سلماباد - هبة محسن
الثورة الحقيقية التي تمتلكها الأمة والدولة والمجتمع تتمثل في الإحساس بالواجب الوطني الذي يعزز دائما العمل لخدمة الوطن الحبيب، ومن منطلق الإحساس بالمسئولية تجاه الأزمات التي تمر بالوطن نحتاج دوما إلى تكاتف وتضافر القوى العاملة للنهوض من هذه الأزمات...
من أجل ذلك بادرت الشركة الوطنية للخرسانة ذلك الصرح الصناعي العظيم والتي يمتلكها اسمان من ألمع الأسماء التجارية في البحرين (شركة يوسف خليل المؤيد وأولاده، والسيد عبد الله علي الوردي)، والتي أسهمت على فترات طويلة منذ إنشائها العام 1996 بشكل كبير في رفع الجودة العمرانية في المملكة، لتقديم الحل لأزمة من أكبر الأزمات التي يمكن أن تعصف بصناعة المقاولات في البحرين وهي (نقص الرمل) بعد أن توقف استيراده من المملكة العربية السعودية.
فقد رصدت إدارة الشركة مبلغ 4 ملايين دينار من أجل تغطية الاستثمار في الرمل وهي أيضا مستعدة لزيادة هذا الاستثمار إذا تطلبت السوق المزيد، وهذا بهدف توفير الرمل إلى شركات البناء والمقاولين كافة لتجاوز هذه الأزمة.
وفي هذا الصدد تحدث الرئيس التنفيذي للشركة عبدالله الوردي، والمدير العام علي المنصور قائلين: «لقد أدركنا باعتبارنا شركة وطنية عليها واجب وطني لخدمة المملكة التي أعطتنا الكثير، وجاء اليوم الدور علينا لنقدم لها اليسير، وهذا اليسير هو مواجهة الأزمة (الرمل) التي من الممكن أن يكون لها مردود سيئ على النهضة العمرانية التي يتم التوجيه إليها من القيادات العليا في المملكة وكذلك يشهدها كل العالم، واستطعنا بعقولنا التجارية أن نترجم هذه المسئولية لاستثمار يتم توجيهه للمصلحة العامة، وقد قمنا بدراسات مستفيضة قبل إصدار هذا القرار واتفقنا أن يكون التوجيه كالآتي:
- خلال شهر ستصل إلى البحرين باخرة جديدة قادمة من قناة السويس تستوعب يوميا 5000 متر مكعب لنقل الرمل المستخلص من البحر.
- تمت إضافة مصنع جديد لغسل الرمل في منطقة ألبا.
- كذلك مصنع لتحلية مياه البحر.
- معدات ومرافق خاصة بالباخرة والمصانع الجديدة.
وأضافا «اليوم ونحن نقدم هذا الاستثمار نسعى لأن نقدم عملا يواكب مسيرة التطور الاقتصادي التي يرعاها عاهل البلاد المفدى الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ورئيس الوزراء سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة، وولي العهد سمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، الذين يولون اهتماما خاصا بمجال الإعمار والبناء لما فيه مواكبة للحركة العمرانية العالمية».
ويؤكد رئيس مجلس الإدارة فاروق يوسف المؤيد دائما على المسئوليات التي تقع على عاتق الشركات الوطنية طالما تحمل هذا الاسم، لذلك يجب أن ينبع منها الحل وتأتي في مقدمة مسيرة العطاء.
كانت بدايات وتطورات الشركة الوطنية للخرسانة كالآتي:
- في نهاية 1996 كانت البداية بمصنع واحد لغسيل الرمال وباخرتين في العام نفسه تستوعبان 4000 متر مكعب من الرمال في اليوم بالإضافة إلى قسم خرسانة يضم مصنعا واحدا.
- وكان التطور في العام 1998 بعد ضم مصنع جديد في منطقة سلماباد ( مصنع طابوق).
- في العام 1999 تمت إضافة مصنع اسقف خرسانية مسبوكة آخر في المنطقة نفسها.
