صرّح وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط بأن محاولات الوقيعة بين مصر والسعودية «فشلت ولن تنجح»، كاشفا عن تفاصيل الجهود التي يبذلها البلدان لإتمام مصالحة عربية تكفل عقد القمة العربية المقبلة في الدوحة بشكل ناجح.

ونقلت صحيفة «الحياة» اللندنية أمس (الجمعة) عن أبوالغيط قوله «إن جهود الرئيس حسني مبارك وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تهدف إلى أن تحقق القمة المقبلة مصالحة عربية حقيقية تضع العرب في المكانة التي يستحقونها في مواجهة عالم مليء بالتحديات».

وأشار إلى أنه لاحظ تغيرات إيجابية في مواقف دمشق والدوحة تجاه العمل العربي المشترك «بدت ظاهرة في مؤتمر إعادة إعمار غزة الذي عقد في شرم الشيخ الأسبوع الماضي وحضره وزراء الخارجية العرب واللجنة العربية في القاهرة».

وأوضح أبوالغيط: «فشلت محاولات الوقيعة بين مصر والسعودية ولن تنجح، وستعمل الدولتان على تحقيق مصالحة عربية تتجاوز ما جرى في الأشهر الماضية من أي طرف، وخصوصا بعدما لاحظنا أن اختلافا في مواقف بعض الأطراف جرى في اتجاه العمل العربي المشترك».

وبعد أن سألته «الحياة» عن الجهات التي تسعى إلى الوقيعة بين الدول العربية، أجاب الوزير المصري في حزم: «إيران بكل تأكيد». واتهم أبوالغيط إيران بمحاولة توظيف كيانات ودول عربية للضغط على الإقليم لتحقيق أهداف على رأسها تخفيف الضغط عنها بشأن الملف النووي، كذلك سعيها إلى أن تكون طرفا فاعلا يجلس على الطاولة العربية للتفاوض بشأن المشكلات العربية، على حد قوله.

وعما إذا كان التغير في الموقف السوري-القطري يهدف إلى إنجاح القمة العربية المقبلة في الدوحة، قال أبوالغيط: «القمة تعقبها دورة رئاسية، وبالتالي فإن مجرد عقدها لا يعد نجاحا، والمهم ما تصل إليه من نتائج، فإذا خرجت القمة من دون نتائج وتوافق عربي، ستكون النتيجة سيئة».

في هذه الأثناء، استقبل مطار القاهرة الدولي أمس 59 مصريا قامت السلطات السعودية بترحيلهم من أراضيها بعد أن ألقت القبض عليهم منذ أسابيع بدعوى مخالفتهم شروط الإقامة في المملكة.

وقالت مصادر أمنية مصرية إن المرحلين وصلوا «على رحلة مصر للطيران رقم 762 من جدة بحراسة 23 رجل أمن، وتبيّن من التحقيق معهم وجود 38 مرحّلا بجوازات سفر و20 يحملون وثائق صادرة من القنصلية المصرية بجدة».

وأضافت المصادر أن التحقيقات كشفت أيضا عن «وجود مرحّل مطلوب لتنفيذ عدة أحكام بالسجن فتم تسليمه لإدارة تنفيذ الأحكام». وأوضحت أن «عددا كبيرا من المرحلين وقعت خلافات بينهم وكفلائهم إذ أبلغوا سلطات السعودية للقبض عليهم وترحيلهم».