يستغل البعض شهر رمضان المبارك في القيام بعادات وسلوكيات سيئة قد تكون خطيرة ومؤذية، ويجهل الوالدان مسئوليتهما الجنائية تجاه ابنائهما عندما يسمحان لهم باستعمال الألعاب النارية (الچراخيات) مما يعرض سلامتهم وحياتهم للخطر.
ويحظر قانون العقوبات البحريني تعريض حياة الناس للخطر – لاشك في ذلك – فوفقا للمادة 342 من القانون التي نصت على أنه ( يعاقب بالحبس أو بالغرامة من تسبب بخطئه في موت شخص) ومفاد النص أنه إذا أهمل الأب أو الأم أو المسئول عن رعاية الطفل بان سمح له استخدام الچراخيات ما يتسبب في تعريض حياة الطفل إلى الخطر سواء بموته أو إصابته بعاهة فان المسئول سيتعرض للمساءلة الجنائية وبالتالي فإن العقوبة قد تصل إلى الحبس 3 سنوات وهي عقوبة المسئول عن الطفل الذي يهمل في رعاية ابنه.
والكثير من الناس لايعلمون بوجود هذه المسئولية الجنائية، بل يتوهمون انه لا عقوبة على السماح لأبنائهم استخدام (الچراخيات) ناهيك أن بعضهم هم الذين يقومون بشرائها لأبنائهم جهلا منهم بخطورتها وعقوبتها.
أما إذا كان مستخدم هذه الألعاب النارية قد تعدى مرحلة الحداثة والطفولة (7 سنوت) فانه سيكون تحت طائلة قانون المفرقعات والأسلحة والذخائر الذي نص صراحة على أنه يحظر على كل شخص الاتجار أو استيراد أو تصدير أو حيازة أو إحراز أو حمل الألعاب النارية (الچراخيات) وعقوبة ذلك قد تصل إلى الحبس خمس سنوات وفقا للمادة 20 من القانون سالف الذكر.
ومن هنا كان واجبا علينا في عمود الثقافة الأمنية تذكير المواطنين والمقيمين وتنبيههم بأن هذه الجريمة التي قد يستخف البعض بها قد تنتهي به إلى قضاء عقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنتين ولا تتجاوز خمس سنوات، ولم يجز القانون في هذه الجريمة - تحديدا – إبدال عقوبة الحبس بالغرامة، ذلك أن هذه الجريمة تهدد سلامة الإنسان.
ولما كانت أضرار الألعاب النارية تتفاوت بين الوفاة أو العاهة المستديمة أو الحروق وقد شهد الجميع الحوادث والإصابات التي تعرض لها الأطفال في مملكتنا العزيزة وباقي الدول كونهم لا يعون خطورة تلك (الچراخيات) التي تتسبب في حوادث عدة كإصابة العينين والأصابع والحروق بالإضافة إلى الإزعاج الذي يتسبب للأهالي والقاطنين، وتعود الأطفال على استخدام الكبريت والولاعة ما يصبح ذلك خطرا أكبر من الألعاب النارية، ويفضل تعليم الأبناء الألعاب الشعبية والتقليدية التي كانت مشهورة في شهر رمضان المبارك والتي تدخل النشاط والسعادة في قلوبهم.
ولما كانت مسئولية وزارة الداخلية المحافظة على أمن وسلامة المواطنين فان الوزارة تهيب بالجميع التقيد بالقوانين وعدم الخروج عليها وتعريض أطفالنا لمثل تلك الأخطار، خاصة الأشخاص الذين يقومون ببيع (الچراخيات) في منازلهم على أطفال صغار في السن مما يشدد العقوبة عليهم، وتعمل الأجهزة الأمنية في مختلف منافذ المملكة على منع الأشخاص الذين يقومون بتهريب تلك الممنوعات وضبطهم واتخاذ الإجراءات القانونية بحق من يضبط في جرائم حيازة أو إحراز أو تهريب الألعاب النارية.
وزارة الداخلية
العدد 2199 - الجمعة 12 سبتمبر 2008م الموافق 11 رمضان 1429هـ