رحب الزعيم الليبي معمر القذافي بفكرة تعميق التعاون بين الدول المطلة على البحر المتوسط لكنه قال إن الشراكة المقترحة بين شمال وجنوب البحر التي أيدها زعماء الاتحاد الأوروبي أمس الأول (الجمعة) تواجه خطر «الإجهاض».
وطرح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل خطة لإقامة اتحاد متوسطي خلال قمة للاتحاد الأوروبي في بروكسل في وقت سابق غير أن الخطوط العريضة للخطة كانت أكثر تواضعا من نسخة أكثر طموحا اقترحتها باريس في البداية.
وكانت ألمانيا تخشى أن يؤدي المشروع الأصلي الذي كان يدعو إلى إقامة تجمع أصغر لدول مطلة على البحر المتوسط له تسع وكالات جديدة وبنك إلى انقسام الاتحاد الأوروبي وسحب أموال مشتركة لفائدة عدد قليل من الأعضاء ومستعمراتهم السابقة.
وقال القذافي إن الاتحاد في شكله الجديد يواجه مخاطر السير في طريق عملية برشلونة نفسه وهي مبادرة لتعزيز العلاقات بين الشمال والجنوب وتحفيز اقتصادات دول جنوب المتوسط لتحقيق مزيد من النمو وتعزيز الديمقراطية وتحرير التجارة لكنها فقدت زخمها على ما يبدو.
وقال القذافي «فكرة تعاون حقيقي بين الدول المطلة على بحر واحد (...) مثل البحر المتوسط على غرار مبادرة الرئيس ساركوزي تستحق التأييد». وتابع «وقد تحمست لها جدا بدوري. إلا أن الفكرة تتعرض الآن على ما يبدو لإجهاض أو التمييع. وقد تسير في المنحى نفسه الذي سارت فيه مسيرة برشلونة التي فشلت ... وماتت على رغم أنها لم تدفن».
وأضاف أنه لكي تنجح فكرة الاتحاد الجديد فينبغي لهذا الاتحاد أن يوفر فوائد مادية لأعضائه وأن يقتصر فقط على الدول الأوروبية المطلة على البحر المتوسط والدول الإفريقية المطلة على البحر المتوسط.
وقال إن الفكرة ينبغي أن «تتجنب طرح الخرائط الامبريالية القديمة المبغوضة مثل العثمانية والرومانية والقرطاجنية والإسلامية وخرائط الاستعمار الحديث».
العدد 2018 - السبت 15 مارس 2008م الموافق 07 ربيع الاول 1429هـ