لعبت الدراما التركية ومازالت دورا سلبيا في مجتمعاتنا الإسلامية، فقد اصبح معظم الناس يرددون اسم مسلسل نور الذي اصبح يغزو مجتمعنا الإسلامي شيئا فشيئا، فقد تخللت دماغ الناس واصبحوا منشغلين بهذا المسلسل ومايحويه من العواطف وآثاره الخطرة.
وما ان تبدأ حلقات المسلسل حتى تجد الناس تتسمر أمام التلفاز، فيؤجلون عملهم في سبيل متابعة هذا المسلسل المثير حتى وصل الأمر إلى أن المشاهد لا يريد احدا ان يمر من امامه حتى لا يفوته مشهد. العيون، الأذن والحواس كلها مشتركة معه او ربما تجد الإنسان ينظم أعماله وأموره في سبيل مشاهدة برنامجه المفضل، والغريب من ذلك انك تلقى أناسا مشهورين بالتدين والاستقامة لكنك تجدهم صغارا امام هذه المسلسلات، أبعدتهم عن الله عز وجل من خلال الإدمان عليها، وجعلت فكرهم وعقولهم متصلة بها الى درجة ان الفرد يشعر انه لم يعد يهمه في الحياة سواها، وإن برامج التلفاز اقتصرت على هذه المسلسلات التي تؤدي الى تضييع الوقت، والغفلة عن الله سبحانة وتعالى.
ما لا شك فيه اننا نعيش في مجتمع اسلامي، واخطر مايواجهه هو الغزو الثقافي بأسلحته المتنوعه من كتب وإذاعات وصحف ومجلات وغير ذلك من الأسلحة الأخرى، فالغرب يحاول جرنا إلى الابتعاد عن الدين، لأن الإسلام يمثل الموجة الرئيسية في هذه المجتمعات، وهو الذي يمنح الأفكار السليمة التي تحتل دورا كبيرا في منظومات السلطة وروح الأمة كما أنه هو القوة الوحيدة التي تقف في وجه الرأسمالية الغربية والاستكبار العالمي الذي يسيطر على القوة التي تدير العالم، ولكن الغرب عرفوا كيف يستفزوننا في نشر وسائل الإعلام السيئة التي لا تخدم هذا الدين.
الغزو الفكري مرض العصر... نعم، والكل يجهله. وها نحن نسير خلفهم مغمضين. هل سقطنا في امتحان الدنيا؟! نعم؛ فما يجري حولنا هو اختبار اختبرنا الله فيه.
هل تشعر بالسعادة عندما تشاهد هذا المسلسل؟ هل تشعر باللذه عندما تدخل أجواء هذه الحلقه؟ هل تشعر بالغيرة عندما ترى الخيال العاطفي نحوه؟ ألا تستحي من الله وأنت غافل عنه؟ وأخيرا ينبغي علينا تقوى الله لأنه العامل المهم لتزكية النفس وتهذيبها وهي وصية الله إلينا في قوله تعالى «ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله» (النساء: 131)، فهي التي تجعل الإنسان يلتزم بجوانب الخير وتقويها فيه، ويتجنب جوانب الشر وتبعده عنها، وهي الحال التي يراعي فيها الفرد القيم في تعامله مع الآخرين، فيحترمهم ويقدرهم ويتعاون معهم، ولايظلمهم ولايغتابهم، ولايؤذيهم بلسانه ويده ولايتكبر عليهم، وبالتالي يلتزم بالأوامر والنواهي الإلهية.
حسن العرادي
العدد 2199 - الجمعة 12 سبتمبر 2008م الموافق 11 رمضان 1429هـ