- في العام 2001 لمزيد من التطور قررنا إضافة مصنع ثالث للخرسانة بالإضافة إلى تحديث أسطول الشاحنات. العام - 2003 شهد إضافة مصنع جديد لغسل الرمال ومصنع لتحلية مياه البحر، مع زيادة كذلك في الأسطول البحري بإضافة باخرة جديدة.
واليوم الشركة الوطنية للخرسانة لها بصمات واضحة في النهوض ورفع النهضة العمرانية في المملكة، فقد اعتمدت منذ نشأتها على التكنولوجيا المتطورة في معالجة الخرسانة والتصنيع بأحدث التقنيات الحديثة.
ونتج على مدار السنوات الطويلة التي شهدت التزام الشركة بالمقاييس العليا في الجودة والخدمات، أن منحت شهادة الجودة والنوعية (آيزو 9002) لقسم الخرسانة الجاهزة التابع لها وذلك في فبراير/ شباط 2000.
وللشركة كثير من الإنجازات من أهمها:
- مدينة الشيخ زايد.
- مجمع الدانة.
- مجمع البحرين.
- مساهمات كثيرة في قطاع الإسكان.
- برج المؤيد.
- كثير من المشاريع الحكومية التابعة للوزارة الاشغال والاسكان.
- ترميم جسر سترة القديم.
هذا بالإضافة إلى مشروعات أخرى كبيرة، وخلال العام الجاري تقوم الشركة بالتعاون مع المقاولين بتوسيع مصنع ألبا الذي يتوقع الانتهاء منه في نهاية هذا العام.
ومن منطلق الشعور بالانتماء وخدمة العمالة الوطنية بدأنا بنسبة عمالة بحرينية 23 في المئة واليوم أصبحت 38 في المئة ونسعى لزيادة هذه النسبة حتى نهاية 2004.
وتندرج تحت هذه الشركة العملاقة خمس شركات تتكاتف سوية لتنشئ وحدة متكاملة لخدمة الإعمار والبناء وهي:
الوطنية للرمل البحري والدفان، والوطنية للرمل المغسول والكنكريت وتتكون هذه الشركة من مصنعين لتحلية مياه البحر ومصنعين لغسل الرمال وهذا بالقرب من «ألبا» إذ تتوافر فيهم أحدث المعدات الهيدروليكية لغسل المياه. وكذلك قسم للرمال البحرية هو من أكبر ثلاثة أقسام للرمال البحرية في الجزيرة والتي تعمل في سترة وفي أسري.
ويعتبر هذا الجزء من الشركة الوحيد الذي يستخدم جهاز Hydro Sander 200 لغسل الرمال، وتستخدم داخل المصنع التكنولوجيا الهيدروليكية وهي الأحدث في غسل الرمال، وتمتلك الشركة مساحات كبيرة للتخزين إلى جانب أسطول كبير من الشاحنات لتوصيل الطلبات وورشة مجهزة بالكامل للصيانة المنتظمة. هذا بالإضافة إلى أربع بواخر لنقل الرمال من البحر.
الوطنية للخرسانة الجاهزة
حصل هذا القسم على شهادة الجودة من مركز المقاييس البريطاني كما حصل أيضا على استحسان وزارة الأشغال والاسكان والبلديات والبيئة، وذلك لاستخدامه أحدث التكنولوجيا في معالجة الخرسانة، فهو مزود بالكمبيوتر ويحمل قدرة إنتاجية تقدر بمئة وأربعين مترا مكعبا من الخرسانة في الساعة (خلاط رقم 1).
وآخر بمئة وعشرة أمتار مكعبة في الساعة (خلاط رقم2).
وآخر بمئة وعشرين مترا مكعبا في الساعة (خلاط رقم 3).
ويحتوي أيضا على قسم التبريد فيحافظ على ضبط حرارة الخرسانة كما يحوي مولد دعم لضمان عدم انقطاع إمداد الطاقة. ويتم التشغيل من قبل مشغلين مدربين بشكل جيد وذوي خبرة.
ويستخدم قسم الخلط نظام جودة يراعي متطلبات الآيسو 9002، ويتم اختيار جميع المواد المكونة بطريقة روتينة بحسب طرق الاختبار التي يتبعها القسم ويقوم بها مجموعة من التقنيين والكيميائيين المؤهلين والمدربين جيدا. ثم يتم فحص الناتج النهائي «الخرسانة المخلوطة الجاهزة» واختبارها لمعرفة مدى توافقها مع المتطلبات المحددة.
كما أن معدات اختبار الخرسانة وكل المعدات الأخرى المستخدمة لقياس واختبار الخرسانة محددة في درجات منتظمة بحسب المقاييس الوطنية والعالمية.
كما ان القسم يحوي ورشة عمل مجهزة بالكامل وموظفين مدربين للصيانة المنتظمة لمعدات المصنع وسياراته.
وتمتلك الشركة أيضا أسطولا يتكون من 62 شاحنة خلط ذات تقنية عالية وتضمن وقت تحميل أقصر وفعالية خلط عالية وتفريغ خرسانة سريعة.
الوطنية للخرسانة المسبوكة
في مصنع سلماباد تستخدم الشركة أحدث التكنولوجيا في التعامل مع كل مراحل الإنتاج ابتداء من تكوين الخرسانة وحتى الصب (تقنية تشكيل متطورة) حتى المعالجة والقطع والتخزين وصولا إلى البيع.
وتصل القدرة الإنتاجية للقسم إلى 1440 مترا مربعا في اليوم كما أن المصنع الواحد يقوم بتصنيع أسقف ذات سمك متنوع 1500 مل، 200 مل، 250 مل، 300 مل، كما ان هذا القسم يفخر بعملية تجفيف سريعة هي الأولى من نوعها في البحرين ناهيك عن أسطول التوزيع الكبير ومساحات التخزين الواسعة.
الوطنية للطابوق والإنترلوك
تبلغ قدرة هذا المصنع الإنتاجية أربعة وعشرين ألف طابوقة في اليوم، ويعتبر القسم من اكبر مصانع طابوق الخرسانة في البحرين. والقسم مجهز بفناء كبير لمخزون مضبوط وكاف من الأسمنت والمواد الخام الأخرى.
مصنع حديث تتم فيه صناعة الطابوق بالكمبيوتر، له القدرة على إنتاج 1000 طابوقة في الساعة، اسطوانات تخزين كبيرة لتخزين المواد بحسب معايير مظبوطة (Mist Curing) وهي أحدث تكنولوجيا لمعالجة الطابوق والتي استخدمت لأول مرة في البحرين عن طريق الشركة الوطنية للخرسانة.
ويوظف القسم تكنولوجيا ذات تقنية عالية في بيئة تشتغل أوتوماتيكيا بالكامل بحيث يوفر الطابوق بالأحجام والأنواع المختلفة، وتفخر الشركة بكون مصانعها تستخدم المعالجة بواسطة الكمبيوتر فتسمح عملية المعالجة التي تتم بالكامل عن طريق الكمبيوتر للمشغل بمراقبة الإنتاج بدقة، وتتم تغذية الخرسانة في مصنع صناعة طابوق Besser V-21 متطور بإنتاج 1000 طابوقة لكل ساعة.
ومن يتتبع هذه القدرات العالية والتقنية الحديثة التي واكبت المسيرة الحافلة بإنجازات الشركة، يستطيع أن يكتشف مدى ما وصلت إليه هذه الشركة العملاقة من مكانة ارتقت بها إلى مصاف الشركات العالمية، لتصبح بذلك نموذجا للشركة الوطنية التي يجب أن يحتذي بها أصحاب الشركات التي تتخذ أولى خطواتها في العمل الصناعي والتجاري
العدد 645 - الجمعة 11 يونيو 2004م الموافق 22 ربيع الثاني 1425هـ