أجرى وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة اتصالا هاتفيا بوزير الشئون الخارجية والتعاون بالمملكة المغربية الطيب الفاسي الفهري أمس على خلفية قرار الحكومة المغربية قطع علاقاتها الدبلوماسية بإيران.
وعبر الشيخ خالد خلال الاتصال عن تضامن مملكة البحرين ودعمها للمملكة المغربية دعما كاملا، وإدانتها لما بدر من البعثة الدبلوماسية الإيرانية في الرباط بحسب ما ورد في البيان الصادر عن المملكة المغربية. مهيبا في الوقت ذاته «بضرورة تدارك الأمر من قبل الإخوة المسئولين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية لأجل معالجة الأمر بما يسهم في تعزيز العلاقات بين الأشقاء المسلمين وتوحيد كلمتهم».
وأكد وزير الخارجية أن هدف وجود البعثات الدبلوماسية في الدول المعتمدة هو التقريب بين الشعوب والأمم وتعزيز العلاقات بينها على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشئون الداخلية.
وخلال الاتصال أعرب الوزير عن تقدير مملكة البحرين حكومة وشعبا للمملكة المغربية بقيادة جلالة الملك محمد السادس على مواقفها الأخوية النبيلة الداعمة لمملكة البحرين على جميع الأصعدة وفي كل الاوقات.
وكانت المغرب قد أعلنت مساء أمس عن قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران ابتداء من أمس (الجمعة)، بحسب ما أعلن بيان لوزارة الخارجية والتعاون المغربية.
وذكر البيان أن المغرب قامت في 25 فبراير/شباط الماضي باستدعاء القائم بالأعمال بالنيابة بسفارتها في طهران للتشاور لمدة أسبوع إثر البيان الإيراني بحق المغرب، بعد تضامنها مع مملكة البحرين.
وأضاف البيان «بعد انقضاء أجل أسبوع لم تتوصل المملكة لأي تفسير عن هذه التصرفات». مما حدا بالمغرب إلى الإعلان عن «قطع علاقاتها الدبلوماسية ابتداء من (الجمعة) مع جمهورية إيران الإسلامية».
يذكر أن العلاقات بين الرباط وطهران عرفت تحسنا ملحوظا في السنوات الأخيرة وزار مسئولون إيرانيون رفيعو المستوى المغرب مرات عدة، لكن الأزمة الحالية تعتبر الأكثر حدة في حال لم يتم احتواؤها دبلوماسيا.
الوسط - المحرر السياسي
قررت المملكة المغربيةقطع علاقاتها الدبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية اعتبارا من أمس (الجمعة)، بحسب ما أعلن بيان لوزارة الخارجية والتعاون المغربية.
وقال بيان الخارجية المغربية أن المغرب طلب «توضيحات من السلطات الإيرانية التي سمحت لنفسها بالتعامل بطريقة متفردة وغير ودية ونشر بيان تضمن تعبيرات غير مقبولة في حق المغرب إثر تضامنه مع مملكة البحرين على غرار العديد من الدول بشأن رفض المساس بسيادة هذا البلد ووحدته الترابية». وتابع «بعد انقضاء أجل أسبوع لم تتوصل المملكة إلى أي تفسير لهذه التصرفات».
وأشار البلاغ الذي أوردته وكالة الأنباء المغربية أن «هذا الموقف المرفوض والموجه حصرا ضد المغرب أنضاف إلى نشاطات ثابتة للسلطات الإيرانية وبخاصة من طرف البعثة الدبلوماسية بالرباط تستهدف الإساءة للمقومات الدينية الجوهرية للمملكة والمس بالهوية الراسخة للشعب المغربي ووحدة عقيدته ومذهبه السني المالكي».
وشدد بلاغ الخارجية المغربية على أن «هذه الأعمال المدعمة تعد تدخلا سافرا في الشئون الداخلية للمملكة وتعارض قواعد وأخلاقيات العمل الدبلوماسي».
وختم بالقول انه «لجميع هذه الاعتبارات فإن المملكة المغربية قررت قطع علاقاتها الدبلوماسية ابتداء من اليوم (الجمعة) مع جمهورية إيران الإسلامية».
وكانت الرباط استدعت في 25 فبراير/ شباط الماضي القائم بأعمال سفارتها بالوكالة في طهران للتشاور بهدف الاحتجاج على «عبارات غير مناسبة» لإيران بشأن دعم الرباط للبحرين.
وكان وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري استدعى في اليوم نفسه سفير إيران في الرباط وحيد أحمدي لإبلاغه بهذه الاحتجاجات وباستدعاء القائم بالأعمال المغربي لدى إيران، إلى الرباط للتشاور لمدة أسبوع.
ونقل عن الفاسي القول خلال اجتماعه بالسفير الإيراني في الرباط إن موقف بلاده إزاء التصريحات الصادرة عن دوائر إيرانية والتي «تسيء إلى سيادة أراضي مملكة البحرين ووحدتها» ينطلق من تشبث المغرب بعلاقات حسن الجوار بين الدول وتضامنها الكامل مع دولة شقيقة عضو في الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، في إشارة إلى رسالة تضامن وجهها العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى عاهل البحرين جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة اعتبر فيها التصريحات الإيرانية هجينة تثير الاستغراب الشديد والقلق العميق، كما انها تتعارض ومبادئ القانون الدولي.
وكانت الخارجية الإيرانية استدعت القائم بالأعمال بالوكالة في سفارة المغرب في طهران للاستفسار عن الموقف بطريقة رأت فيها الرباط تجاوزا للأعراف الدبلوماسية.
يشار إلى أن العلاقات بين الرباط وطهران عرفت تحسنا ملحوظا في السنوات الأخيرة وزار مسئولون إيرانيون رفيعو المستوى المغرب مرات عدة، فيما أكدت مصادر إيرانية أن طهران تلتزم موقفا داعما لجهود مجلس الأمن في تسوية نزاع الصحراء. إلاّ أن الأزمة الراهنة باتت تهدد صفاء هذه العلاقات وفق أكثر من مصدر، وخصوصا أن المغرب يلتزم موقفا مناهضا لضم إيران جزرا إماراتية ويرتبط بعلاقات ودية مع دول مجلس التعاون الخليجي.
وكانت العلاقات بين البلدين تعرضت لتدهور خطير بعد الإطاحة بنظام الشاه رضا بهلوي الذي لجأ إلى المغرب. غير أن الملك الراحل الحسن الثاني تمنى عليه مغادرة البلاد، على خلفية عزم المغرب استضافة مؤتمر قمة إسلامي لم يكن واردا أن تشارك فيه إيران مع بقاء الشاه في المغرب. وأسعفت مبادرات ذات دلالات دينية وسياسية في رأب الصدع بين الرباط وطهران اللتين عاودتا ربط علاقاتهما الدبلوماسية.
ولاحظت المصادر أنه على رغم المواقف المتشددة للإدارة الأميركية السابقة على عهد الرئيس جورج بوش، فإن المغرب حافظ على علاقات ودية مع إيران. لكن الأزمة الحالية تعتبر الأكثر حدة في حال لم يتم احتواؤها دبلوماسيا.
ونشب التوتر بين إيران والبحرين على خلفية تصريحات أدلى بها مستشار المرشد الأعلى علي أكبر ناطق نوري في وقت سابق من فبراير الماضي، وأكد فيها أن لإيران السيادة على البحرين.
واحتجت البحرين رسميا على التصريحات الإيرانية، معتبرة أن تلك التصريحات «تتعارض مع علاقات حسن الجوار بين البلدين، ومع ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي والقوانين والأعراف الدولية».
وتم احتواء «الأزمة» بين الدولتين الخليجيتين بعدما أوفدت طهران وزير داخليتها، صادق محصولي، إلى المنامة، حيث قام بتسليم رسالة من الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، إلى عاهل البحرين جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة. كما زار وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة بعد ذلك والتقى بالقيادة الايرانية، وأعلن من طهران انتهاء المشكلة من الناحية الدبلوماسية.
إعلان المغرب قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران يطرح علامات استفهام عديدة، اذ انه لم يفهم لحد الآن لماذا أصدرت وزارة الخارجية بيانا تناول فيه المغرب دون غيره، رغم ان الادانات للتصريحات الايرانية التي مست بالسيادة البحرينية انطلقت من معظم العواصم العربية.
فالمغرب اعتبر الموقف الايراني «مرفوضا»، لأنه وجه «حصريا» ضد المغرب. كما وعلقت المغرب لاحقا باتهام «البعثة الدبلوماسية الايرانية بالرباط» بانها «تستهدف الإساءة للمقومات الدينية الجوهرية للمملكة المغربية»، وأن «هذه الأعمال المدعمة تعد تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية للمملكة، وتعارض قواعد وأخلاقيات العمل الدبلوماسي»
الأزمة الدبلوماسية بين ايران والمغرب انفجرت بسبب موضوع يتعلق بالبحرين، ولكن السؤال يبقى: لماذا المغرب وليس أي دولة أخرى؟
العدد 2374 - الجمعة 06 مارس 2009م الموافق 09 ربيع الاول 1430هـ