العدد 995 - الجمعة 27 مايو 2005م الموافق 18 ربيع الثاني 1426هـ

أثر التنشئة الاستهلاكية على سلوكيات الأطفال

حمايتكم

التربية السليمة تتطلب إكساب الطفل حقائق وقيما ومهارات واتجاهات معينة، منها الاتجاه نحو ترشيد الاستهلاك، وإذ إن كثيرا من المعلومات والنيات المتعلقة بترشيد الاستهلاك وتوجيه المستهلك وتكوين الاتجاهات السليمة لديه ليست فطرية وإنما هي مكتسبة، فلابد إذا من دراستها وممارستها وربطها بجوانب الحياة اليومية ومتطلباتها الأساسية، وإذ إن الطفل فرد في أسرة، مستهلك للغذاء والملابس واللعب والمصروف وممتلكات الأسرة من أجهزة وأدوات.

لذلك، فإن الاهتمام بمراقبة الطفل وتوجيه سلوكه التوجيه السليم أمر ضروري حتى يمكنه أن يشارك بنصيب من الجهد والعمل في تنظيم الاستهلاك.

التطبيع الاجتماعي للطفل ونمط استهلاكه

لا شك أن التطبيع الاجتماعي للطفل له أثره في تحديد أنماط سلوكه الاستهلاكي، إذ إن ترشيد الاستهلاك من أهم أهداف المجتمعات عموما، فإن نمط استهلاك الفرد يتوقف على مدى وعيه بأهداف الدولة وسياستها الاقتصادية، كما يتوقف على نوعية المعلومات والعادات والاتجاهات التي تكونت وتأصلت لديه منذ الصغر بالممارسة اليومية.

ماهية التنشئة الاستهلاكية

هي العملية المستمرة التي يتعلم خلالها الطفل المعارف والمهارات والاتجاهات التي تتناسب مع السلوك الاستهلاكي المتعلق بالحصول على المنتجات أو الخدمات واستهلاكها. أما المجالات التي يتضح فيها سلوك الطفل الاستهلاكي، فمن الحكمة تدريب الطفل في سن مبكرة من حياته وفي مستويات الدخل المختلفة على استعمال النقود، ومن الأفضل أن يأخذ الطفل قرار الشراء بحسب النقود التي معه.

وينبغي مراعاة أن تكون المبالغ المعطاة للطفل مناسبة لسنه، وأن تعطى له بانتظام. وواجب الأسرة تشجيع الطفل على البدء في ممارسة عملية الشراء عن طريق اختيار شيء معين ثم دفع ثمنه، كما يستحسن أن تتاح للطفل الفرص لشراء الملابس والألعاب والغذاء، حتى يدرك أن السلع مختلفة لها أسعار مختلفة.

ثم إن ذهاب الطفل إلى المتجر للشراء بنفسه يشعره بالارتياح والثقة في النفس والاستقلال لتنمية قوة الشخصية لديه.

الملابس وسلوكيات الأطفال الاستهلاكية

إن الملابس تلعب دورا مهما في الإنفاق الاستهلاكي، وفي تكوين شخصية الطفل، وتكوين صداقات جديدة وزيادة شعوره بالثقة بالنفس، فعلى الأسرة أن تنمي لدى الأطفال عادات وسلوكيات سليمة في اختيار الملابس من حيث الجودة والثمن.

الغذاء وسلوكيات الأطفال الاستهلاكية

يلعب الغذاء دورا مهما هو الآخر في جميع مراحل العمر، إذ ينبغي إكساب الطفل عادات غذائية صحية سليمة حتى يكون لها أكبر الأثر في اتباع الطفل سلوكا صحيا وغذائيا سليما.

إن الأطفال يتعلمون السلوك من خلال سلسلة من المواقف ومعاملة الآخرين لهم والأماكن التي يحدث فيها السلوك الاستهلاكي، هذه الأمور تقدم الفرصة للطفل لكي يتعلم.

الأسرة والتنشئة الاستهلاكية للطفل

1- تؤثر الأسرة على القدرات المعرفية العامة، تلك التي تؤثر على نمو مهارات الطفل الاستهلاكية.

2- يمكن للأسرة أن تساعد على عملية تدريب قدرات الطفل المعرفية في المواقف الاستهلاكية.

3- يمكن للأسرة أن تؤثر بشكل مباشر على سلوك أطفالها الاستهلاكي أو تعليمهم مهارات استهلاكية مثل تشجيعهم على اختيار هدايا الأعياد ومناقشة موازنة الأسرة أمامهم واصطحابهم إلى السوق.

الطفل المستهلك والعوامل المؤثرة عليه

أهم العوامل تتمثل في: التقليد والدخل النقدي ووسائل الإعلام وفنون الدعاية والإعلان. وقد قام علماء وباحثون كثيرون بتحليل عدد من العوامل مثل الدين والموقع الجغرافي والبيئة الاجتماعية والعوامل النفسية والاقتصادية، وأشاروا إلى أن الطبقة الاجتماعية تلعب دورا أكبر من جميع العوامل في تحديد نمط الإنفاق الاستهلاكي والتعامل بالنقود.

ومن الطرق التي يتعلم من خلالها الطفل السلوك الاستهلاكي: تعليم الأم للطفل، وسلوك الأم الاستهلاكي، وتفاعل الأمهات مع الأطفال أثناء اتخاذ القرارات الاستهلاكية، وقيام الأطفال بأنفسهم بالسلوك الاستهلاكي.

إن وجود القدوة السليمة وخصوصا في فترة الطفولة يساعد على سرعة التعلم وغرس العادات والقيم والاتجاهات الصحيحة نحو الاستهلاك والتركيز على المفاهيم الخاصة بترشيد الاستهلاك، كما أن توافر الفرصة المناسبة للطفل من الصغر للمشاركة في عمليات الاختيار والشراء تنمي لديه القدرة على حسن الاختيار، مع تعويد الطفل على الاقتصاد والتوفير وتقليل الفاقد في كل نواحي الحياة الاستهلاكية

العدد 995 - الجمعة 27 مايو 2005م الموافق 18 ربيع الثاني 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً