العدد 2659 - الخميس 17 ديسمبر 2009م الموافق 01 محرم 1431هـ

اليمن: عدد قاطني أكبر مخيم للنازحين يتضاعف

منظمات غير حكومية تحذر من استغلال الأطفال في الصراع

تضاعف عدد قاطني أكبر مخيم للنازحين في اليمن مرتين خلال الأسابيع الماضية في ظل اشتداد المواجهات بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين، حسب المسئولين، فيما تناولت منظمات غير حكومية خطر استغلال الأطفال في الصراع.

وقالت قائدة فريق المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين مي برازي، في حرض (على بعد 20 دقيقة بالسيارة من المخيم) لشبكة الأنباء الإنسانية «إيرين»: «لدينا الآن نحو 20 ألف نازح في مخيم المزراق (1) في منطقة الاستقبال وحدها... لقد قمنا بتوسيع المخيم للمرة الثالثة، ولكن لن نتمكن من إيواء كل القادمين الجدد وسنضطر إلى نقل بعضهم إلى مخيم المزراق (3)».

ووفقا لتقرير أصدره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية «أوتشا» في 19 نوفمبر/ تشرين الثاني حول أوضاع النازحين في شمال اليمن، كان نحو 10 آلاف نازح في مخيم المزراق (1) يحصلون على المساعدات الغذائية. كما أن مخيما للنازحين تابعا للحكومة في محافظة عمران المجاورة يعاني بدوره من الاكتظاظ الشديد ويقع في موقع خطر بالقرب من ساحة المعارك.

من جهة أخرى، قامت اللجنة الدولية للصليب الأحمر وجمعية الهلال الأحمر اليمني بفتح مخيم جديد في صعدة، يدعى مخيم «الجبانة» تبلغ قدرته الاستيعابية نحو ألف نازح. ويعتبر هذا المخيم هو الخامس الواقع تحت إشراف اللجنة الدولية للصليب الأحمر وجمعية الهلال الأحمر اليمني أما الأربعة الآخرين فهم مخيم «الإحصاء» و»الطلح» و»سامط في ضواحي صعدة ومخيم «مندبة» في مديرية باقم الذي أقيم قبل أكثر من شهر مضى.

وتقدر منظمات الأمم المتحدة عدد النازحين الذين اضطروا لمغادرة ديارهم بسبب الحرب بنحو 175 ألف شخص، استقر معظمهم خارج مخيمات النازحين.

وفي مشهد متصل، وفي ملصق كبير معلق في مؤتمر صحافي يظهر صبي يمني يرتدي عباءة بنية تقليدية ويحمل جهاز تفجير في إحدى يديه، ويرفع بيده الأخرى ثوبه للكشف عن حزم ملفوفة حول ساقيه. إنه يبدو تماما كما ذكرت الصحف اليمنية: طفل انتحاري. والكتابة الموجودة أعلى الملصق تقول: «لا لاستغلال الأطفال لأعمال التخريب والإرهاب».

وقف أكرم (9 أعوام) وهو صاحب الصورة الموضوعة على الملصق، أمام الميكروفونات أثناء تجمع حشد من المسئولين والجماعات المعنية بحقوق الأطفال والصحافيين في صنعاء الشهر الماضي لحضور أول مناقشة مفتوحة بشأن الأطفال الجنود في اليمن، ويقول في كلمته: «استغلال الأطفال في الحرب أمر خاطئ».

وتقدر جماعات حقوق الطفل أن عدة آلاف من الأطفال الجنود شاركوا في الحرب بين القوات الحكومية والحوثيين في شمال اليمن منذ عام 2004.

وفي اليوم التالي للمؤتمر الصحافي، أخبر والد أكرم شبكة الأنباء «إيرين» أن ابنه لم يحمل متفجرات قط حيث قال: «قنبلة؟ لا ... لم تكن هناك أية قنبلة. لقد كان يحمل 30 صاعقا، ولكن لم تكن هناك متفجرات».

وأفاد أكرم أن شخصا تربطه به قرابة من بعيد طلب منه توصيل مجموعة من الأسلاك إلى صديق في المدينة القديمة بصعدة. وأضاف أكرم: «قال لي:>هذه ليست سوى أسلاك>. ثم ربط الأكياس حول ساقي ووضع شيئا في جيبي».

الأطفال في الصراعات:

ولكن بغض النظر عن حقيقة ما كان أكرم يحمله، فإن استغلاله كطفل جندي في اليمن ليس حالة فريدة من نوعها. فثقافة حمل الأطفال تحت سن 18 للسلاح متأصلة في المجتمع القبلي في اليمن.

ومن الشائع أن نرى في جميع أنحاء اليمن أولادا تتراوح أعمارهم بين 13 و14 عاما يحملون بنادق كلاشنيكوف ويركبون مع أفراد من قبيلتهم في الجزء الخلفي من شاحنة صغيرة.

وتتهم الحكومة الحوثيين باستخدام الأطفال كجنود وتجنيد الصبية الآخرين في المدارس في محافظة صعدة للانضمام إلى حركة الشباب المؤمن.

مسألة ثقافية:

ومع أن الحد الأدنى الرسمي لسن الانضمام إلى الجيش هو 18 عاما ولكن القبائل التي تسلحها وتمولها الحكومة لمحاربة الحوثيين إلى جانب الجيش تستخدم الأطفال في كثير من الأحيان أيضا.

وقال المدير القطري لمنظمة إنقاذ الطفولة في اليمن أندرو مور إن «الحكومة لا تتعمد تجنيد القاصرين في الجيش، ولكن الميليشيات القبلية التي توظفها الحكومة تستخدم الأطفال الجنود ... إنها مسألة ثقافية عميقة، ولكن إذا لم نتحدث عنها، فإنها لن تتغير أبدا».

العدد 2659 - الخميس 17 ديسمبر 2009م الموافق 01 محرم 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً