العدد 645 - الجمعة 11 يونيو 2004م الموافق 22 ربيع الثاني 1425هـ

قاسم يسأل عن دور المحافظات... وسلمان والقطان يتحدثان عن «الصيفية»

في خطب الجمعة أمس...

تطرق خطباء الجمعة أمس الى العطلة الصيفية المقبلة وتحدث الشيخ عيسى أحمد قاسم عن دور المحافظات وما يريده المواطن منها، كما أشار الى قضية جمعية التوعية الإسلامية التي «تتعرض لإهمال رسمي غير مبرر».

ففي خطبته بجامع الإمام الصادق بالدراز أشار الشيخ قاسم الى حاجة المحافظات لمشروعات خدمية وثقافية وتخطيط عمراني راق، موضحا أن ما تحتاجه المحافظات «ليس هو مسارح من النوع الرخيص الهدام، ولا ملاهي للتمييع والتحلل، ما تحتاجه هو توفير الإسكان الكافي واللائق، ومراكز علميَّة ومكتبات راقية تعنى بالكتاب النافع والمصادر والمراجع المعينة على البحث العلمي، وتخطيط راق يحترم ملكية المواطنين والحكم الشرعي المتعلق بالأوقاف، وجو صحي بعيد عن الملوّثات البيئية، وأمن خلقيّ خال من شبكات السرقة والمخدِّرات والجريمة عموما، في إطار بيئة جميلة تتمتع بالشوارع الفسيحة، والخضرة والنظافة ومراكز صحيَّة تُغطي الحاجة ليلا ونهارا من غير اصطفاف في طوابير طويلة انتظارا للنوبة بما يستنزف كثيرا من وقت المواطن».

كما تطرق قاسم الى العلاقة بين المجالس البلدية والمحافظات بقوله «من الضروري إنهاء حالة التداخل في الصلاحيات بين المجالس البلدية والمؤسسات الرسمية الأخرى ووضع حدود فاصلة واضحة لإنهاء هذه الحالة بما لا يحوّل هذه المجالس إلى مجالس شكلية فاقدة للصلاحية، إضافة الى العمل على الدعم المالي وإعطاء الاستقلالية الكافية للمجالس البلدية في المحافظات لتطوير الخدمات وتحسين البيئة والتقدم بمستوى المناطق، وتوفير الغطاء القانوني لصلاحيات أكبر على طريق التطور الإيجابي». داعيا الى الرجوع للسكّان في المحافظات بأخذ الرأي في المشروعات المتعلقة بها، وعدم إنشاء مشروعات تؤدي إلى التدهور الخلقي، وتلويث البيئة معنويا على رغم توجهات السكان.

من جانب آخر، تحدث قاسم عن جمعية التوعية الإسلامية وعلاقتها مع الجانب الرسمي قائلا: «حدث حريق لأكثر من مرة في جمعية التوعية يوم أن كانت تحت عهدة وزارة الداخلية، بما حوّل الجمعية إلى ما يشبه الخربة في داخلها، وأسقطت صلاحيتها للاستخدام، ثم جاء أمر ملكيٌّ مع بدايات الانفراج الأمني والانفتاح بإطلاق سراح الجمعية وإعادة مبناها الذي تتحمل وزارة الداخلية مسئوليته وتعطل الأمر في تنفيذه في دهاليز السلطة إلى اليوم». مشيرا الى أن «الجمعية لها حضور ثقافي وديني واجتماعي واسع، وحاجة المجتمع إليها ملحّة، وحاجتها هي إلى سعة المكان ملحّة كذلك، وأن تلحق بها أرض فارغة مهيئة عن يمين وشمال. وكثير من هذا استُكثر على الجمعية، وجاء التعطيل لكل هذه السنوات لمبناها تعطيلا كبيرا لدورها وفاعليتها». متسائلا «كم أُنفق على هذه الوجوه وغيرها مما يماثلها ويشبهها. والجمعية محكوم عليها بأن تبقى شبه خربة في داخلها، وأن تبقى شاهدا مخجلا على الإهمال واللامبالاة! وفي ختام حديثه عرج قاسم على «العطلة الصيفية» وضرورة استغلالها بالشكل الذي يتوافق مع المصلحة الدينية والثقافية.

وبدوره تناول الشيخ عدنان القطان في خطبته بجامع الفاتح في المنامة القضية ذاتها قائلا «إن خطورة الفراغ في الإجازة الصيفية لدى الأبناء، يلقي بالمسئولية على مؤسساتنا التعليمية والاجتماعية والخدمية، والمعنيين برعاية الشباب من الأندية والجمعيات وعلى الآباء والمربين في توظيف أوقات الفراغ عبر وضع برامج تنسجم وتطلعات الأمة». ويردف القطان قائلا «ومن الوسائل المفيدة في هذا السياق الإقبال على كتاب الله تلاوة وحفظا وتدبرا، والقراءة الهادفة في كتب الشريعة والحديث واللغة والتاريخ الإسلامي ومختلف العلوم النافعة، والقيام بالرحلات الهادفة وخصوصا زيارة الحرمين الشريفين، والاضطلاع بأنشطة العمل التطوعي المختلفة لما فيه خير الصالح العام».

وبدوره تناول الشيخ علي سلمان في جامع الإمام الصادق بالقفول ملف العطلة أيضا بقوله «في فترة العطلة الصيفية يعيش الأولاد والبنات مساحة فراغ كبيرة، وإذا لم تمتلئ هذه المساحة بالأمور الإيجابية فستمتلئ بالأمور السلبية وفق قانون طبيعي لا يسمح بوجود فراغ من دون امتلاء. فحبذا لو يدرك أولياء الأمور أن أبناءهم في حاجة إليهم الآن أكثر من حاجتهم إليهم في فترة الدراسة».

يضيف سلمان «في فترة الدراسة كان الأبناء بحاجة إلى الهدوء النفسي وتحفيز الطاقات، أما الآن فهم بحاجة إلى أولياء الأمور بشكل أكبر. على أولياء الأمور أن يقتربوا من أبنائهم أكثر، فيكثروا من وجودهم في المنزل ويكثروا من الخروج المشترك مع الأسرة. الآباء والأمهات بحاجة إلى أن يعرفوا هموم وطموحات الأبناء والبنات حتى يستطيعوا التوجيه والتربية من خلال ذلك. إننا نعرف أشكال أبنائنا الجسدية، ولكننا لا نعرف ما يدور بداخلهم، فنجهل الروح والعقل والآمال والطموح. فهم من الخارج أقرباء ومن الداخل غرباء».

وبين سلمان أن الدرس الديني «أصبح واجبا شرعيا على من يستطيع القيام به هذه الأيام، وهو جهاد في سبيل الله، فعلى المسئولين في المساجد والمآتم أن ينظموا هذه الدروس الدينية، وعلى العلماء أن يساهموا بالمناهج واختيار المدرسين والصرف من الحق الشرعي فيما توفر لهذه الأمور، وعلى أولياء الأمور أن يفكروا في مصلحة أبنائهم الروحية والأخروية فيدفعوا بهم للدروس الدينية، وعلى القائمين على هذه الدروس أن يكونوا موضوعيين فيقدموا الدرس الديني ولا يهملوا الترفيه المباح، ليعيش الأبناء والبنات حالة التوازن الإسلامية «كما تحدث عن أهمية الإرشاد الديني في الحملات التي تتجه إلى زيارة العتبات المقدسة لتعيش جوا إيمانيا يمثل الهدف الأساسي من الزيارة نفسها»

العدد 645 - الجمعة 11 يونيو 2004م الموافق 22 ربيع الثاني 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً