سرب القطا بهوى العشاق ناغيني
عرس المنامة يسري في شراييني
خذني لعاصمة الحب التي أسرت
قلب الحياة وافكار الملايين
خذني لعرسانها في ليلة عزفت
نغم المحبة أوتار التلاحين
خذني أرتل سنفونية رقصت
لها الحروف بقيثار الدواوين
سرب القطا فوق متن الريح في عجل
خذني بأجنحة تحنو فتؤويني
إلى مدينة امجاد يقال لها
أرض النعيم وميلاد البراهين
بوابة العلم والحوزات حيث بها
كان الغريفي شهيد العلم والدين
هي النعيم فإن تمرر بجنتها
تجد نعيما بأرجاء الميادين
كأن مدخلها الزاهي بخضرته
قوس مزان بنوار ونسرين
سرب القطا فوق متن الريح في عجل
خذني بأجنحة تحنو فتؤويني
إلى الجفير فإن القلب يطربه
سجع البلابل في تلك البساتين
لباسقات نخيلات يداعبها
عطر الرياحين أو رقص الأفانين
لمنحنى سحرته وهو يحضنها
بعزف موسقة الأمواج مفتون
يا دارة الشمس يا مرمى أشعتها
جفير يا درة تزهو فتغريني
سرب القطا فوق متن الريح في عجل
خذني بأجنحة تحنو فتؤويني
إلى حدائق كرباباد تسكرني
مشاتل اللوز والرمان والتين
في مائها العذب ما أحلاه منسكبا
على السواقي يروي الزرع في هون
ثم السنابس أستجلي سنابلها
كلؤلؤ بفم الأصداف مكنون
يهدي شعوري لها خلق يجسده
أبناؤها كالندى في اللون واللين
وأنت يا رأس رمان يفوح بها
عطر الجلنار فوح الخرد العين
كأن رمانك الزاهي بحمرته
زهوا كواعب أتراب تناغيني
يا أيها السرب خذني للجزيرة في
تلك المرافئ عل الموج يلهيني
خذني أصلي على اعتاب صالحها
صلاة مستعر بالحب مجنون
لعل شيئا من "الإيمان" يملؤني
عشقا ويغمرني نسكا ويهديني
لا يحسن الهجر بعد الوصل منقلبا
البعد في العشق خلق ليس من ديني
لأن فلسفتي في الحب صادقة
أفدي التي بشغاف القلب تفديني
فلا وربك لن أنساك ما برحت
مفاتن كشعاع منك تعشيني
فلو رأتك بنات الحي طالعة
قطعن أيدي بعض قطع مفتون
وقلن لست - وحاش الله - من بشر
إن أنت إلا ملاك لست من طين
آمنت إيمان ذي جزم وذي ثقة
بعض الهيام كأشفار السكاكين
جئنا نقدم للعرسان تهنئة
باسم الدراز كأزهار البساتين
في باقة من حروف الشعر ضمخها
شذى القرنفل أو عطر الرياحين
محمد فيصل ربيع الدرازي
العدد 1015 - الخميس 16 يونيو 2005م الموافق 09 جمادى الأولى 1426هـ