العدد 179 - الإثنين 03 مارس 2003م الموافق 29 ذي الحجة 1423هـ

أزمة صواريخ الصمود: أين وصلت؟

كان الأول من مارس/آذار2003 يوما للفعل وليس للأقوال في أزمة الصواريخ، فقد اعتبر الفرصة الطفيفة لصدام حسين لتفادي الحرب من خلال بدء تدميره لصواريخ الصمود 2 التي قيل انها غير شرعية بواسطة الكثيرين كما أنها اختبار لما اذا كان العراق جادا في نزع سلاحه.

اشار الرئيس العراقي إلى انه في الواقع أرسل مهندسيه لتدمير الصواريخ بل سحقها إربا إربا مادامت تتجاوز المدى الذي تقره الامم المتحدة وهو 150 كلم (93ميلا). من جانبه قال كبير مفتشي الاسلحة، هانز بليكس، انه يعتبر الرغبة في تدمير الصواريخ «خطوة حقيقية لنزع السلاح ومهمة للغاية».

وبينما هللت فرنسا وروسيا لتقييم بليكس للخطوة العراقية بتدمير الصمود، قللت بريطانيا والولايات المتحدة من عرض صدام حسين وقالتا: إنه يعتبر لا شيء سوى مثال آخر من محاولاته خداع المجتمع الدولي.

وذكر ان طوني بلير كان ممتعضا من تصريحات بليكس العلانية الاخيرة والتي تتناقض بشدة مع تقريره الاخير الذي قدمه إلى مجلس الامن، عندما قال ان مطالبة صدام حسين بنزع سلاحه، أحدثت فقط «نتائج محدودة».

كان الوزراء البريطانيون قلقين من تصريحات بليكس لأنها ستربك الرأي العام وتفشل محاولات كسب دعم الدول لاستصدار قرار ثان جديد من مجلس أمن الامم المتحدة.

قال رئيس الوزراء البريطاني، متحدثا في مؤتمر حزب العمل الويلزي: «يجب على صدام وقف التلاعب وإقرار نزع السلاح، ويجب ان يغير مساره في الواقع قلبا وقالبا». وجزم بلير على انه حقيقة ملتزم بحل الازمة من خلال الأمم المتحدة.

واستطرد رئيس الوزراء البريطاني: «كل ما نصبو اليه الآن ان تعني الامم المتحدة ما تقول وان تفعل ما تقصد. وفي مدريد، التقى بلير رئيس الوزراء الاسباني جوس ماريا ازنار مشيرا إلى مقابلة الرئيس العراقي مع مراسل قناة (سي بي اس) الاميركية دان راشر الاسبوع الماضي التي اوضح فيها الزعيم العراقي انه ربما لا يدمر صواريخه، قائلا: «ان اللحظة التي سمعت فيها صدام يقول انه لن يدمر صواريخه كانت اللحظة ذاتها التي علمت فيها أخيرا في الاسبوع نفسه انه أعلن - فقط قبيل تصريحات بليكس - في الواقع تدمير تلك الصواريخ». وأضاف بلير: «صدام لن يقدم تنازلات بأية وسائل أخرى سوى التهديد بالقوة الجاثم على رأسه».

كان هناك تجرد في قرار صدام التخلص من صواريخ الصمود المقدر عددها بنحو 100 إلى 120 صاروخا، والتي أقر بليكس أن آخر موعد مسموح به للتدمير هو الاول من مارس الجاري.

ويلاحظ ان كل التنازلات التي عرضها الزعيم العراقي جاءت رويدا رويدا، حتى عندما كتب المسئولون العراقيون إلى بليكس عارضين موافقتهم على مبدأ «التخلص من الصواريخ» طلبوا سلسلة من الاجتماعات الفنية لمناقشة كيفية تدمير الصواريخ، إذ جاء في الرسالة التي بعث بها المستشار العلمي للرئيس صدام اللواء عامر السعدي إلى بليكس «ان القرار بتدمير الصواريخ غير عادل ولم يأخذ في الاعتبار الحقائق العلمية المتعلقة بهذا الموضوع». وأضافت الرسالة: «ان توقيت هذا الطلب يبدو لنا ذا دوافع سياسية».

وقالت فرنسا - ربما كانت اكثر معارض علني داخل مجلس الامن لاستصدار قرار ثان مقدم من اميركا وبريطانيا - ان العرض العراقي بشأن الصمود علامة تقدم ودليل على ان عمليات التفتيش آتت أكلها.

وقال وزير الخارجية الفرنسي دومينيك ديفليبان انه لا يوجد سبب لقطع نزع التسلح السلمي في العراق. «ان القرار الثاني من الامم المتحدة سيكون الخطوة الاولى نحو الحرب». واشار ديفليبان إلى ان ذلك ليس ما يرغبون فيه لأنه مازال باستطاعتهم العمل من أجل السلام، مشيرا إلى روسيا - التي تملك حق النقض مثل فرنسا في مجلس الامن - التي ترفض ايضا اصدار قرار ثان.

وقال وزير الخارجية الروسي، ايغور ايفانوف: «روسيا تملك حق النقض (الفيتو) وسنستخدمه اذا كان ضروريا وفي مصلحة الاستقرار الدولي».

اندريو بونكمب، كيم سنجويتا، اندريو جرايس

خدمة الإندبندنت - خاص بـ «الوسط

العدد 179 - الإثنين 03 مارس 2003م الموافق 29 ذي الحجة 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً