نقلت الإذاعة الإسرائيلية أمس (الثلثاء) عن وزارة الخارجية الإسرائيلية وصفها الاتهامات التي وجهها الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصرالله إلى إسرائيل أمس بأنها «أكاذيب مثيرة للسخرية».

ووصفت إسرائيل «بالسخفية» الاتهامات التي وجهها نصرالله حول تورط لإسرائيل في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. وقال مسئول إسرائيلي كبير طلب عدم كشف هويته، لوكالة فرانس برس إن «العالم أجمع والدول الغربية واللبنانيين أنفسهم يعرفون أن هذه الاتهامات سخيفة».

وأضاف أن «هذه الاتهامات جاءت نتيجة الشكوك الكبيرة للأسرة الدولية حول تورط حزب الله في قتل رفيق الحريري». وأشار الأمين العام لحزب الله مساء أمس الأول إلى تواجد «عميل لإسرائيل في موقع اغتيال الحريري قبل يوم العملية يدعى غسان جرجس الجد»، مشيراً إلى أن الحزب كان يرصد هذا «العميل» منذ فترة.

ودعا نصر الله لجنة التحقيق الدولية إلى الاستماع لشهادات هؤلاء الجواسيس و»الاستعلام عما كانوا يقومون به منذ سنوات في لبنان».

في غضون ذلك، انتقد مستشار رئيس الجمهورية اللبنانية النائب السابق ناظم الخوري أمس قرار نائب أميركي تجميد مساعدة بقيمة مئة مليون دولار كانت مخصصة للجيش اللبناني لأنه ليس واثقاً من أن الجيش لا يتعاون مع حزب الله.

وقال الخوري لوكالة فرانس برس «من مصلحة من يدعي أنه يريد الدفاع عن سيادة لبنان أن يكون هناك جيش قوي». وأضاف «كانوا يقولون إنهم مع سيادة لبنان، ويتوجب عليهم أن يترجموا ذلك إلى أفعال».

وأعلن رئيس لجنة الشئون الخارجية في مجلس النواب الأميركي الديمقراطي هاورد برمان في وقت سابق في بيان أنه جمد مساعدة بقيمة مئة مليون دولار في الثاني من أغسطس/ آب، عشية الاشتباكات الحدودية بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي.

وأضاف «حتى معرفتنا تفاصيل أكثر عن الحادث وطبيعة نفوذ حزب الله على الجيش اللبناني (...) لا أستطيع بروحي وضميري السماح للولايات المتحدة بمواصلة إرسال أسلحة إلى لبنان».

ورأى الخوري أن «قرار الولايات المتحدة حر، لكن لماذا يعاقب لبنان؟ هل لأنه استشهد له جنديان وصحافي؟».

وقتل في الثالث من أغسطس ثلاثة لبنانيين هم جنديان وصحافي إضافة إلى ضابط إسرائيلي في اشتباكات اندلعت بعد محاولة جنود إسرائيليين قطع شجرة في منطقة متنازع عليها على الحدود.

... وكتلة الحريري تطالب بتقديم تحليلات نصرالله للمحكمة الدولية

أصدرت كتلة المستقبل النيابية التي يتزعمها رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري أمس (الثلثاء) بياناً طالبت فيه بضرورة تقديم المعطيات والتحليلات والوثائق التي عرضها أمين عام حزب الله، حسن نصر الله للمحكمة الدولية من أجل التحقيق فيها. وقالت الكتلة، في بيانها بعد اجتماعها أمس برئاسة رئيس الحكومة السابق، فؤاد السنيورة إنها «ترحب بكل جهد بالمطلق يسهم في تقديم أية معلومات أو معطيات أو قرائن أو دلائل تؤدي إلى كشف المجرمين الذين ارتكبوا أو وقفوا خلف اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه الأبرار».

وكانت الكتلة ناقشت في اجتماعها الأوضاع العامة ووقائع المؤتمر الصحافي الذي عقده حسن نصر الله الاثنين وقدم فيه معطيات وتحليلات أشار فيها إلى احتمال أن تكون إسرائيل متورطة في جريمة اغتيال الحريري.

وأشارت الكتلة إلى «ضرورة استنفاد كل الفرضيات والاحتمالات عن الجهة أو الجهات التي يمكن أن تكون قد ارتكبت أو قد وقفت خلف هذه الجريمة الكبرى». وأعربت الكتلة عن تأييدها «للموقف الصادر عن رئيس الجمهورية، ميشال سليمان والداعي إلى طرح موضوع تسليح الجيش اللبناني على طاولة البحث في مجلس الوزراء»، داعية «الجميع للتعامل معها بجدية متناهية توصلاً للحصول على الأسلحة اللازمة للجيش لتمكينه من الدفاع عن لبنان».

من جانبها، اعتبرت مديرة قسم العلوم السياسية في جامعة القديس يوسف في بيروت فاديا كيوان أن هذه المعطيات «بمثابة أدلة يجب أن تدفع المحكمة الدولية والحكومة على طرح تساؤلات جدية حول فرضية أو احتمال تورط إسرائيل» في اغتيال الحريري. وأضافت «أنا اتفق معه (نصرالله) حول فكرة أن إسرائيل قد تكون متورطة في الاغتيالات».

وبدا لبنان أمس منقسماً حيال «المعطيات» التي عرضها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وتثبت برأيه ضلوع إسرائيل في اغتيال رفيق الحريري.

فقد رأى سياسيون ومحللون أن ما عرض يستلزم فتح مسار جديد في التحقيق الدولي في القضية، بينما اعتبر آخرون أن ما طرح لا يحمل أي جدية.

وقلل مصدر قريب من الحكومة رفض الكشف عن هويته من أهمية ما عرضه نصرالله من دون أن يشكك في إمكانية تورط إسرائيل بالفعل في الجريمة. وقال لوكالة فرانس برس «ما قدمه حزب الله دليل ظرفي (...) نصرالله يحاول أن يطرح سيناريو يستند إلى أن إسرائيل طرف مذنب، وقد يكون ذلك صحيحاً».

وتابع «لكن معيار التحقيق الدولي عالٍ ويتجاوز أي شك، وما رأيناه البارحة لا يرقى إلى هذا المستوى ولا يرقى إلى توقعات كثيرين».

وعلى رغم ذلك، رأت كيوان أن «المعطيات» التي طرحها الأمين العام لحزب الله «لا تقدم أدلة قاطعة حول التورط الإسرائيلي، إنما عناصر أدلة ذات صلة ليتم التحقيق فيها، وهو أمر لم يحدث بعد».

واعتبر النائب عن حزب الله نوار الساحلي (الثلثاء) أن «هذه المعطيات والحقائق... تؤكد أن التحقيق الدولي سياسي بحت»، حسبما نقل عنه بيان صادر عن الحزب.

وكتبت صحيفة «السفير» أنه «يستحيل أن يكفر العاقل، أي عاقل، بكل هذه الحقائق» بينما رأت «الأخبار» القريبة من الحزب أن المعطيات المطروحة «تتيح توجيه الاتهام إلى إسرائيل في قضية اغتيال الرئيس الحريري».

لبنان يتهم أول سياسي بالتجسس لصالح إسرائيل

بيروت - رويترز

ادعى مفوض الحكومة اللبنانية لدى المحكمة العسكرية أمس (الثلثاء) على عضو في حزب سياسي مسيحي وعميد سابق في الجيش بالتجسس لصالح إسرائيل في أول اتهام من نوعه لسياسي في قضية التجسس واسعة النطاق الدائرة في لبنان.

واتهم القاضي صقر صقر العميد المتقاعد فايز كرم من التيار الوطني الحر «في جرم التعامل مع مخابرات العدو ودس الدسائس لديه ومقابلة ضباطه في الخارج ومتابعة إعطائه معلومات هاتفياً».

وكرم الذي ينتمي إلى التيار الذي يقوده الزعيم المسيحي ميشال عون وهو قائد سابق للجيش وينسج تحالفاً وثيقاً الآن مع حزب الله اتهم أيضاً بتزويد إسرائيل «بمعلومات عن التيار الوطني الحر وحزب الله والأحزاب الأخرى وعما يدور في اللقاءات والاجتماعات المغلقة التي كانت تعقد بين قادة الحزبين المذكورين وكوادرهما مقابل تقاضي مبالغ من المال». وادعى القاضي في الجريمة ذاتها أيضاً «على الفار من وجه العدالة إلياس كرم وكل من يظهره التحقيق» على علاقة بالقضية.

وأوضح المصدر القضائي لـ (فرانس برس) أن إلياس كرم هو الشخص الذي «عرف فايز على الضباط الإسرائيليين خلال تواجدهما معاً في باريس». وأكد أن لا صلة قرابة بين المدعى عليهما. وفي حال إدانة كرم الذي كان يتولى منصب رئيس فرع مكافحة الإرهاب والتجسس في الجيش فإنه سيواجه عقوبة الإعدام. وحكم على لبنانيين آخرين بالإعدام لتجسسهما لصالح إسرائيل.

وأحدث اعتقال كرم صدمة في البلاد التي شهدت عدة اعتقالات لشخصيات بارزة من عسكريين وموظفين في قطاع الاتصالات وأطلق الشرارة لنقاشات عن مدى تغلغل إسرائيل في الأمن اللبناني.