العدد 463 - الجمعة 12 ديسمبر 2003م الموافق 17 شوال 1424هـ

قمة المعلوماتية: جنيف بين الطموح الرقمي وهاجس الحفاظ على الهوية

اختتمت قمة المعلوماتية يوم أمس الثاني عشر من ديسمبر/ كانون الاول 2003، على أمل أن تعقد القمة المقبلة في العاصمة التونسية بعد عامين.

وكان مشروع خطة العمل يهدف إلى النهوض باستخدام المنتجات والشبكات والخدمات وتطبيقات الاتصالات التكنولوجية من أجل مساعدة البلدان الفقيرة على تجاوز ما يسمى «الفجوة الرقمية».

ومفهوم مجتمع المعلومات آخذ في التطور، وتختلف المجتمعات في العالم من ناحية ما بلغته في هذا المجال. وتلعب الحكومات دورا رئيسيا في وضع وتنفيذ خطط الكترونية وطنية، تستشرف آفاق المستقبل. كما ينتظر من القطاع الخاص ان يضطلع بدور مهم في نشر تكنولوجيا المعلومات.

خطة طموحة

وفي إطار الخطة الطموحة لتحسين وتسهيل الوصول في مجال تكنولوجيا المعلومات، وضعت أهداف محددة تتمثل في توصيل الجامعات والكليات والمدارس ومراكز البحوث العلمية والمكتبات العامة ومراكز الثقافة والمتاحف بهذه التكنولوجيا، إضافة إلى ذلك يطمح بتوصيل مكاتب البريد والارشيفات والمراكز الصحية والمستشفيات والإدارات الحكومية بهذه التقنية.

من الجانب التربوي يؤمل تعديل المناهج المدرسية لمواجهة التحديات التي يفرضها مجتمع المعلومات. فيما يتطلب ذلك التشجيع على تطوير المحتوى وتيسير استخدام كل لغات العالم على شبكة الانترنت، وتأمين تمتع أكثر من نصف سكان العالم بالوصول إلى تكنولوجيا المعلومات من أماكن قريبة.

ومن أجل ذلك لابد من توافر بنية تحتية تحقق سهولة الوصول في كل مكان وبكلفة معقولة. كما ينبغي معالجة الاحتياجات الخاصة بكبار السن والمعوقين والأطفال، وغيرهم من الفئات المحرومة والضعيفة، وتشجيع انتاج معدات وخدمات ليتمكن الجميع من النفاذ بسهولة وبكلفة معقولة. كما ينظر إلى ضرورة استحداث تقنيات تيسر نفاذ الناس إلى تقنية المعلومات بما يخفف من التحديات التي تفرضها الأمية، وذلك من خلال تعزيز برامج محو الامية الالكترونية للجميع.

وللاستفادة من مجتمع المعلومات لابد ان تتوافر لكل فرد المهارات التي تساعده على الاستفادة الكاملة من هذه الامكانات التي يوفرها مثل هذا المجتمع، ما يتطلب وضع برامج لبناء الطاقات مع التركيز على بناء كتلة حرجة من المهنيين والخبراء المؤهلين في تكنولوجيا المعلومات وتزويد الشباب بالمعرفة والمهارات اللازمة.

ومن أجل تعظيم المنافع الاجتماعية والاقتصادية لمجتمع المعلومات لابد من خلق بيئة قانونية وتنظيمية وسياسية جديرة بالثقة وتتصف بالشفافية وعدم التمييز، وتتيح الفرصة للمنافسة.

فوائد شاملة

يمكن ان تدعم تطبيقات تكنولوجيا المعلومات التنمية المستدامة في مجالات الادارة العامة والأعمال التجارية والتعليم والتدريب والعمالة والصحة والبيئة والزراعة. ومن ضمن ذلك الحكومة الالكترونية التي تركز على تطبيقات تهدف إلى الابتكار وتحسن الكفاءة، ووضع مبادرات وخدمات تتفق مع احتياجات المواطنين، ودعم مبادرات التعاون الدولي من أجل تعزيز الشفافية والمساءلة على جميع المستويات الحكومية.

ويعول كثيرا على إقامة أنظمة الرعاية الصحية وأنظمة معلومات صحية معتمدة وفي متناول الجميع، وتعزيز التدريب المتواصل والأبحاث الطبية إن في مجال الصحة العامة أو الوقائية. كما يمكن الانذار بالأمراض السارية ورصد انتشارها وتحسين أنظمة الرعاية الصحية لتشمل المناطق النائية والفقيرة.

التنوع الثقافي والهوية

يعتبر التنوع الثقافي واللغوي عاملا محفزا على احترام الهوية الثقافية والتقاليد والاديان، وهو عامل جوهري في تطوير مجتمع المعلومات القائم على أساس التعاون والحوار بين الحضارات. وذلك ما يستدعي وضع سياسات تدعم احترام التنوع الثقافي واللغوي وتعززه، إلى جانب تعهد القدرات المحلية وتوزيع البرمجيات باللغات المحلية وتوثيق وحفظ التراث المحلي، وتعزيز قدرات الشعوب على وضع المحتويات بلغاتها المحلية.

البعد الأخلاقي

ينبغي أن يخضع مجتمع المعلومات لقيم معترف بها دوليا، وأن يسعى إلى تحقيق الصالح العام وتجنب إساءة استعمال تكنولوجيا الاتصالات. كما يجب ان يسعى الجميع إلى حماية الخصوصية والبيانات الشخصية واتخاذ إجراءات وقائية مناسبة يحددها القانون لمنع سوء استخدام هذه التقنية، من قبل التصرفات العنصرية أو التمييز والعنف والكراهية واستغلال الأطفال في مواد اباحية والاتجار بالاشخاص. كما ينبغي اتخاذ الإجراءات اللازمة لتعزيز احترام السلم والنهوض بالقيم الأساسية: من حرية ومساواة وتضامن وتسامح وتقاسم المسئولية.

القمة المقبلة في تونس

سيعقد اجتماع تحضيري في النصف الأول من العام المقبل لاستعراض قضايا مجتمع المعلومات والاتفاق على هيكل العمل للقمة العالمية لمجتمع المعلومات ما يستدعي صوغ وثائق نهائية ملائمة استنادا إلى نتائج قمة جنيف، لدعم عملية بناء مجتمع معلومات عالمي وتقليص الفجوة الرقمية وتحويلها إلى فرص رقمية، ومتابعة وتنفيذ خطة عمل جنيف على الأصعدة الوطنية والاقليمية والدولية

العدد 463 - الجمعة 12 ديسمبر 2003م الموافق 17 شوال 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً