دعا رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي أمس الجمعة العراقيين إلى طي صفحة الماضي وإجراء المصالحة الوطنية وتكوين جبهة متراصة لمنع الأعداء من التسلل إلى العراق.
وقال رئيس الحكومة العراقية في خطاب أمام تجمع عشائري بالعاصمة بغداد: «لابد أن نتصالح مع العراق والعراقيين ومع الذين أخطأوا والذين اضطروا في مرحلة من مراحل الزمن الصعب في العراق أن يكونوا إلى جانب النظام المقبور ولكنهم عادوا أمس ليكونوا أبناء العراق وعلينا أن نتصالح شريطة أن يعودوا إلى العراق وطي الصفحة السوداء من تاريخ العراق، ونعذر الذين أكرهوا رغم أن الأمر الجهادي يحتاج إلى موقف صلب بوجه الطاغية».
أمنيا، ذكرت مصادر من الشرطة العراقية أن ثلاثة مدنيين أصيبوا بجروح أمس (الجمعة) إثر انفجار عبوة ناسفة جنوب غرب بعقوبة، فيما فجر انتحاريان نفسيهما شمالي مدينة تكريت دون وقوع إصابات في صفوف الشرطة.
وقال مصدر في شرطة محافظة ديالى لوكالة أنباء «أصوات العراق» إن عبوة ناسفة انفجرت أمس في سوق محلي للطيور بقضاء بلدروز (45 كم جنوب غرب مدينة بعقوبة مركز المحافظة)، مما أسفر عن إصابة ثلاثة مدنيين بجروح متفاوتة».
ومن ناحية أخرى، ذكر مصدر بشرطة محافظة صلاح الدين أن انتحاريين اثنين كانا يقودان سيارة محملة بعبوات ناسفة، فجرا نفسيهما أمس عندما طوقتهما القوات الأمنية شمالي مدينة تكريت دون وقوع إصابات في صفوف الشرطة.
وقال المصدر للوكالة العراقية إنه «بناء على معلومات استخباراتية قامت قوة من الشرطة برصد سيارة حمل نوع (كيا) يستقلها شخصان كانت تروم الدخول إلى المدينة عند حي القادسية (15 كم شمال تكريت مركز المحافظة)، عندها طوقتها القوة وطلبت من الراكبين النزول، لكنهما قاما بتفجيرها على الفور».
ومن جهة أخرى، أفادت أنباء إعلامية أمس أن القوات الأمنية قامت في الخامس والعشرين من شهر فبراير/شباط الماضي باعتقال النائب في البرلمان محمد الدايني المتهم بالتورط في عمليات إرهابية.
وقال بيان صادر عن مكتب النائب أن «الناطق باسم خطة فرض القانون اللواء قاسم عطا ادعى بأن النائب محمد الدايني قد اختفى ولم تتمكن القوات الأمنية من إلقاء القبض عليه إلا أن أكثر من شاهد عيان أكدوا أنهم شاهدوا هذه القوات تقوم باعتقال الدايني في الساعة الثالثة عصر يوم الأربعاء 25 فبراير الماضي عند حاجز أمني على طريق المطار بالقرب من منطقة حي العامل».
وأضاف البيان نقلا عن شهود العيان أن عملية الاعتقال قد تمت من قبل قوة أمنية خاصة ولم تكتف الحكومة باعتقاله، بل قامت باعتقال والده وإخوته وعدد من أفراد أسرته للتغطية على عملية اعتقاله بحجة اختفائه.
إلى ذلك، وللمرة الأولى منذ سقوط النظام السابق، توافد مئات الالاف من الزوار الشيعة إلى سامراء الجمعة للمشاركة في إحياء ذكرى وفاة الإمام الحسن العسكري بدعوة من هيئات دينية عدة، وخصوصا مقتدى الصدر.
وقال محافظ صلاح الدين حمد حمود الشكطي للصحافيين إن «مئات الالاف من الزوار توافدوا إلى سامراء حيث الوضع الأمني جيد وليس هناك خروقات أمنية».
وبدأت الوفود تصل إلى محيط المدينة (125 كم شمال بغداد) منذ الخميس.
وأضاف أن «القوات العراقية منتشرة على الطريق مع شيوخ عشائر بلد والدجيل وسامراء إلى جانب قوات مجالس الإسناد ونصبوا خيما لتوزيع الطعام وتأمين وسائل الراحة للزائرين إضافة إلى مستشفى سامراء العام والهلال الأحمر». وتابع أن «القوة الجوية العراقية والأميركية وطائرات مراقبة تابعة للقوات متعددة الجنسيات تحلق فوق سماء المدينة».
وتنتشر القوات العراقية بكثافة من بغداد حتى سامراء التي أغلقت مداخلها نظرا للأعداد الكبيرة من السيارات التي توقف بعضها على مسافة 20 كلم ليسير الزائرون من هناك إلى محيط المرقد.
كما عملت السكك الحديد على تسيير أربعة قطارات لنقل الزائرين من بغداد إلى سامراء بدلا من قطار واحد كل يوم جمعة.
العدد 2374 - الجمعة 06 مارس 2009م الموافق 09 ربيع الاول 1430هـ