اصغ، فهذي دعوة النفيرِ
توغل في القلب وفي الضمير
وموكب الحجيج إذ تهادى
يرفل بالشوق وبالسرور
وحدي أنا عدت إلى مكاني
محسورة، مكسورة الشعور
ليت نفير الحج إذ تناهى
في الأفق كان صوته بشيري
يا حادي الحجاج سر بالقافلة
واسع بها نحو الديار الفاضلة
وبالمواقيت تريث ساعة
فهي على البيت الحرام مقبلة
لتسبغ الإحرام بعد غسلها
ثم تغذ سيرها مهللة
حتى إذا حلت ببطن مكة
والكعبة الغراء صارت ماثلة
مضت إليها لتطوف سبعة
نابذة لهو الحياة العاجلة
طائعة لله ترجو فضله
صادعة بأمره ممتثلة
للسعي، ثم للمبيت بمنى
للرمي، للهدي تراها مكملة
ثم إلى قبر النبي المصطفى
وآله الأبرار تغدو آملة
وحدي أنا زادي ما هيأته
ولم أهيئ للذهاب راحلة
فكيف بالركن تجاب دعوتي
أم كيف أرقى في الدعاء منزلة
ناهيك عن زمزم أن أرشفه
والحجر الأسود أن أقبّله
يا ليتني كنت مع الوفد ولو
أذهب للبيت الحرام راجلة
معصومة المهدي
العدد 504 - الخميس 22 يناير 2004م الموافق 29 ذي القعدة 1424هـ