ما يحدث أكبر من أن يوصف... الأعداد المتراصة من النساء والرجال في المركز الاجتماعي لمدينة حمد، كبار السن المرضى وبعضهم جاء على كراسي بعجلات، وكأنك في مشهد من مشاهد أهوال يوم القيامة! تسمع أحاديث الناس: «عندما أرادوا قطع نسبة من مرتبنا للتأمين أخذوا المبلغ في أقل من أيام وبكل دقة ومعرفة بنا، واليوم عند التكرم علينا، أخذوا يذلوننا ويشقون علينا».
أحضر رصيد كذا وسجل كذا، وصورة عقد الزواج أو الطلاق... الخ من الطلبات، والناس في زحمة الحياة، يرجون ولو القليل... أين كرامتهم؟!
مهدورة بين طرقات وسلالم المراكز المختلفة... عجائز... شباب... مرضى... والجميع يتساءل: وهل بعد كل هذا العناء، سنحصل على الكنز (50 دينارا)؟!
ما يحدث أكبر من الحدث... وما عليكم لتتأكدوا من الواقع المر سوى الذهاب إلى هناك، إذ ازدحام الأجساد وازدحام السيارات والإذلال الذي يوصف فقط بأنه بلا حدود، والناس تصبر وتتحمل، ورمضان على الأبواب بأنواره، والمدارس لا ترحم كاهل رب الأسرة، وغول الغلاء يفتح فاهه وينشب مخالبه في الإنسان البسيط بكل ضراوة. والأكثر مرارة من كل ذلك، هم التجار الجشعون الذين ينتظرون هذه المعونة بمنتهى السعادة، لرفع الأسعار بشكل جنوني نتيجة لهذه الزيادة البسيطة.
الله يكون في العون...
عون الإنسان البسيط الذي لا يتجاوز راتبه الـ 200 دينار، الذي كان من الأفضل أن تبدأ لجنة توزيع معونة الغلاء به وليس بمن راتبه فوق الألف دينار.
هذا الإنسان المسكين... ترى ماذا سيفعل في الشهر المبارك؟ بالتأكيد أن كرم الله سبحانه وتعالى بلا حدود... ولكن الحوادث تجري بما لا تشتهي السفن، فأصبح الإنسان في البحرين بين المطرقة والسندان، وما على المسكين إلا الصبر على مختلف صنوف الإذلال للحصول على هذه المعونة. (ربنا أكشف عنا العذاب إنا مؤمنون).
أمينة السندي
العدد 2199 - الجمعة 12 سبتمبر 2008م الموافق 11 رمضان 1429هـ