قالت المصادر القريبة من المرجعية العليا في النجف إن أولوية المرجعية هو ان تحصل الانتخابات في موعدها وان تكون شفافة ونزيهة وان تتم المشاركة الواسعة فيها من جانب جماهير الناخبين. وكشفت المصادر لـ «الوسط» أنه تم تشكيل لجان من الحوزة والفرق الشعبية وبالتنسيق مع الوكلاء والمعتمدين التابعين للمرجعية بالذهاب والوصول والالتقاء مع الناس مباشرة من أجل تبصير الناس بالعملية الانتخابية وزيادة ثقافة الناخب باهمية دوره في الانتخابات وضرورة الإدلاء بصوته وتوضيح الابعاد المترتبة على الفوز في الانتخابات سيتم وفق التمثيل النسبي، أي كلما زادت أصوات الناخبين زادت نسبة تمثيل هذه القائمة أو تلك في الجمعية الوطنية أو البرلمان .
وأضافت المصادر أن المرجعية لا تتعاطف مع تيار ضد آخر، وانها تتعامل مع العراقيين جميعاً تعاملاً واحداً، والتمييز يكون لمن هو أكفأ ولمن هو أكثر خدمة للشعب، بغض النظر عن انتماءاته الطائفية أو العرقية.
وقالت: «منذ سقوط النظام والمرجعية فتحت أبوابها للجميع وزارتها وفود من كل طوائف العراق واتفقوا معها على القواسم المشتركة بينهم وهو مصلحة العراق وهي أثمن من أي شيء آخر».
وتابعت إنها «تركز على ثقافة الناخب في الوقت الحاضر وكيفية إفهامه بعملية الاختيار».
واعتبرت المصادر القريبة من المرجع الأعلى السيدعلي السيستاني، أن المرجعية تولي هذه الانتخابات أهمية وأولوية قصوى وفي المقدمة لجهة تقليل المدى الزمني لوجود المحتل.
وقالت المصادر إن هذه الانتخابات من شأنها ان تحدد مصير الشعب العراقي ومصير العراق، ولذلك فإن المرجعية تريد إجراءها في موعدها ومن ثم قيام الجمعية الوطنية التأسيسية وتشكيل حكومة تحظى بشرعية وطنية وشعبية مباشرة ومن ثم تشكيل لجنة كتابة الدستور، وانه في حال سارت الأمور وفق سياقها الطبيعي الذي من شأنه ان يحقق الاستقرار في البلد الذي من شأنه ان ينهي الذرائع لبقاء الاحتلال وقواته ويفرض عليها الخروج من البلاد.
من جانبه انتقد المتحدث باسم المرجع الشيعي الكبير آية الله علي السيستاني نظام التمثيل النسبي في الانتخابات.
وقال المتحدث باسم المرجع حامد الخفاف خلال ندوة في مركز الصادق في النجف إن: «نظام التمثيل النسبي ليس القانون المرتجى لحال بلد مثل العراق لأنه لا يناسب إلا البلدان ذات الأحزاب العريقة (...) وفي ظل غياب الثقافة الحزبية يبقى هذا النظام غير واقعي».
وتابع: إن لدى المرجعية «تحفظات جدية حيال» هذا القانون لكن «موقفها الحالي يؤكد أن لا بديل عن المشاركة الشعبية بشكل فاعل على رغم معرفتنا انه لا يمكن الحصول على مجلس مثالي في ظل نظام انتخابي كهذا».
وكشف الخفاف النقاب عن أنه «تم تشكيل لجنة من المستقلين مهمتها مساعدة الجميع من أجل ان يتمثلوا في لائحة موحدة تحظى بثقة المرجعية» مع ان الانتخابات ستكون بموجب قانون التمثيل النسبي القائم على الأحزاب.
وأكد الخفاف أن «المرجعية لن تتوانى عن النزول إلى الشوارع من أجل ان تصل النخب الجيدة إلى الجمعية الوطنية ويحصل الطيبون على حقوقهم».
وكان السيستاني طلب (الثلثاء) الماضي من المواطنين تسجيل أسمائهم في سجلات الناخبين التي سيبدأ العمل بها مطلع الشهر المقبل.
وقال المرجع في فتوى وزعها مكتبه في النجف: «يجب على جميع المواطنين المؤهلين للتصويت من ذكور وإناث التحقق من إدراج اسمائهم في سجلات الناخبين بصورة صحيحة»
العدد 777 - الخميس 21 أكتوبر 2004م الموافق 07 رمضان 1425هـ