هذي جفون العين تطفو بالدموع
حزنا على شيخ المشايخ والجموع
حزنا عليك أبا جميل حسرة
هذا الفؤاد كمرجل بين الضلوع
هذي العيون سخينة لفراقكم
والدمع يجري أنهرا بين الربوع
إني بكيت فهل بكائي نافع
رجع القضاء فأين من هذا الرجوع
قد هبت البحرين تندب شيخها
مرتاعة تبكيه في حزن فجيع
لبست سوادا والدموع غزيرة
تنهال فوق الأرض من قلب وجيع
غادرتنا وتركتنا في حيرة
عش في جنان الخلد يا نور الشموع
إن الذين خدمتهم وندبتهم
لن يخذلوك أبا جميل، والسميع
إنا خسرنا قائدا ومفكرا
ومعلما، بطلا تجلى بالسطوع
أسد هزبر ثار في وجه الخنى
لم يثنه كثر التكاسل والخنوع
قد سل سيف الحق في وجه الضلالة
لا يدين لغير ربه بالركوع
لم يثنه أهل النفاق بمالهم
وعتادهم - رغم الخطوب - إلى الخضوع
قد واجه الدهماء في صبر جميل
فتكاثرت فرق الضلال قبل الطلوع
لكنها لم تستطع حجب الضيا
فالشمس لا تُحجَب بغربال وضيع
علي إدريس الغانمي
العدد 1605 - السبت 27 يناير 2007م الموافق 08 محرم 1428هـ