العدد 2853 - الإثنين 28 يونيو 2010م الموافق 15 رجب 1431هـ

«الفيفا» صم بكم عمي أمام الأخطاء التحكيمية

قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» البقاء صامتا عن الخطأين التحكيميين اللذين شهدهما يوم أمس الأول (الأحد) في الدور ثمن النهائي والقيا بظلالهما على مونديال 2010.

وكان لاعب وسط منتخب انجلترا فرانك لامبارد سجل هدفا صحيحا في مرمى ألمانيا بعد ان أثبتت الإعادة ان كرته اجتازت خط المرمى بنحو نصف متر، لكن الحكم لم يحتسبه صحيحا عندما كانت النتيجة تشير إلى تقدم ألمانيا 2/1، وحرم المنتخب الانجليزي من إدراك التعادل قبل دقائق قليلة من انتهاء الشوط الأول. ثم وبعد ساعتين تقريبا سجل المهاجم الأرجنتيني هدفا أول في مرمى المكسيك من تسلل فاضح لم يره حكم التماس.

وقد أثار الخطآن موجة من السخط لدى المعلقين والرأي العام حتى إن مدرب ألمانيا يواكيم لوف اعترف بان هدف لامبارد كان صحيحا وكان يتعين على الحكم أن يحتسبه.

وحده الاتحاد الدولي لكرة القدم لم ينبس ببنت شفة. فالهدف الانجليزي كان يمكن أن يغير النتيجة النهائية للمباراة، واحتاج جميع المشاهدين لنحو 5 ثوان للتأكد من صحة الهدف، قبل أن تحسم ألمانيا المباراة في مصلحتها 4/1.

وفي المؤتمر الصحافي أمس الذي يعقده الفيفا فان المتحدث الرسمي باسمه نيكولا مانغو واجه سيلا من الأسئلة حول ما حصل أمس الأول والحوادث التي رافقتها لكنه كان دائما يردد وعلى مدى نصف ساعة «لن نتلكم عن الأخطاء التحكيمية، وسبق للفيفا وهيئة البورد (المكلف سن قوانين اللعبة) إن أعلنا عن رأيهما المعارض باللجوء إلى الفيديو».

ومن اجل أن يبرر لملايين من عشاق الكرة حول العالم أشياء لا يمكن الدفاع عنها فان رئيس الاتحاد الدولي جوزيف بلاتر يتحجج «بعولمة كرة القدم».

فبالنسبة إلى الفيفا فان القوانين يجب أن تكون متطابقة في جميع المسابقات المتعلقة بالشباب حتى كأس العالم للمنتخبات الأولى من دون استثناء. ويعتبر بلاتر بان بعض المباريات من المستوى العالي لا تملك التغطية ذاتها التي تنالها مباريات كأس العالم، وبالتالي فان الوسائل المتاحة أمام الحكام ليست متطابقة، وهذا أمر لا يجوز بحسب الاتحاد الدولي.

وغالبا ما يردد بلاتر العامل الإنساني للدفاع عن الحكام وقال في تصريح شهير «عشاق كرة القدم يعشقون مناقشة أحداث اللعبة، هذا الامر موجود في طبيعة هذه اللعبة».

وأضاف «مهما كانت التكنولوجيا التي سنلجأ إليها، ففي نهاية الأمور، فان عنصرا بشريا سيتخذ القرار النهائي. والواقع يحدث في كثير من الأوقات أن تختلف وجهة النظر بين أكثر من خبير حول القرار الذي يجب اتخاذه».

ولم يشأ الاتحاد الدولي حتى مناقشة وضع فيديو على خط المرمى ويقول «ما الذي سيمنع إدخال التكنولوجيا أيضا في مسائل أخرى متعلقة في كرة القدم، فمن الآن وصاعدا يمكن أن يشكك بأي قرار يتخذ على ارض الملعب وهذا الأمر من شانه أن يجعل اللعب بطيئا ويكسر إيقاعه».

لكن السؤال النهائي هو: أيهما اخطر، وقف المباراة لبضع ثوان للتأكد من صحة هدف، أو خروج منتخب من كأس العالم بسبب الظلم الذي رآه العالم بأجمعه، لكن الحكم لم يشاهده؟

وفي معرض رده مرارا وتكرارا على العديد من الأسئلة بخصوص «أخطاء الحكام» و»عدم اللجوء إلى الفيديو» أو «العار الذي يمكن أن يشعر به الاتحاد الدولي» جراء هذه الأخطاء، اكتفى المتحدث الرسمي للهيئة الدولية بالقول بان «هذا الموضوع لن يناقش الآن».

في المقابل، ندد مينو بإعادة بث صور الهدف الذي سجله الأرجنتيني كارلوس تيفيز في مرمى المكسيك من موقف تسلل، على الشاشتين العملاقتين في ملعب سوكر سيتي في جوهانسبورغ الأحد. وقال: «من المفروض ألا يحدث ذلك».

العدد 2853 - الإثنين 28 يونيو 2010م الموافق 15 رجب 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً