العدد 209 - الأربعاء 02 أبريل 2003م الموافق 29 محرم 1424هـ

دخول الالتهاب الرئوي البحرين غير مستبعد

إجراءات وقائية لمنع دخول المرض القاتل

أشارت مصادر طبية إلى أن احتمالات دخول مرض «متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد» إلى البحرين غير مستبعد، في الوقت الذي أكدت فيه أن أيا من هذه الحالات لم تكتشف بعد في البحرين.

وأثار مرض الالتهاب الرئوي ذعرا عالميا أخيرا بعد أن تفشى بشكل سريع في أكثر من 14 دولة في العالم، وتسبب في وفاة 57 شخصا وإصابة أكثر من 1800 آخرين في إحصائية اخيرة. ولم تستثن البحرين من هذا الذعر العالمي بعد أن شاع خبر إصابة شخصين بهذا المرض ووفاتهما به، إلا أن وزارة الصحة نفت أن يكون سبب وفاتهما هو المرض نفسه. وفي الوقت الذي أصدرت فيه منظمة الصحة العالمية بيانا لشركات الطيران لاتخاذ إجراءات الحماية والسلامة على متن خطوطها في حال الشك في إصابة أحد المسافرين بالمرض، أفادت مصادر في مطار البحرين أن تعليمات خاصة أبلغت إلى شركات الطيران لاتخاذ إجراءات احترازية في نقل المسافرين وخصوصا المقبلين من دول شرق آسيا، كما دربت طواقم العمل على متن الخطوط الجوية على مجموعة من الإجراءات التي يجب اتباعها مع الشخص الذي يشك في إصابته بالمرض. وفي حين لم يكتشف أي علاج للمرض على مستوى العالم حتى الآن، خصصت وزارة الصحة في البحرين جناحين لاستقبال المرضى وعزلهم في حال حدوث أية إصابات محلية. وعلى رغم التطمينات التي تصدرها الجهات الرسمية تبقى احتمالات اختراق هذا الفيروس الخطير حاجز الوقاية ودخوله إلى البحرين موجودة في ظل الرحلات المستمرة التي تقل عددا لا بأس به من المسافرين إلى المملكة من شرق آسيا.


الطيران المدني وزع إرشادات للتعامل الصحيح مع من يُشك في إصابته بالمرض

«الصحة» توفر جناحين لعزل مرضى الالتهاب الرئوي... ولا دواء للمرض حاليا

الوسط - ندى الوادي

قامت وزارة الصحة بتجهيز جناحين خاصين للعزل الصحي في مجمع السلمانية الطبي ضمن الإجراءات التي تتبعها لمواجهة أية إصابات محتملة بمرض «متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد» الذي انتشر أخيرا في عدد كبير من دول العالم، في الوقت الذي أعلنت فيه سلطات الطيران المدني أنها أعلمت شركات الطيران بالإجراءات المتخذة في هذا الشأن، وأنه لم يشك في أية حالة في هذه الفترة، سوى حالة واحدة وتبين أنها تعاني من أعراض شبيهة بأعراض الالتهاب الرئوي.

وقالت رئيسة قسم الأمراض المعدية في إدارة الصحة العامة في وزارة الصحة مريم الشتي: إن الوزارة «لم توفر أية أدوية لهذا المرض بعد، نظرا إلى أنه لم يتم اكتشاف أي مصل أو دواء له في العالم حتى الآن»، غير أنها أشارت إلى الإجراءات التي اتخذتها الوزارة لتوفير الحماية من هذا المرض، والتي أهمها: تكوين لجنة مشتركة من ممثلين عن الإدارات المختلفة في الوزارة لمواجهة أية إصابات محتملة تخترق البحرين. مشيرة إلى أن اللجنة تجتمع دوريا لوضع خطة متكاملة تنفذ في حال الشك في حدوث أية إصابة وكيفية التعامل معها.

وأضافت أنه تم تجهيز جناحين خاصين للعزل الصحي في السلمانية، أحدهما خصص للحالات التي تتأكد إصابتها بالمرض، والثاني يخصص لمن يشك في إصابته به.

وتم الاتفاق على خطة لكيفية نقل المريض واستقباله في الطوارئ ومن ثم علاجه في الجناح وعزله عن باقي المرضى، إذ أشارت الشتي إلى أنه تمت «تدريب طواقم من الأطباء والممرضين على هذه الإجراءات وتعليمهم كيفية وقاية المحيطين بالمريض من العدوى».

وذكرت أن اللجنة قامت بتحديد تعريف موحد للشخص الذي يشك في إصابته بالمرض، وأهم الشروط التي تندرج في هذا الإطار هي: أن يكون الشخص قادما هونج كونج أو الصين أو فيتنام، وأن يكون مصابا بارتفاع في درجة الحرارة إلى جانب الصعوبة في التنفس، مع الوضع في الاعتبار أن أعراض المرض تظهر خلال سبعة إلى عشرة أيام من الإصابة.

وقالت إنها قامت بالتنسيق مع كل من مسئولة التمريض والطبيب المختص في مطار البحرين الدولي، إضافة إلى الاجتماع مع المسئولين في المطار وأصحاب شركات الطيران لتعريفهم بالإجراءات التي يجب أن يتم اتخاذها في حال الشك في حدوث أية إصابة، وكيفية تنظيف الطائرة بعد نقل المصاب منها.

