العدد 765 - السبت 09 أكتوبر 2004م الموافق 24 شعبان 1425هـ

العراق يتجه إلى التهدئة وينفي وفاة عزيز

الصدر يسلم أسلحته والفلوجة قد تسمح بدخول الحرس

بغداد، عواصم - عصام العامري، وكالات 

09 أكتوبر 2004

اتجهت الأوضاع في العراق نحو التهدئة أمس ما يمهد الطريق لإجراء الانتخابات العامة التي قررت الحكومة استخدام البطاقة التموينية فيها لضبط الاقتراع.

وفي الوقت نفسه، برزت مخاوف أميركية من حدوث هجوم كبير على المنطقة الخضراء قبل رمضان فيما نفت مصادر متطابقة وفاة نائب رئيس الوزراء العراقي السابق طارق عزيز.

وأعلن التيار الصدري توصله لاتفاق مع الحكومة يقضي بتسليم الأسلحة غداً (الاثنين) ووقف الهجمات فورا. ومن جهته، قال كبير المفاوضين في الفلوجة إنها ستشارك في الانتخابات وتوقع التوصل لاتفاق يسمح بدخول الحرس الوطني إلى المدينة.


نفي وفاة طارق عزيز وأميركا تساعد الأحزاب العراقية «المعتدلة»

الصدر يسلم أسلحته الاثنين والفلوجة تشارك في الانتخابات

بغداد، عواصم - عصام العامري، وكالات

أعلن مفاوض وسيط بين الحكومة العراقية و«جيش المهدي» أمس أن الميليشيا على استعداد لتسليم أسلحتها مقابل أموال. وقال كريم البخيتي «اتفقنا على أن يسلم المسلحون أسلحتهم مقابل المال اعتبارا من الاثنين المقبل». وأكد الشيخ عبد الزهراء السويعدي المسئول في تيار الصدر بنود الاتفاق مع الحكومة وقال إنه يتناول نزع اسلحة عناصر الميليشيا والإفراج عن المعتقلين ووقف العمليات العسكرية اعتبارا من أمس.

وأضاف البخيتي أن «الجيش الأميركي وعد أيضا بعدم مهاجمة مدينة الصدر ووافقنا على أن ندعو المقاتلين عبر مكبرات الصوت من المساجد إلى وقف الهجمات». وتابع أن الحكومة وافقت بدورها على عدم ملاحقة أنصار الصدر «باستثناء المتهمين بارتكاب جرائم في حين أن الغالبية ستستفيد من العفو».

وعلى رغم الإعلان قصفت مروحيات أميركية الليلة قبل الماضية مجددا مدينة الصدر. وذكر شهود أن القصف كان الأعنف في سلسلة العمليات التي تعرضت لها المدينة وانه تركز في الشمال والشرق وسمع بين الحين والآخر أصوات تبادل الرصاص.

في تطور متصل ابلغ ممثلون عن الفلوجة الحكومة ومسئولين أميركيين خلال محادثات سلام أمس أن المدينة مستعدة للمشاركة في الانتخابات. وقال كبير مفاوضي الفلوجة خالد الجميلي «يناقش وفد من الفلوجة الآن مع وزارة الدفاع دخول الحرس الوطني إلي المدينة».

في غضون ذلك أعلن مستشفى الرمادي أن شخصين قُتلا وأصيب ثالث خلال تبادل لإطلاق النار بين مشاة البحرية ومسلحين في محيط المدينة. وأعلنت الشرطة أن مسلحين اغتالوا مساء الجمعة ضابط شرطة قرب العمارة.

وأعلن متحدث عسكري أن ثلاثة مدنيين عراقيين قُتلوا وأصيب ثلاثة اخرون بجروح، بينهم جندي من القوة المتعددة الجنسيات، في إطلاق قذائف هاون على وسط بغداد. ورفض تأكيد ما إذا كانت الإصابات مرتبطة باستهداف المنطقة الخضراء في وقت سابق.

وذكر شهود أن القوات الأميركية ومجموعة من الحرس الوطني قامت باعتقال احد شيوخ العشائر في المنطقة الجنوبية في غارة على منزله. وقال شاهد إن القوات اعتقلت «الشيخ عبد العزيز البرع شيخ عشائر الزكاريط في كربلاء ونحو خمسة وعشرين شخصا آخرين من أفراد عشيرته.»

مهاجمة دورية أميركية في تكريت

وأفاد ضابط في شرطة تكريت بأن مسلحين هاجموا دورية للجيش الأميركي تضم أربع آليات بالأسلحة الخفيفة ما أسفر عن تدمير ناقلة جنود وجرح اثنين من عناصر الدورية. كما ذكرت قناة «الجزيرة» أن طائرة تجسس أميركية من دون طيار أسقطت بنيران مسلحين قرب بلدة الاسحاقي. وأعلن مصدر في الشرطة أن قوة مشتركة من الحرس الوطني والقوة المتعددة الجنسيات اعتقلت إمام مسجد في قضاء بلدر روز (منطقة بعقوبة) بتهمة «التحريض على العنف والقتل».

