العدد 1989 - الجمعة 15 فبراير 2008م الموافق 07 صفر 1429هـ

تطرق إلى ذكرى وفاة الإمام الحسن (ع) واغتيال مغنية...قاسم يدعو إلى كشف حقيقة تعذيب موقوفي الأحداث//ال

دعا خطيب جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز الشيخ عيسى قاسم في حديث الجمعة أمس إلى فتح المجال إلى الجمعيات الحقوقية والمنظمات المستقلة ومؤسسات المجتمع المدني للمشاركة في التحقيق في دعاوى التعذيب الذي يتعرض لها الموقوفين في الأحدث الأخيرة.

وقال قاسم: «انتهت معهم التحقيقات من أجل انتزاع الاعترافات غير الشرعية والقانونية، وبدأت معهم المحاكم التي تدينهم بتلك الاعترافات وهي إدانة تنافي العقل والشريعة والقانون، وبعد ذلك كله يبقى عدد من الموقوفين يعامل – كما يخبر أهاليهم - معاملة التحقيق ويعرضون للأذى الجسدي والنفسي وما يمس الشرف والعرض كما ينقل البعض، والسؤال هل ينقسم تعذيب الموقوفين إلى قسمين، تعذيب للاعتراف بالذنب وهو لا يخلو من التفشي، ثم تعذيب للتشفي الخالص».

وأضاف «إذا كان للتعذيب في مرحلة التحقيق وجه فإن التعذيب بعد مرحلة التحقيق لا وجه له إلا روح التشفي... دعونا نأخذ هذا الكلام دعوى خالصة من هؤلاء الأهالي، وهل ترد الدعوى جزافا، وإذا لم يصح ردها جزافا فهل يسمح بالتحقيق في هذا الأمر؟ هل يسمح لمحامين ومنظمات مستقلة وجمعيات مستقلة بالاشتراك في التحقيق، أم يكفي أن تنفي الجهة المدعى عليها؟».

وانتقل قاسم في طيات حديثه إلى ذكرى وفاة الإمام الحسن (ع) التي صادفت يوم أمس (الجمعة) قائلا:«الحسن والحسين عليهما السلام، إمامان قاما أو قعدا، إمامتهما الشرعية غير مرتبطة بقعود أو قيام، فمن قام منهما فهو إمام، ومن قعد منهما فهو إمام لا تنثلم بقعوده إمامته الشرعية. والمتخلف عن الإمام إذا قام فهو متخلف عن الإمام، والمتخلف عن الإمام إن قعد فهو متخلف عن الإمام».

وتساءل « لماذا لا تتأثر الإمامة الشرعية للإمام بقعوده؟ ولا يمكن أن يتساوى قاعد عن الجهاد حيث تتوفر شروطه وقاعد عن الجهاد حين تتوفر شروطه».

وأجاب قاسم عن تساؤله «لو قعد الإمام عليه السلام في موضع القيام فكان وحاشاه مقصرا، ولو قام في موقع العقود فكان وحاشاه مقصرا. لكن الإمام لا يقوم في مورد القعود ولا يعقد في موقف القيام. ولو قام الإمام كشف ذلك بأن الموقف موقف قيام، وإن قعد كشف أن المورد مورد قعود... لذلك فهما إمامان سواء أقاما أو قعدا، قام أحدهما أو قعد أحدهما، ذلك لأن أحدهما لا يفعل ما لا يرضي الله، ولا يخطأ التشخيص في الموقف وهذا شأن المعصوم (ع) أما غيره فقد يقعد في مورد القيام ويكون معذورا ويقوم في موقع القعود ويكون معذورا بعد الجهد والمشورة». ولفت قاسم إلى ان «الأئمة عليهم السلام لا يتخلون عن المسئولية، ومع ذلك نحن نجد التفاوت في مواقفهم، وفي موقف الواحد منهم، كما في حياة الإمام الحسن (ع) قام للجهاد ثم رأى التوجه إلى الصلح. وهناك أتباع متعبون للأئمة، إن قام الإمام قعدوا، وأصروا على القعود، وإن قعد أصروا على القيام! وهناك في الأئمة من يخطأ في التشخيص، ومن غيرته على الإسلام قد يجره ذلك إلى التجرأ على الإمام كما حدث في موقف الإمام الحسن (ع)».

وعرج قاسم للحديث عن استشهاد القيادي في حزب الله عماد مغينة مشيرا إلى أنه «رجل من رجالات الظل، وهؤلاء لا يريدون في العادة غير وجه الله سبحانه وتعالى... لا إلى التصفيق والمديح، وإنما التوجه إلى الباري وحده. فقد يسرق الضوء نظره فيصرف توجهه عن الله ويتحول مجاهدا من أجل الظهور في الواقع، ورجال الظل ممتحنون لأن النفس قد تحدثهم، ولكنهم قد يكبرون على ذلك لأنهم لا يعبدون إلا الله ولا يرون في المخلوق ما يستحقه من عبادة».

وأضاف «ماذا يملك هذا المعبود حتى يعبد، ويخاف؟ عماد مغنية كان مطلوبا منذ عشرات السنين وكما تقول بعض التقارير من 42 دولة، ولكن له أجله، فهناك رجال يعيشون في قلب المعركة فيكونون أكبر الناس أعمارا، ورجال يعيشون في الأجواء المخملية ويكونون أسبق الناس إلى الموت (...) وكان يتربص به المال والمكر الأميركي والعيون الأميركية والدسائس الأميركية، ومع كل ذلك كان الرجل صابرا عليه... والمال الأميركي وعيون أميركا دائما موجهة لتصفية رجال الإسلام تصفية جسدية أو روحية».

وقال قاسم: «أولئك رجال لا يموتون إلا وقد أنجبوا أبطالا ومجاهدين أمثالهم، فهم يبقون من خلال موتهم العالي الإيجابي ويبقون من خلال النسل الكبير الممتد... نسل الأبطال والمجاهدين من صناعة وعيهم وجهادهم. والرجل الأمة لا يموت لتفنى الأمة، لأنه لا يموت إلا وورث للأمة رجال مجاهدين، وحزب الله حزب كنز، يزخر بالمجاهدين والأبطال وبقمم إيمانية واعية لا يخاف عليه، وإن الأمة التي منها هذا الحزب فهي أمة منجزة، والجهاد قائم حتى هزيمة الطغاة من بني صهيون. وقالت أميركا أن الدنيا أكثر أمانا من عماد مغنية، ولكن هذا صدق بالنسبة إلى الطغاة الظلمة المفسدون في الأرض».

العدد 1989 - الجمعة 15 فبراير 2008م الموافق 07 صفر 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً