التطورات الحالية على الساحة البحرينية دليل واضح على عدم فاعلية الحركات المجتمعية والسياسية على كل المستويات لتعزيز الوحدة الوطنية وبناء الإنسان البحريني المسلم الذي يحرص على حفظ دينه قبل وطنه، فقتل النفس محرم في ديننا الحنيف كما هو في بقية الأديان السابقة، وقيام مجموعة قليلة من هذا المجتمع بممارسة هذه الفعلة الشنيعة يستوجب منا جميعا مراجعة الخطاب الديني الموجه إلى الشباب حتى لا يكونوا ضحايا توجهات انتقامية من بعض الفئات لإشعال نار الفتنة في هذا البلد الآمن، وأن العابثين بأمن هذا البلد يحاولون إضفاء اللون البطولي والجهادي على مثل هذه الجرائم حتى تتم السيطرة على عقول الشباب وتوريطهم مع الجهات الأمنية.
لذلك يجب على العقلاء حقن دماء المسلمين عن طريق وعي الشباب بخطورة هذه الجرائم على أمن هذا المجتمع الذي هو جزء منه، فنبذ العنف وحده لا ينفع بل عمل وطني وديني خالص من أجل شبابنا الحاضر والمستقبل، وعليه يجب أن يكون هدفنا هو العيش معا رغم اختلافاتنا لأجيال قادمة طويلة متحابين ومتعاونين من أجل نهضة وطننا الذي هو وطن الجميع ونهضة أبنائنا وأحفادنا، ولا نلتفت إلى من حولنا ممن يريدون الوقوع بنا في مطبات لا يحمد عقباها، فنحن صناع الخير لمن بعدنا فلننصفهم من الآن وإلا سنبكي على اللبن المسكوب.
أحمد عبدالله حاجي
نائب سابق
العدد 2077 - الثلثاء 13 مايو 2008م الموافق 07 جمادى الأولى 1429هـ