مخاوف من هجوم كبير قبل رمضان

إلى ذلك أعلن مسئول عسكري أميركي أن المخاوف تزداد حيال هجوم «كبير» يشنه مسلحون يستهدف المنطقة الخضراء قبل حلول شهر رمضان. وقال كبير المتحدثين العسكريين في القوة المتعددة الجنسيات ليسل اروين ليسل أن المسلحين يلجأون إلى تكتيك الصدمة كما فعلوا بقتلهم الرهينة البريطاني كينيث بيغلي بهدف التأثير بأقصى درجة ممكنة.

وأضاف ليسل مساء الجمعة «مع اقتراب رمضان (...) ووفقا لمعلومات استخبارية تلقيناها تتزايد احتمالات مضاعفة الهجمات ضد القوة المتعددة الجنسيات في جميع أنحاء البلاد». وتابع «إذا كانوا سيهاجمون فإنهم سيحاولون القيام بشيء مذهل كما يفعلون عادة».

وقال ليسل «لن يتمكنوا من هزيمتنا عسكريا فهذا مستحيل. ما يفعلونه لا ينال من قوتنا بل يعزز إرادتنا». وأضاف «إنهم يحاولون ترهيب الشعب العراقي حتى لا يدعم الحكومة وبالتالي لا يساند القوات الأمنية». وتابع أن «المسلحين والإرهابيين يهاجمون الرأي العام العالمي في محاولة لتفكيك التحالف ويقومون بذلك عبر تصعيد مستمر للعنف». في غضون ذلك نفى الجيش الأميركي والسلطات العراقية أمس وفاة نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز في المعتقل والتي كانت أعلنتها قناة «العربية». وقال المتحدث باسم الجيش الأميركي باري جونسون «بامكاني أن أؤكد أنه حي يرزق وليس هناك أي تغيير في وضعه وهو لايزال قيد الاعتقال». وأضاف «كان حيا منذ خمس دقائق»

ومن جهته، نفى المتحدث باسم الداخلية صباح كاظم وفاة عزيز وقال «لم يمت». ونسبت قناة «العربية» خبرها إلى مصادر في اللجنة الدولية للصليب الأحمر في العراق. إلا أن المتحدثة باسم اللجنة ندى دوماني قالت في اتصال هاتفي من عمَّان «لا يمكننا تأكيد وفاة عزيز وليست لدينا أية معلومات في هذا الشأن».

وأضافت: إن الصليب الأحمر قام «بزيارة عزيز الأسبوع الماضي ولم يكن في المستشفى». كما أكد زياد نجل عزيز، أن والده لايزال حيا.

سياسيا قال مسئولون كبار إن العراق ألغى خططا لإجراء إحصاء سكاني قبل الانتخابات. وأضافوا أن الحكومة ستطلب ببساطة من الناخبين إبراز بطاقات توزيع الحصص الغذائية لتمكينهم من الإدلاء بأصواتهم.

في الإطار ذاته تخطط إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش لتقديم نصائح استراتيجية وتدريب وبيانات لاستطلاعات الرأي للأحزاب العراقية التي تعتبرها «معتدلة وديمقراطية» والتي تقدم مرشحين لخوض الانتخابات المقبلة.

ووفقا لوثائق لوزارة الخارجية الأميركية حصلت عليها رويترز فان الإدارة تهدف إلى مساعدة الأحزاب لكي «تنافس بفاعلية» في الحملة «وتزيد التأييد الذي تتمتع به بين الشعب العراقي» في الانتخابات العامة والإقليمية والمحلية.

ولم يتسن على الفور الحصول على تعقيب من البيت الأبيض بشأن الأحزاب التي ستصبح مؤهلة للحصول على دعم لزيادة شعبيتها ولم يتضح من الوثائق من الذي سيقرر ذلك. وقالت منظمات غير حكومية من المقرر أن تشارك في هذه الجهود أنها تفهم أن الجماعات الدينية والأحزاب الشيوعية ستكون مؤهلة للحصول على مساعدة.

إلى ذلك رفضت الحكومة الكردية في السليمانية والموالية لجلال الطالباني السماح بتأسيس حزب الحركة الوطنية الكردستانية على رغم تقديم طلب التأسيس منذ أكثر من نحو الشهر.

وفي ملف الرهائن قالت الشرطة إن خاطفين احتجزوا سائق شاحنة تركيا شمالي بغداد وجرحوا آخر السبت. في حين رفضت الخارجية البريطانية تأكيد تقارير مفادها أن الرهينة كينيث بيغلي الذي أعدم الخميس فر من أيدي خاطفيه لفترة وجيزة قبل أن يتم القبض عليه مرة أخرى.


الأردن ينفي التوسط بين بغداد وحزب البعث

عمّان - أ ش أ

نفى وزير الخارجية الأردني مروان المعشر أن يكون رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي طلب من عمان مساعدته لإيجاد مجموعة سياسية مأمونة مع أطراف معتدلة في حزب البعث العراقي المنحل للحوار معها. وقال لصحيفة «الدستور» أمس «لم يطلب منا ذلك وليست لنا علاقات ولا اتصالات معهم وليس لنا تأثير في هذا المجال». من جهة ثانية توقع المعشر أن تشهد العملية السلمية في المنطقة زخما جديدا بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية بعد أن أيقن المجتمع الدولي أن الوتيرة التي تسير بها العملية لا تحقق المطلوب منها

العدد 765 - السبت 09 أكتوبر 2004م الموافق 24 شعبان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً