العدد 818 - الأربعاء 01 ديسمبر 2004م الموافق 18 شوال 1425هـ

54 عاماً ونحن نتعلم من دون فائدة!

مرت 54 عاماً على الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية عقد خلالها الكثير من المؤتمرات في عدد من الدول ولم تخرج بنتيجة سوى التنديد والاستنكار لا غير وخرج الكثير من المسيرات في عدد من الدول العربية والخليجية للوقوف مع الشعب الفلسطيني الذي غصبت أرضه وأخد يقاوم الأعداء الصهاينة الذين يزدادون عنفاً وإرهاباً يوماً بعد يوم.

لكننا لا ننكر أن هناك دولاً لم تقصر ومدت هذا الشعب بالمال والدم ومنها مملكة البحرين التي كان لها دور فعال ملكاً وشعباً في نصرة الشعب الفلسطيني الذي صمد أمام العدو الإسرائيلي هذا الكيان الذي يرتكب يومياً الكثير من الجرائم البشعة على يد السفاح شارون وتهديداته بالقضاء على الفلسطينيين وهدم منازلهم باستخدام الصواريخ والطائرات والجرافات وأنواع الأسلحة المحرمة وقتل الشباب وهم في عمر الزهور عوضاً عن الشهداء الذين يتساقطون يومياً بالعشرات بالإضافة إلى المعتقلين والمعذبين في السجون وطبعاً كل ذلك بعون ومساعدة أميركا التي تمد هذا الكيان الغاصب بالسلاح والعتاد ليواصل جرائمه في حق الشعب الفلسطيني المظلوم الذي قاسى الويلات على يده وعلى رغم هذا الظلم فإن أميركا أخذت بقلب الموازين فأصبح الاحتلال عندها حرباً والفلسطيني إرهابياً ويبقى الوضع في الأراضي الفلسطينية في غاية الخطورة ونظل نسأل: أين دور العرب والجامعة العربية؟ وها أتى دور العراق فانشغل الجميع بقضيته وهي لعبة أميركية جديدة باسم «خريطة الطريق». العراق الذي أتوا إليه بدعوى التحرير فقتل الأبرياء وهدت المنازل ودكت الصواريخ أرضه التاريخية وأماكنه المقدسة التي كانت مزاراً للجميع واليوم تقع في قبضة من لا يعرف ثمنها! ونسأل: ما ذنب هذا الشعب البريء كون حاكمه ظالماً ودكتاتوراً؟هل يكون الضحية؟ هذه هي قوانين اللعبة الأميركية أن تعم العراق الفوضى وتسود النعرات الطائفية. وها قد وقع الرئيس العراقي المخلوع أخيراً في يد الأميركان الذي دارت عليه الدوائر، ففارس العرب بالأمس الذي وقف معه الجميع وزود بأغنى الأسلحة وقع في المصيدة وعلى رغم اعتقاله لايزال مسلسل العنف مستمراً في العراق مادامت أميركا مستمرة في إطالة المدة والبقاء فترة أطول إضافة إلى الجرائم التي ترتكبها أميركا في حق الشعب العراقي، فالقتل مستمر والاعتقالات. احتلال العراق يأتي من قبل المجرم شارون الذي وضع خطة مع الولايات المتحدة الأميركية وبوش لاحتلال العراق في هجوم عسكري وهذه اللعبة معروفة مشتركة بين أميركا و«إسرائيل» لإشغال العرب بحرب ثانية باسم التحرير والعراق الجديد بحسب رأي الرئيس الأميركي بوش ويكون الضحية هؤلاء العراقيين الأبرياء لتكون الفرصة لشارون ليمارس جرائمه في حق الشعب الفلسطيني بعد ان أعطى جنوده الضوء الأخضر لقتل الفلسطينيين وهدم منازلهم واعتقالهم في السجون.

حميد أحمد الدرازي

العدد 818 - الأربعاء 01 ديسمبر 2004م الموافق 18 شوال 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً