يسعى بنك البحرين للتنمية بشكل ٍمتواصل إلى مواكبة التغيرات والتطورات التي تستجد يوما بعد يوم على المجتمع البحريني، رغبة في تحقيق الأهداف الوطنية الساعية إلى الأخذ بيد كل من يرغب في مباشرة مشروعاتٍ بناءة تعود عليه وعلى أسرته ومجتمعه بالنفع والفائدة رجلا كان أم امرأة، وهذا يتأتى من إيمان البنك بأن الأفكار الفاعلة والطموحات الهادفة ليست قصرا على الرجال فحسب، وإنما هناك من النساء من لهن القدرة الفائقة على إدارة وتنفيذ المشروعات بطرق علمية وعملية بما يتمتعن به من مواهب ورغباتٍ جامحة في إثبات الذات متى توافرت لهن الظروف والمعطيات المناسبة.

«استثمار الطاقات الكامنة في المرأة »

وبمناسبة يوم المرأة العالمي صرح الرئيس التنفيذي لبنك البحرين للتنمية نضال صالح العوجان بقوله: «إن تحديد يوما عالميا خاصا بالمرأة إنما يأتي من إيمان ٍمطلق بأن المرأة - بمختلف أدوارها المتشعبة في بناء المجتمع - تمتلك طاقاتٍ عقلية وعلمية وعملية هائلة تسهم بفعالية في تطوير وتنمية المجتمع ككل، ونحن بدورنا كبنك تنموي نسعى إلى استثمار تلك الطاقات الكامنة من منطلق مفاده أن المرأة قادرة على إحداث تحولاتٍ جذرية واسعة في شتى المجالات متى ما أعطيت الفرص المواتية والملائمة لطموحاتها وتطلعاتها ، وقد شهدت مسيرتنا في دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والناشئة نماذج حيوية من النساء من رائدات الأعمال اللاتي استطعن تخطي جميع الصعوبات والتحديات والوصول إلى تحقيق أهدافهن بثقةٍ وجدارة «.

يوم المرأة البحرينية وحاضنات خاصة بالمرأة

من جانبٍ آخر أوضح العوجان: «إن مملكة البحرين هي من الدول السباقة في توجيه الاهتمام المتكامل للمرأة ومنحها الحريات الكاملة في التصرف والاختيار والعمل والتعلم وتولي المناصب القيادية، وأود هنا أن أشيد بخطوة قرينة عاهل البلاد رئيسة المجلس الأعلى للمرأة صاحبة السمو الشيخة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة بتعيين الأول من ديسمبر/ كانون الأول من كل عام يوما للمرأة البحرينية، وخصوصا أن ذلك يعكس تقدير القيادة لدور المرأة البحرينية ومساهمتها الجليلة في تنمية المجتمع البحريني في مختلف المجالات باعتبارها شريكا للرجل في بناء الوطن وتحمل المسئولية، ومن جهةٍ أخرى فإن بنك البحرين للتنمية ستكون له المساهمة الفاعلة في دعم وتقديم الاستشارات الفنية والإدارية الخاصة بحاضنات المرأة التي يعتزم المجلس الأعلى للمرأة تأسيسها بالتعاون مع البنك والتي تقوم على غرار فكرة مركز الحاضنات التابع للبنك والموجود في منطقة الحد الصناعية، إذ يهدف هذا المركز إلى تخصيص وحدات منفردة لاستيعاب مشاريع المرأة البحرينية بشكل ٍخاص بمختلف أنواعها وبحسب الاحتياجات».

