قال العالم المغربي كمال الودغيري العضو بفريق علماء وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» الذي ساهم في إنجاح عملية إنزال المسبارين «سبيريت» و«أبور تيونيتي» على سطح المريخ «إن استكشاف الفضاء ينسجم تماما مع نظرة الدين الإسلامي الحنيف إلى العلم».
وأوضح مهندس الاتصال المغربي في «ناسا» في تصريحات نقلتها عنه وكالة الأنباء المغربية الرسمية أن هذه «القناعة هي التي تحفزني على ما أقوم به من عمل»، مشددا على «الأهمية التي يوليها الدين الإسلامي من جهة لتحصيل المعرفة والبحث العلمي، وللانفتاح أيضا على الثقافات والحضارات الأخرى» من جهة ثانية.
وقال الودغيري الذي حقق حلما طالما راوده منذ الصغر حينما ظهرت الصور التاريخية للكوكب الأحمر التي نقلها المسباران «سبيريت» و«أبورتيونيتي» أنه «حينما نحدد هدفا ونثابر من أجل تحقيقه فإن التوفيق يحالفنا حتما بإذن الله».
وعن المهمة الفضائية التي يشارك فيها منذ بداية التخطيط لها، قال العالم المغربي «إن هدفها الرئيسي يتمثل في استكشاف إمكانات وجود مياه وبالتالي وجود شكل أو أشكال من الحياة على المريخ موضحا أن مهمة المسبارين كانت ناجحة بشكل فاق كل توقعات العلماء بمختلف تخصصاتهم ليس لأن المسبارين نزلا في المكان المحدد لهما مسبقا من طرف وكالة الفضاء الأميركية فقط بل لكونهما حطا فوق منطقة صخرية تشكل أهمية كبيرة في تحليل سطح هذا الكوكب أيضا، مذكرا أن «وكالة ناسا اختارت إرسال مسبارين في الوقت نفسه للرفع من فرص نجاح المهمة بالنظر إلى الصعوبات الخاصة التي تعترض هذا النوع من المهمات مشيرا إلى أن الاتصال جار مع المسبارين الذين يرسلان جملة من المعطيات إلى الوكالة التي يوجد مقرها في مدينة باسادينا بولاية كاليفورنيا في الجنوب الغربي للولايات المتحدة الأميركية.
وفي رده على سؤال عن المدة التي ستستغرقها مهمة استكشاف المريخ الحالية أشار الودغيري إلى أنه تم تحديد 90 يوما لإنجاز هذه العملية اعتبارا للصعوبات التي يتوقعها علماء «ناسا» بسبب العواصف الرملية التي تهب عادة على سطح المريخ، وما يخلفه تراكم الغبار فوق الألواح الشمسية للمسبارين ما يهدد بتقليص فعالية البطاريات التي تشغلهما والتي تغذي مختلف الآلات والمحركات بالطاقة الشمسية، مشيرا كذلك إلى ما اعتبره صعوبات أخرى يتعين على العلماء تخطيها وعلى رأسها الاختلافات الكبيرة في درجة الحرارة على سطح الكوكب الأحمر (المريخ) بين ساعات النهار وساعات الليل التي قد تصل في الكثير من الأحيان إلى 150 درجة.
وأوضح الودغيري أن المعلومات الواردة من كوكب المريخ تصل أيضا إلى المركز الفضائي عبر الأقمار الاصطناعية الأميركية مثل «مارس غلوبال» و«سيرفايفور» و«أوديسي» المجهزة بكاميرات خاصة بالإضافة إلى القمر الاصطناعي الأوروبي «مارس إيكسبريس» الذي يوجد هو الآخر على المدار حول الكوكب الأحمر.
وبما أن إرسال رحلات مأهولة نحو كوكب المريخ غير وارد حاليا فإن قطاع الاتصالات يمثل محط اهتمام حيوي في مجال استكشاف الكوكب. ولهذا اضطلع المهندس المغربي بدور مهم في إنجاح مهمة المسباري «سبيريت» و«أوبورتيونيتي» إذ كان عضوا في فريق «تايغر تيم» الذي نجح في ربط الاتصال بين الرجلين الآليين والمركز الفضائي بمدينة باسيدانا عندما توقف تدفق المعلومات.
ووفقا لما نقلته وكالة الأنباء المغربية فإن العالم المغربي كمال الودغيري الذي استقر في الولايات المتحدة في نهاية الثمانينات لمواصلة دراسته العليا في قطاع الاتصالات بجامعة كاليفورنيا الجنوبية يشغل حاليا منصب مدير مشروع في إطار برنامج استكشاف كوكب المريخ الذي تقوم به «ناسا»، إلى جانب ذلك يمارس خلال ساعات فراغه رياضة الجري إذ شارك في الكثير من سباقات المارثون واختير باعتباره عداء متميزا للمشاركة في ماراثون لوس أنجليس الذي سيجري في مارس المقبل
العدد 519 - الجمعة 06 فبراير 2004م الموافق 14 ذي الحجة 1424هـ