يتغلغل الحزن في أعماق البشر لفقد عزيز أو مرض يلم بعزيز ومعاناة. يحزن الأخ لاخيه ولجاره ولأقاربه وأصحابه. تدرف الدموع ويتأوه المواسي ولكن، في وسط كل هذا تكون هناك نفوس مريضة... تبث سمومها على العليل والحزين وكأنها تدخل محفلا من محافل النفاق والعجرفة والنميمة من دون تقدير لمن حولها. نفوس تسأل عن مصير من تركهم هذا العزيز وهل سيتزوج الرجل بعد وفاة زوجته والعكس صحيح؟... يسألون عن وقت قراءة الوصية وعن حق الأهل... يسألون عن أمور شخصية بأهل العزاء. يدخلون للمريض ويكلمونه عن حالات مماثلة "قضت" وانتقلت لبارئها ويدخلون الخوف في قلبه بدلا من مواساته... يدخلون على الفقير وينتقدونه وعلى الغني ويطالبونه. مال هؤلاء وما قيمة عيشتهم... غفر الله لهم هذه النفوس، لم أكن أتوقع أن يكون هناك بشر في هذه الدنيا كهؤلاء... لم أكن أصدق عندما أسمع عنهم ولكن تجربة لي ليست ببعيدة ومراقبة هذه الأجناس عن كثب كشفت لي ما كنت أتمنى عدم اكتشافه، الدنيا قصيرة وأعمالنا قليلة... مقابلة الرب بأعمال حسنة هي الغاية ولكن نتمسك بهذه الدنيا وكأننا مخلدون. رحماك يا رب العالمين... تقبل أعمالنا ونسألك حسن الخاتمة وأغفر لنا ولهم في دنيانا وآخرتنا.

سهام آل نوح