العدد 2077 - الثلثاء 13 مايو 2008م الموافق 07 جمادى الأولى 1429هـ

مِن رَهبَةِ النَّوَافِذِ المُغلَقة... جَاء!

كَانَ غَريبا فِي حَضرَةِ الغُربَاء، تَلَقَّفت خُطواتِهِ العُيُونُ بِجُحُودٍ وَإِنكَار، فَمَا كَانَ مِنهُ إِلاَّ أَنَّ رَتَّبَ هِندَامَهُ مُسرِعَا، وَكَأَن لاَشَيءَ فِي الأُفقِ يُقلِقُ، سِوى تَمتمَةِ الرِّيَاح العَقفا ، ثُمَّ استَوَى جَالِسَا عَلى مَقعدِ الإِصغَاءِ، وَمَا الضَّيرُ فِي ذَلك، فَكُلُّ مَقَاعِد الحُضُورِ هِيَ لِلإِصغَاءِ فَقط!

جَلَسَ (الذَّاتُ)، وَبِجِوَارِهِ العديدُ مِن الوجوه الأرضية، كَانَ (الكُلُّ) أَوطَان مَاخَلاه، أَرَادَ أَن يَستَمِعَ لِلتقرير الَّذي سَتُدلِي بِهِ (الأرقَامُ المتعجرفة)، وَهُو يَهمسُ فِي وجدانِه: يَا لِلسُّخرية... جَسدٌ أُتخِمَ مِن ألوانٍ ثقافيةٍ متعددة... يملِكُ إدارة أمر الخاص والعام، بكبسة زرٍ بسيطة.

أَرَادَ أَن يَستَمِع بِالفِعل، لَكِنَّه لَم يَتَمَالََك نَفسه:

- كَفى

- الحُضُور: اِصمت... لِمَاذا تَمَرَّدت وَأَتيت إِلى هُنَا، إِن كُنتَ لَن تلتَزِم الصَّمت؟!

- لأكُون ...لا لألبَسَ دِثَار الجُبناء.

- وَطنٌ قَانِع: اِجلس يَا رفيقي... فَأنَا بِالأَمسِ صَارَخت وكافحت، وَمَا كَانَ مِن حالِي، سِوى ما تراهُ، مِن ديونٍ أثقلت كاهِلَ الأرض.

- رُبَّمَا لَم تَكُن مُحَاولَتُك ذَات إخلاص، أَعِد مَجدك بِالشَّرف.

هُدوء (هتفت الأرقام المتعجرفة، ثُمَّ واصلت الحديث)، و(الذَّاتُ) لا يَفقهُ مَا تَقُول، أَو لا يُريدُ ذَلك...أَعَادَ هُو تجربةَ التِّكرار، ولا أعلمُ مَا آلت إِليه التَّجربة، إِلاَّ أَنَّ الوَطن المُمزَّق وَالقَانِع وَالإقصائِي... رَأى على مقعده ورقة مكتوبا فيها: سَأكُون، رُغما عَن أنفِك/ـهِ ... لاَ أَركَع. ضَحِك الجميع ... «انتهى».

ربما سيرى البعض ما كتبت جنونا، ولكن بالله عليكم... أحضروا لي جنونا أعمق مما نحن فيه.

باقر درويش

العدد 2077 - الثلثاء 13 مايو 2008م الموافق 07 جمادى الأولى 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً