الأميرة ديانا زوجة ريتشارد قلب الأسد، وبريطانيا عاصمة انجلترا، ونجيب محفوظ مخرج، وطه حسين طبيب أمراض باطنية، وجمال عبدالناصر ممثل سينمائي، وناغازاكي اسم لراقصة اسمها نجاح زكي. هكذا كانت إجابات الطلبة الجامعيين الراغبين في العمل في حقل الإعلام في إحدى الدول العربية على أسئلة وجهت لهم في تقرير سُمي بـ «الفضيحة» نشر في إحدى المجلات العربية قبل بضع سنوات. ولا أدري ما المفاجآت التي ستواجهنا لو أجرينا التحقيق نفسه اليوم مع طلابنا وشبابنا في البحرين. ضعف الثقافة واللغة من سمات شبابنا اليوم، إلا القلة منهم. ونستطيع أن نلاحظ ذلك بسهولة عند تصفحنا امتحانات التعبير عند الطلبة، وعند جلوسنا أمام التلفاز، وعند سؤالهم عن رأيهم في قضية معينة، فترى التلجلج واللغة الركيكة والمفردة الأجنبية المفضلة (أوكي) بين كلمة وأخرى والآراء السطحية غير الناضجة. ونتساءل: لماذا لم تسهم الفضائيات والانترنت في رفع المستوى الثقافي لشبابنا الذي يقضي معظم وقته معها؟ أحد الأسباب الرئيسية لهذه المشكلة يعود إلى الأسرة. فلابد من تهذيب اللغة عند الأبناء منذ الصغر، فنبعد عنهم الكلمات الركيكة والأجنبية في مسميات الأشياء، ونعلمهم قراءة القرآن وحفظه، وقراءة الصحف والمجلات والقصص والكتب بحسب مراحلهم العمرية. مع ثقتنا في فهمهم وقدراتهم كما يؤكد العلماء. إذ إن الطفل قادر على تعلم القراءة والكلام منذ سبعة شهور وتعليمه في سن السادسة يعد متأخراً. وإن الأطفال يمكنهم تعلم العمليات الحسابية من سن الرابعة والمخ عند الأطفال متطور بشكل عال ويملك الأطفال قدرات حسابية وذاكرة قوية منذ الصغر، بل إن الجنين في بطن أمه يمكنه تعلم الكلام إذا جلست الأم معه يومياً تكلمه، لذلك يأمر الرسول (ص) في حديثه المرأة الحامل بقراءة القرآن، فإن طفلها يقرأ معها. ويمكننا تنمية حب المطالعة عند الطفل بأن نضع أمامه كتباً مصورة ونقرأ له بصوت جميل أو مع نشيد ونخترع له قصة من كلامه ونضع الكتب دائماً بجانب ألعابه. ويقول العلماء إن دماغ الطفل يلتقط كل كلمة يسمعها أو ما تراه عيناه ويدركه وهي قدرة موجودة في الدماغ منذ الولادة لكننا نحد منها من دون أن ندري، إن القاعدة الذهبية في التربية دائماً هي «ابدأ مبكراً وثق في قدرات طفلك» وكل العباقرة والمبدعين من الكبار والصغار هم نتاج هذه القاعدة.
صفية يوسف
العدد 818 - الأربعاء 01 ديسمبر 2004م الموافق 18 شوال 1425هـ