90 مليون دولار لتمويل مشاريع المرأة

وعن حجم التمويل الخاص بدعم مشاريع المرأة أشار العوجان: «وصل حجم التمويل التراكمي - منذ بدء عمليات البنك وحتى نهاية العام 2008 - الذي وافق عليه البنك لمشاريع المرأة البحرينية إلى أكثر من 90 مليون دولار أميركي، بينما وصل عدد المشاريع إلى 557 مشروعا، وفيما يتعلق بمركز البحرين لتنمية الصناعات الناشئة (الحاضنات) فقد بلغ العدد الكلي للمشاريع التي انضمت إلى المركز منذ تأسيسه في العام 2003 حتى العام الجاري 2009 إلى 60 مشروعا، 16منهم مملوك من قبل سيدات، وتخرج منهم حتى الآن 17 مشروعا، ويوجد في المركز حاليا 43 مشروعا (30 مشروعا صناعيا - 10 في قطاع الخدمات - 3 في مجال تقنية المعلومات)، وقد بدأت عملية التوسعة التي تشمل إقامة (واحة صناعية ) متخصصة في تقديم الدعم التقني والفني والإداري والتسويقي للمشاريع الناشئة، كما تشمل عملية التوسعة إضافة ما يقارب 130 وحدة صناعية، وبذلك ستصل الطاقة الاستيعابية للمركز إلى 166 وحدة صناعية».

وحدة متخصصة لخدمة مشاريع المرأة

وأشار العوجان إلى أنه تبعا لما شهدته المشاريع الخاصة بالمرأة البحرينية من نمو مضطرد عاما بعد عام سواء من حيث حجم التمويل أو من حيث عدد هذه المشاريع، فقد ارتأى البنك ضرورة تخصيص وحدة منفردة لخدمة مشاريع المرأة والتي لاقت قبولا واستحسانا منذ بدء هذه الخطوة الفاعلة حتى الآن، مع منح المزيد من التركيز على تمويل مشاريع المرأة بصورةٍ أكبر والاستفادة بشكل ٍ أفضل من مجموعة المنتجات التمويلية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وبرنامج التمويل التعليمي الذي يقدمه البنك للطلبة الجامعيين من خلال فريق عمل نسائي، إضافة إلى الخدمات الاستشارية المتخصصة في مجال إدارة الأعمال، وهذه الأمور من دون شك تترجم رؤية البنك - وبتوجيهاتٍ من مجلس الإدارة - في أهمية فهم متطلبات المرأة وتلبية احتياجاتها بما يتناسب مع تطلعاتها في مختلف المجالات والقطاعات.

إشراك المرأة في المجالات كافة

وأوضح العوجان أن السياسة التي يطبقها البنك في دعمه لرواد الأعمال تنتهج شمولية دعم الرجال والنساء على السواء وفي مختلف المجالات والبرامج من دون استثناء، وعلى سبيل المثال إشراكها في برنامج تمويل تدريب الطيارين الذي قد يظنه البعض حكرا على الرجال - واستقطاب نساء سائقات لسيارات الأجرة من خلال المساهمة في تأسيس «الشركة العربية لسيارات الأجرة» والتي تعد أول شركة يتم تأسيسها في مملكة البحرين بغرض تسيير وإدارة وتشغيل سيارات الأجرة والخدمات المساندة لها.

45 نسبة توظيف المرأة البحرينية في بنك التنمية

كما أكد العوجان على أن بنك البحرين للتنمية يولي توظيف وتدريب المرأة البحرينية اهتماما كبيرا وذلك من خلال حرصه على استقطاب أكبر عدد ممكن من البحرينيات للانضمام إلى فريق العمل، ولذلك فقد حقق البنك نسبة كبيرة في توظيف المرأة البحرينية بلغت 45 في المئة خلال العام الجاري 2009، كما أتاح البنك للمرأة البحرينية العمل في مختلف أقسام البنك والترقي في مجال العمل وشغل وظائف إدارية وقيادية مع تعزيز ذلك بالتدريب المستمر وصقل مهارات الموظفات اللواتي أثبتن قدرتهن على العطاء والتميز.

تجدر الإشارة إلى أنه تم تكريم العديد من رائدات الأعمال من عملاء البنك في عدة فعاليات ومن قبل جهات محلية وإقليمية ودولية، ومن أمثلة ذلك حفل تكريم العمال المجدين والمتفوقين بمنشآت القطاع الأهلي الذي تقيمه وزارة العمل سنويا تحت رعاية عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة