التلفزيونية «جلسة علنية»
العدد 23 - السبت 28 سبتمبر 2002م الموافق 21 رجب 1423هـ