وقّع السفير العراقي في البحرين غسان محسن حسين مع مدير مقاولات فخرواي عبدالكريم فخراوي، عقد إنشاء مبنى السفارة العراقية في البحرين على أرض بالقرب من مقر بيت الأمم المتحدة بمنطقة الحورة. وتبلغ كلفة إنشاء المبنى الجديد 3 ملايين و295 ألف دينار بحريني.
وكشف السفير العراقي خلال توقيع العقد يوم أمس (الخميس) بمبنى السفارة الحالي، عن أن هذه الأرض مُنحت للحكومة العراقية في العام 1984 من قبل أمير البحرين آنذاك الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، وذلك في مقابل حصول الحكومة البحرينية على أرض خاصة لسفارتها بالعراق.
من جانبه، أكد مدير مقاولات فخراوي أن البدء في الأعمال الإنشائية للمبنى سيكون بعد أسبوع أو 10 أيام على أقصى تقدير.
السقية - علي الموسوي
وقّع السفير العراقي بالبحرين غسان محسن حسين مع مدير مقاولات فخراوي عبدالكريم فخراوي، عقد إنشاء مبنى السفارة العراقية الجديد في البحرين، والذي سيتم إنشاؤه في الأرض الواقعة بين مقر الأمم المتحدة والسفارة الفرنسية بمنطقة الحورة، إذ تبلغ مساحة الأرض 6420 مترا مربعا، وتقدّر تكلفة الإنشاء بـ3 ملايين و295 ألف دينار بحريني، ومن المتوقع الانتهاء من عمليات البناء بعد 20 شهرا، بحسب العقد الذي وقعه السفير العراقي وفخراوي، أي في شهر أكتوبر/ تشرين الأول من العام المقبل.
إلى ذلك، كشف السفير العراقي خلال توقيع العقد يوم أمس (الخميس) بمبنى السفارة الحالي بمنطقة السقية، كشف عن أن الأرض منحت للحكومة العراقية في العام 1984، في مقابل إعطاء الحكومة أرضا للسفارة البحرينية في العراق، مبينا أن ذلك كان إبان فترة حكم الأمير الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، وعلى مبدأ «المقابلة بالمثل».
وقال حسين إن العمل على إنشاء المبنى الجديد بدأ قبل 3 أعوام، إذ عرض الأمر على وزارة المالية ووزارة الخارجية، وذلك من أجل إدخال المشروع ضمن الخطة الاستثمارية للعراق، موضحا أنهم كانوا يطمحون منذ زمن بعيد في تعمير هذه الأرض، وإنشاء مبنى خاص بالسفارة، لكن الظروف التي مرّت بها العراق طوال السنوات الماضية، لم تكن تسمح بذلك، أما الآن فإن الفرصة مؤاتية لإقامة مثل هذا المشروع.
وأشار حسين إلى أن التصاميم والرسومات استغرق القيام بها قرابة عام كامل، لافتا إلى أن الواجهة الأمامية للمبنى ستتسم بالرسوم الجدارية البابلية، وستعكس الحضارة العراقية الأصيلة، وذلك ما سيميّز مبنى السفارة عن بقية السفارات في البحرين، مؤكدا في الوقت نفسه أن هناك بعض الحضارات تذبل وتزول مع مرور الأعوام، لكن الحضارة البابلية والسومرية وغيرها من الحضارات، مازالت باقية حتى اليوم.
وذكر السفير العراقي أنهم استعانوا بأحد كبار النحّاتين العراقيين في تصميم المبنى، وهو محمد غني حكمت، الذي اشتهر بتصميمه لنصب الحرية في العراق.
وبيّن السفير العراقي أنه إلى جانب النحات العراقي حكمت، فقد أشركوا 9 مهندسين آخرين، 5 منهم يعملون في العراق، و4 يعلمون في السفارة العراقية في البحرين، فهم الذين اختاروا الشركة الاستشارية للمشروع، ذلك إلى جانب اللمسات الفنيّة التي وضعها السفير، باعتبار أنه فنان تشكيلي.
وأفاد السفير العراقي بأن المبنى يتكون من 3 طوابق، إلى جانب الطابق الأرضي، إذ سيحتوي المبنى على مواقف خاصة للسيارات، مبينا أن شركة «سبكتروم» هي التي قامت بعمل الرسوم الخاصة بالمبنى.
وعن الجهة التمويلية للمشروع، أكد حسين أن التمويل عراقي 100 في المئة، والحكومة العراقية رصدت موازنة تقدر بـ3 ملايين و250 ألف دينار لإقامة مبنى السفارة الجديد، إلا أن أقل العطاءات التي تقدم بها المقاولون، كانت 3 ملايين و295 ألف دينار، وذلك أقل من المبلغ الذي رصدته الحكومة، مشيرا إلى أن هذا المبلغ رصدته الحكومة قبل 3 أعوام تقريبا.
وأبدى السفير العراقي استعداده لتقديم أية مساعدة لمقاول البناء طوال الفترة المتبقية له في البحرين، إذ من المقرر أن ينتقل إلى العاصمة العراقية بغداد خلال الأشهر المقبلة. وأضاف: «كانت لديّ أُمنية هي أن يتحقق هذا المشروع، وننشئ مبنى للسفارة العراقية، قبل أن أغادر البحرين».
من جهته، أكد مدير مقاولات فخراوي عبدالكريم فخراوي أن العمل في إنشاء مبنى السفارة العراقية سيبدأ بعد أسبوع أو 10 أيام على أقصى تقدير، مبينا أنهم ينتظرون رسالة من السفارة العراقية للبدء في الإنشاء، إذ إنه لابد من الانتهاء من الإجراءات الخاصة بالأرض.
وأشار فخراوي إلى أنهم لا ينظرون إلى الأمور المادية في عملية الإنشاء، بقدر ما يسعون إلى توثيق الحضارة العراقية، وإنشاء مبنى يعكس تلك الحضارة الخالدة، آملا في أن يتم إنجاز المشروع في الفترة المحددة له، وأن يكون العمل في المستوى الذي تطمح له الحكومة العراقية، ويحصلوا على الثقة المرجوة.
وعمّا إذا كانوا سيقومون بشراء مواد البناء والسيراميك من العراق، أوضح فخراوي أن جميع المواد متوافرة في البحرين، ولكن ذلك لا يمنع من استيراد بعض المواد إذا تطلب الأمر، مشيرا إلى أنهم سيعرضون الأشكال المختلفة للسيراميك على السفارة العراقية، وإذا رغبت في جلبها من الخارج فلا مانع من ذلك.
وقال فخراوي: «إن هذا العمل يعد تحديا بالنسبة إلينا، وخصوصا أننا سنجسد حضارة بأكملها في مبنى»، مؤكدا أنه بعد الانتهاء من عملية إنشاء المبنى الجديد للسفارة سيضاف العمل إلى سجل إنجازاتهم.
يشار إلى أن مقاولات فخراوي فازت بمناقصة بناء السفارة العراقية، إذ بلغت قيمة عرض المناقصة 3 ملايين و295 ألف دينار بحريني، أي ما يعادل 10 مليارات دينار عراقي
العدد 2352 - الخميس 12 فبراير 2009م الموافق 16 صفر 1430هـ