وفي الوقت الذي لم يكتشف فيه أي علاج محدد لمرض متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد، أشارت الشتي إلى أن علاج الالتهابات العادية يكون عن طريق المضادات الحيوية أو مضادات الفيروسات. «إلا أن فيروس هذا المرض من القوة بحيث لا تؤثر فيه الأمصال التي تعالج الالتهابات الرئوية العادية التي تسببها بكتيريا أو فيروسات».

وعلى صعيد متصل، أصدرت منظمة الصحة العالمية تعميما إلى شركات الطيران العالمية أكدت فيه ضرورة فحص كل المسافرين على متن خطوط الطيران تحسبا من إصابتهم بالفيروس القاتل. وأشار التعميم إلى أن منظمة الصحة العالمية تسعى إلى إيجاد «مسح شامل وقوي في مطارات العالم المختلفة وخصوصا في كل من آسيا وكندا للسيطرة على هذا المرض المعدي الذي انتشر بين المسافرين». كما أعطت المنظمة بعض التعليمات لطواقم عمل الطيران لاتخاذ الاحتياطات والإجراءات الصحيحة عند الشك في إصابة الشخص بأعراض المرض.

وفي البحرين، أكد مصدر في مطار البحرين الدولي أن مجموعة من الإجراءات تم اتخاذها في المطار وعلى رحلات الطيران لضمان أسلوب صحيح في التعامل مع المصابين في حال اكتشافهم. وأكد المصدر أنه لم يتم الشك في أية حالة للإصابة بالمرض بين المسافرين القادمين إلى المملكة. وقامت الجهات الرسمية بتنظيم اتخاذ إجراءات الحجر الصحي للمصاب الذي يتم اكتشافه وذلك من خلال لجنة الأمن والسلامة في مطار البحرين الدولي التي تنسق مع وزارة الصحة.

ومن جانب الاحتياطات الأمنية التي تتخذها شركات الطيران التي تنقل المسافرين من شرق آسيا إلى البحرين، قال المدير الإقليمي في طيران كاثي باسيفيك تشارلز برمردج: إن الشركة ـ التي تسيّر خمس رحلات أسبوعية إلى هونج كونج - قامت بتزويد الطائرات بمصافٍ خاصة لتنقية الهواء تحسبا لأي فيروس قد ينتشر في الجو بسرعة، وهي تماثل تلك المصافي التي تزود بها غرف العمليات في المستشفيات. وأشار إلى أنه تم تزويد طائرات الشركة بالأجهزة التي تقوم بتجديد الهواء كل ثلاث إلى أربع دقائق حتى تحافظ على الهواء نظيفا نقيا باستمرار.

وذكر برمردج أنهم قاموا بتكوين فريق متخصص في المطار لمواجهة أي طارئ، وأن لديهم تواصلا مباشرا مع وزارة الصحة في هذا الصدد. مشيرا إلى أن هذه الإجراءات الاحترازية تم تطبيقها مرة واحدة في البحرين عندما شكوا في أحد المسافرين على متن خطوطهم، وبعد تعرضه للفحص الطبي تبين أنه غير مصاب بالمرض.

ومن جانبها أصدرت «طيران الخليج» بيانا خاصا أكدت فيه اتخاذها إجراءات احتياطية لمواجهة مرض الالتهاب الحاد في الجهاز التنفسي. وأشار البيان إلى أن منظمة الصحة العالمية أصدرت تعميما «بعدم إلغاء برامج السفر»، ولكنها وضعت إرشادات للمسافرين ولشركات الطيران تحث على أهمية الوعي بالأعراض الرئيسية لهذا المرض الذي يشمل الإصابة بارتفاع درجة الحرارة إلى أكثر من 38 درجة مئوية وحدوث الكثير من المشكلات في التنفس مثل السعال وضيق التنفس وصعوبته.

وقال نائب رئيس الخدمات في «طيران الخليج» إنهم سيتخذون جميع الإجراءات «لضمان أن يحال الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض الأنفلونزا، والذين سبق لهم السفر أخيرا إلى مناطق ينتشر فيها المرض، إلى طبيب أخصائي قبل ركوب الطائرة».

وفي إعلان عام للموظفين أشار المسئول الطبي الأول في الشركة ذاتها أنه في الحالات التي يتم فيها تحديد الأعراض خلال الرحلة ينبغي على قائد الطائرة إبلاغ مسئول الخدمات الأرضية في المطار الذي تتجه إليه الطائرة في أسرع وقت ممكن وطلب المساعدة الطبية لإجراء مزيد من التقييم والمعالجة حتى يمكن اتخاذ الإجراءات الاحتياطية بما يتماشى مع الإرشادات الصادرة من منظمة الصحة العالمية. وأشار المصدر الطبي إلى أنه ينصح المسافرين وأفراد طاقم الطائرة الذين يعانون من أعراض المرض بالتوجه فورا لطلب الرعاية الطبية وتأمين إبلاغ موظفي الرعاية الطبية بشأن رحلات سفرهم في الآونة الأخيرة. كما أن المسافرين الذين تظهر عليهم هذه الأعراض يُنصحون بعدم القيام برحلات أخرى حتى يتم شفاؤهم الكامل.

وفي مقابل ذلك، قال برمردج: «لا داعي للقلق من هذا المرض، فهناك الآلاف في العالم ممن يقضون بسبب أمراض أخرى منها الملاريا أو من حوادث السيارات، فما نسبته 3 في المئة فقط من المصابين بهذا المرض يموتون بسببه، فيما يتمكن 97 في المئة من المرضى من الشفاء منه بالعلاج»

العدد 209 - الأربعاء 02 أبريل 2003م الموافق 29 محرم 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً