العدد 1605 - السبت 27 يناير 2007م الموافق 08 محرم 1428هـ

واقاسماه

«يمه ذكريني من تمر زفة شباب...!» تخيلوا معي من هذه العبارة حفلة الزفاف الجميلة بأجمل أنواع العطور والمشموم والياسمين وكأنها ريحان الجنة تزف معرسا ألا وهو القاسم بن الحسن ابن أخ الحسين سلام الله عليه البالغ من العمر 13 عاما «واحسرتاه». شاب في مقتبل العمر كالزهرة التي تتفتح في وسط البستان، فكيف للطغاة الكفار أن يقتلوا فارسا شجاعا ومجاهدا، بكل روحه وجسده من أجل انقاذ المسلمين ومساعدة عمه الحسين (ع)؟ ولو تعلمو أنه كان عريسا في نفس هذا الوقت ولكنه لم يجلس كثيرا مع زوجته، فقط نظر إليها وهي تنظر إليه وكأنهما يعلمان ما سيحصل!. إنها مجرد ساعات قليلة من زواجهما ونهض إلى المبارزة ورمي بيد زوجته، وقال لها: «دعي عرسنا إلى الآخرة»، فبكت العروس على رحيل القاسم وكأنها تعلم أنها ستفقده. أي عرس هذا يمضي بدلا من التهاني أنقلب إلى أخزان ومآتم ومراسيم عزاء... «واقسماه»؟.

حسرة على فراق الشباب... مسكينة رملة أم القاسم كانت صبورة على فراقه، تمنت أن تزف القاسم عريسا وتنثر عليه الورد وتضع له الحنة، ولكن تهب الرياح بما لاتشتهي السفن، بدلا من الحنة دماء وكأنه يقول «يا أمي تذكريني حين ترين عرس أي شباب، لأني من العرس محروم». فيا شباب تذكروا القاسم ابن الحسن، كان شابا طموحا ومجتهدا في سبيل الله. أين أنتم أيها الشبان من الغفلة واللهو في هذه الحياة، «كل يوم عاشوراء، وكل أرض كربلاء».

عديلة الحليبي

العدد 1605 - السبت 27 يناير 2007م الموافق 08 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً