الأمسية التي قيل عنها "كبرى" وأقيمت في فندق الريجنسي قبل أيام، ليست أمسية عابرة، إذ يجب أن توقف وتسأل. فهذه الأمسية توحي بوجود أزمة ثقة بين جمعية الشعر الشعبي والشعراء. ونقول ذلك لأن جمعية الشعر هي المنظمة لتلك الأمسية التي أقل ما نقول عنها، إنها أمسية «فضيحة»!
وأزمة الثقة لا يمكن الحديث عنها بالتفصيل في هذا المقال، لأنها تحتاج إلى مقال أو موضوع منفصل أو ربما تحقيق أيضا. أما في هذا المقال فإننا بصدد وضع دائرة حمراء استنكارية حول أمسية الريجنسي التي أهانت بصورة غير مباشرة جميع شعراء البحرين. فوجود ثلاثة شعراء (شاعر سعودي، وشاعرة عمانية، وشاعر إماراتي) منفردين على منصة أمسية بحرينية وطنية، تحظى بامتيازات كثيرة، كمكان الإقامة ورعاية وزارة الاعلام ومستوى الاعلان عن تلك الأمسية والتكريم الذي تم بعيدا عن العيون، وبعد أسبوع، وبعد أن ذهبت أجواء المناسبة الوطنية وجرفها المطر، وجمدها البرد، يتم جمع كل الشعراء البحرينيين لتقام لهم أمسية بامتيازات أقل من خجولة أمام تلك الأمسية (الكبرى)... لهو بلاشك صفعة قوية توجهها جمعية الشعر الشعبي لشعرائها وشعراء البحرين. وعملية الزج بثلاثة شعراء بحرينيين ليلقي كل واحد منهم قصيدة في حضور هامشي من دون أن يلامسوا المنصة الرئيسية، هي محاولة فاشلة لترقيع الأمسية وتدارك الفضيحة.
ولا نستنقص من الأمسية الثانية كما لا نحط من الجهود المبذولة لإقامتها وعلى رأس المشكورين النائب عبدالله الدوسري الذي تفضل برعاية الأمسية. ولكن شتان - والمقارنة من ناحية الامتيازات - بين أمسية يعلن عنها في صفحات الشعر الشعبي في مربعات بمقاس اعلان الوفيات، وتقام في جمعية المهندسين، وأمسية يعلن عنها في التلفزيون وتقام في فندق خمس نجوم.
السؤال الذي نال مني مع أول اعلان قرأته عن تلك الأمسية هو: هل مرت كل تلك الأسماء على إداريي جمعية الشعر فعلا؟ أستطيع أن أجزم بلا، فلا أعتقد أنهم جميعا بهذه القساوة على شعرائنا. وربما يكون شاهدي على أنه كانت توجد معارضة من الداخل وتحفظ على حصر الاختيار في الشعراء الخليجيين هو ترقيع الأمسية في الوقت الضائع بثلاثة شعراء بحرينيين. فأحد هؤلاء الشعراء وبعد عتابي له على قبول هذا الدور، أسرَّ لي بأنه تلقى الدعوة قبل يوم واحد فقط، وهو متحفظ على الدعوة التي وجهت له على رغم موافقته. وهذا يدل على وجود جدل في الداخل انتهى بمحاولة تجميل الصورة حتى وإن كان بشكل مخجل كما حدث وكما أوضحت الصورة في الأمسية.
ومازلت أعتب على الإخوة الشعراء المشاركين، إذ كان ينبغي عليهم أن يسجلوا وقفة تكون لصالحهم وصالح جميع الشعراء، وخصوصا أنه يوجد من وجهت لهم الدعوة للأمسية ورفضوا لعب هذا الدور الهزيل فيها. وأتخيل كيف ستكون هذه الأمسية لولا مشاركة هؤلاء الثلاثة. فلولا وجودهم لما صدق عليها وصفها بأنها أمسية بمناسبة العيد الوطني المجيد. فقصائد الشعراء الخليجيين كانت أبعد ما تكون عن أجواء هذه المناسبة التي أحياها الشعراء فعلا في الأمسية الثانية وكانت كما ينبغي للأولى أن تكون.
أقول هذا وأنا في ألم. وكذلك من يقرأ معي بقلب سليم. فلا نريد أن نكتب يوما أو نضرب الأمثال متسائلين: هل أصبح الحامي هو الحرامي؟!... فاحرصوا أيها السادة (جمعية الشعر الشعبي) على ألا يأتي هذا اليوم.
العدد 1585 - الأحد 07 يناير 2007م الموافق 17 ذي الحجة 1427هـ