اتهمت صحيفة جزائرية مقربة من المؤسسة العسكرية الحاكمة المغرب بتدبير مؤامرة «خطيرة» لإغراق الجزائر بالمخدرات والقنب الهندي، معتبرة أن الهدف من وراء ذلك مؤامرة تهدف إلى «تخريب الشباب الجزائري ومن ثمة رهن مستقبل البلاد وإضعافها في مواجهة التحديات».
ونشرت صحيفة «لكسبريسيون» الناطقة بالفرنسية والمقربة من دوائر المؤسسة العسكرية الجزائرية على الغلاف صورة للعاهل المغربي الراحل الملك الحسن الثاني وكتبت تحتها بعنوان عريض «تهريب المخدرات: وزراء مغاربة متورطون». وقالت في تقرير موسع نشر على صفحتين «إن ما تقوم به المملكة الشريفة وهي لقب المغرب من إغراق للمجتمع الجزائري في المخدرات شبيه بما قامت به «إسرائيل» عبر قوات «تساهال» بين العامين 1976 و1996 من تهريب للمخدرات إلى مصر، واتهمت جهاز المخابرات المغربي بالإشراف على هذه المهمة التي أطلقت عليها «عملية غزو» مغربية للجزائر من خلال تسريب العشرات من الأطنان من القنب الهندي، وهو من المخدرات قليلة المفعول».
الصحيفة أشارت في تقريرها الموسع هذا إلى اسم وزير الداخلية المغربي السابق إدريس البصري الذي قالت: إنه «كان رجل المهمات القذرة للملك الحسن الثاني»، وقالت: إنه كان يشرف شخصيا على «شبكة المخدرات» في المغرب، متهمة إياه بالوقوف وراء زراعة مئات الهكتارات من القنب الهندي على الحدود المغربية مع الجزائر لتسهيل عملية التهريب إلى الجزائر، وأن عددا من الوزراء في الحكومات المغربية المتعاقبة في عهد الملك الراحل اغتنوا بسبب تجارة المخدرات هذه.
بعد ذلك انتقلت الصحيفة إلى انتقاد الموقف الفرنسي بسبب ما اعتبرته تلكؤ قصر الإليزيه عن إدانة حليفها الرئيسي في المنطقة (المغرب) بسبب تجارة المخدرات وعدم التدخل لدى الرباط للقضاء على هذه التجارة المحظورة.
وإلى حدود كتابة هذا التقرير لم يرد المغرب بشكل رسمي على هذه الاتهامات.
تجدر الإشارة إلى أن هذا الهجوم الإعلامي على المغرب يعتبر الأعتى في الآونة الأخيرة من قبل وسائل الإعلام الجزائرية، والذي يأتي بعد فترة من الهدوء على الجبهات الإعلامية بين صحافة البلدين والتي وصلت إلى حدود اتهام صحيفة «الخبر» الجزائرية المستقلة المغرب باستيراد أسلحة متطورة ومدمرة من «إسرائيل» وبمبالغ رمزية، وبأن وزارة الدفاع الإسرائيلية وضعت أقمار تجسسها في خدمة القوات الملكية المسلحة المغربية للتجسس على التراب الجزائري والمواقع الحساسة للجيش. كما أن صحفا مغربية وعلى رأسها «الصباح» بادرت وبتشجيع عدد من المنظمات التي يرأسها مغاربة تعود أصولهم إلى الغرب الجزائري «حاليا» إلى شن حملة غير مسبوقة على الجزائر متهمة إياها باحتلال أكثر من مليون كيلومتر مربع من التراب المغربي كانت فرنسا قد ضمتها إلى الجزائر خلال احتلالها للمنطقة داعية الجهات الرسمية إلى التحرك لاستعادة هذه المناطق
العدد 633 - الأحد 30 مايو 2004م الموافق 10 ربيع الثاني 1425هـ